سبورت 360 – دائماً ما يعتقد متابعو كرة القدم، أن أي لاعب انتقل إلى الدوري الصيني، فهو على الأرجح يعيش آخر لحظات مسيرته الكروية أو أنه يبحث عن تكديس الأموال في حسابه البنكي، وهو اعتقاد صحيح إلى حد كبير.
فلاعبين أمثال الإيفواري ديدييه دروجبا والفرنسي نيكولا أنيلكا والمالي سيدو كيتا والأرجنتيني كارلوس تيفيز، كلهم انتقلوا إلى الدوري الصيني بعدما بلغوا من العمر عتيّا، وباتوا غير قادرين على تحمل رتم الدوريات الأوروبية.
ولكن بعض اللاعبين الآخرين، جعلوا من الصين محطةً للعودة إلى صفوف الأندية الكبرى، وفرصةً لإعادة اكتشاف أنفسهم بعدما عانوا من هبوط حاد في مستوياتهم مع فرقهم السابقة.
بعد مسيرة كروية غير متسقة وغير مكتملة إلى حد كبير لمدة أربع سنوات ونصف مع باير ليفركوزن، عاد لاعب وسط فلامنجو السابق ريناتو أوجوستو إلى البرازيل في عام 2012 من بوابة كورينثيانز.
وظل هناك حتى يناير 2016، عندما انتقل إلى نادي بكين سينوبو جوان الصيني، وهناك