دليلك الشامل لفهم سوق انتقالات يوفنتوس .. “كيف تطوروا؟”

محمد عواد 12:58 02/08/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • 90 مليون يورو غير مسبوقة بتاريخ نادي يوفنتوس، أعادت ذكريات شراء باجيو وخلق حرب مع جماهير فيورنتينا مستمرة حتى يومنا هذا، لقد بات هيجواين خائناً، وبات اليوفي سارقاً في نظر جماهير نابولي، لكن في نظر جماهير السيدة العجوز، فقد أظهروا قوة في السوق، وشخصية مختلفة تحذر الكبار الآخرين أن اليوفي لم يعد مضطراً لبيع أي لاعب.

    نظرة عامة على الصفقات

    لم يكن يوفنتوس الموسم الماضي ناقصاً كثيراً، فهو خرج بطريقة درامية من بايرن ميونخ في الأبطال بعد أن كان قريباً من التأهل، وحسم البطولات المحلية، رغم أنه أخذ قيلولة في بدايتها.

    خرج موراتا فتم استقدام هيجواين، الأمر الذي يمكن وصفه برفع للخبرة وقدرات الحسم والأدوار التكتيكية بل ونوع من الاستقرار لأن موراتا لم يعتبر نفسه أبداً لاعباً لليوفي ولو تألق أوروباً، فقد كان فكره دوماً في ريال مدريد، بغض النظر عن السعر الذي تم فيه جلب المهاجم الأرجنتيني.

    كما أن خروج بول بوجبا تم التحضير له مسبقاً بإبقاء ليمينا وجلب بيانيتش، في حين جاء تعويض رحيل كاسيريس الموسم الماضي بجلب مهدي بن عطية، وهو بالتأكيد أفضل وأعلى مستوى.

    التعويض المباشر كان فيه رفع للجودة كما يظهر لنا، باستثناء بول بوجبا الذي يبقى منطقياً أفضل من ميراليم بيانيتش، لكن الفكر التكتيكي المتقدم الذي يعتمده أليجري قد يتعامل مع هذا الفارق.

    صفقة إضافية جاءت من باب إعطاء خيار هجومي على الأطراف بشكل مختلف، حيث تم جلب بياكا من كرواتيا مقابل 23 مليون يورو يورو، لاعب في مركز الجناح يكمل فكرة الفريق بلعب 4-3-3 أو 4-2-3-1 التي قد يتحول لها يوفنتوس في حالات معينة، خصوصاً مع استقدام دانييل الفيس على الجهة الدفاعية اليمنى، والذي يعد بدوره أيضاً رفعاً مهماً للخبرة وزيادة في العمق.

    بشكل عام، ولو خرج بوجبا يبدو يوفنتوس على المستوى الفردي قد تقدم إلى الأمام، وهذا بعيداً عن أي حسابات مالية، التي جعلت الفريق يدفع حتى الآن فارقاً يقارب 120 مليون يورو.

    جميع أهداف هيجواين الموسم الماضي:

    حسابات مالية .. مع بوجبا هناك الكثير
    دفع يوفنتوس في الموسم الماضي فارقاً ما بين الشراء والبيع يقارب 60 مليون يورو، ومن المتوقع أن يواصل النادي تعزيز صفوفه بنفس المبلغ هذا الموسم، واضعاً بالحسبان بعض الأموال لشراء مهدي بن عطية في نهاية الموسم لو تألق، والعمل بشكل مستمر على الخفض من المعدل العمري لبعض الخطوط.

    هذا الموسم، دفع يوفنتوس فارقاً يصل إلى 120 مليون يورو، وهناك ارتفاع في سلم أجوره، الأمر الذي يجعل بيع بول بوجبا مقابل 120 مليون يورو هو الحل المنطقي لسداد كل هذه المبالغ، مما يجعل اليوفي يعود إلى دائرة الصفر مالياً، وهي دائرة جميلة لأن الفريق سيكون قد استقدم عدة أسماء في عدة مراكز مقابل لاعبين هما بوجبا وموراتا.

    بعد ذلك، سيكون في جعبة الإدارة ما يقارب 60 مليون يورو، ومن الواضح أن التعاقد مع لاعب خط وسط ارتكاز دفاعي يعد أولوية مطلقة لأليجري، في ظل تكرار إصابات ماركيزيو، واهتزاز الفريق كلما لم يجد من يلعب هناك، وهي ما قد تكون الصفقة الأخيرة لهم في هذا الصيف.

    حسابات فنية … تطور وخطة “ب” وأمر وحيد يجب الحذر منه
    5 قلوب دفاع من أعلى طراز، و4 لاعبين في مركز الظهير الأيمن والأيسر بخبرة ممتازة وأداء قوي، وحارس أثبت في اليورو أنه ما زال ضمن الأفضل، كل هذه الأمور تجعل ماسيمليانو أليجري مرتاحاً لما يملكه الآن من خيارات دفاعية.

    في خط الوسط الثلاثي ضمن خطة 5-3-2، على الأغلب سيكون بيانيتش وماركيزيو وسامي خضيرة الأسماء التي تبدأ نظرياً، وسيكون هناك تنافس مباشر مع كل من ستورارو وهرنانيس وليمينا واللاعب المتوقع قدومه، إن لم يقرر اليوفي الاكتفاء بأحد الأسماء التي لديه مثل أسامواه وبيريرا.

    الهجوم سيتكون من ديبالا وهيجواين، وقد يكون بياكا احتياطياً نظرياً لديبالا، وماندزوكيتش هو احتياطي لهيجواين، في حين أن مصير سيمون زازا ما زال غير واضح، لكن بشكل عام يبدو الفريق ولو رحل المهاجم الإيطالي كاملاً في هذا الخط.

    لو ذهب اليوفي لخطة 4-2-3-1 أو 4-3-3 بعض المباريات، سيعاني بمسألة الجناح الأيمن غير الموجود، لأن بياكا بالأصل جناح أيسر، وديبالا يفضل اللعب في المركز رقم 10، ولو رضي الأرجنتيني باللعب هناك، ستكون مسألة احتياطيين على الأطراف الهجومية هي المزعجة، الأمر الذي يعيدنا للقول إن الخطة الأساسية ستكون 3-5-2 مع بعض التجارب للتحرر منها كخطة “ب”، وربما يعود الكلام عن كوادرادو.

    أما الأمر الذي ينبغي التحذير منه، فيتعلق بوجود تغيير إلى اثنين في كل خط، الفيس على اليمينن وربما مهدي في القلب لو أثبت قدراته، وهناك بيانيتش في الوسط، وقد يكون اللاعب الجديد الذي يتحدث عنه الإعلام هناك، وهيجواين في الهجوم، مما يجعل الانسجام قد يتأخر بداية الموسم، وهو مسألة يجب الاستعداد لها ذهنياً ونفسياً، وإن كان اليوفي قد أثبت الموسم الماضي عدم اكتراثه بتفاصيل البدايات.

    ديبالا ونجاحه من خطط اليوفي المهمة

    ديبالا ونجاحه من خطط اليوفي المهمة

    يجب التصرف بمن لا يحتاجهم اليوفي
    لم يعد مفهوم الإعارة العديدة الذي يتبعه اليوفي منذ سنوات حلاً جيداً، فهو ينهي المشكلة لموسم، ثم تعود له الموسم المقبل، وهذا يستهلك الكثير من وقت الإدارة وحتى المدرب، ويخلق أجواء استعدادية غير مستقرة.

    كل عام تعود لهم نفس الأسماء مثل إيسلا ودي شيليو ويبدأ مسلسل التخلص منهم من جديد، وعند الحديث عن قائمة من 25 لاعباً في اليوفي، مع التوقعات ببقاء لوكا ماروني بسبب القائمة الأوروبية التي تشترط وجود 4 لاعبين من أكاديمية اليوفي، فإن الأسماء ستكون كالآتي:

    حراسة المرمى (3) : بوفون – نيتو – أوديرو

    خط الدفاع (9) : الفيس – ليشنشتاينر – مهدي – بونوتشي – كيليني – بارزاجلي – روجاني – ايفرا – ساندرو

    خط الوسط (8) : بيانيتش – ماركيزيو – خضيرة – هرنانيس – ليمينا – ماروني – ستورارو – بيريرا أو أسامواه (أحدهما فقط)

    خط الجوم (5) : ديبالا – ماندزوكيتش – هيجواين – بياكا – زازا

    هذه قائمة من 25 لاعباً، وتظهر وجود عدد كبير من الأسماء التي ما زالت على سجلات اليوفي لم يتم بيعها، بل إن جلب لاعب وسط قد يقتضي أيضاً بيع كل من أسامواه اوبيريرا أو أي لاعب خط وسط أخر، للحفاظ على تشكيل عميق من دون أسماء لا تلعب أبداً.

    إيسلا ومامي ثيام ودي شيليو وأوسيم بوي ولاعب أو اثنين من خط الوسط، هم مهمة ماروتا المقبلة للبحث عن بيع نهائي لهم أو القرار بشأن منحهم دقائق لعب معقولة، لضمان ترتيب البيت الداخلي بشكل يجعل التركيز بالعقلية الجديدة الباحثة عن جودة وخبرة جاهزة مستمرة.

    خلاصة .. سوق ممتازة
    لا نقاش بأن سوق يوفنتوس الحالية ممتازة، لكن لنتذكر حقيقة ثابتة في كرة القدم “هي ليست علماً دقيقاً”، فما قامت به إدارة اليوفي مدعومة برأي المدرب يبدو ممتازاً، وبغض النظر عن سعر صفقة هيجواين، فباقي الصفقات كان ضربات تجارية مميزة.

    التشكيل الحالي أفضل من تشكيل الموسم الماضي من حيث المرونة والخبرة والعمق، كما أن الاهتزاز الذي نتج عن خروج ثلاثة نجوم من موسم 2014-2105 تم استيعابه الآن، والنظرة تبدو أكثر إيجابية وتفاؤلاً، إلا أنه يجب التوضيح أن نقلة الجودة فيه ليست فائقة كما يحاول بعض الجماهير إقناعه نفسه، هناك تحسن وتطور لكن ليس ثوري.

    بقي فقط لهذه السوق أن تبدأ اللعب، وأن تقدم ما قدمته مع فرق أخرى من مستوى مميز، وأن يتم الصبر إعلامياً على بعض الأسماء، مع الحفاظ على وضوح الأهداف والرؤية الذي طالما ميزت اليوفي عن غيره من أندية إيطاليا، فالهدف من شراء هيجواين وبياكا ليس أن يسجلوا 100 هدف، بل أن يفوز الفريق ولو سجل بوفون.

    تابع الكاتب على شبكات التواصل:

    سناب شات : m-awaad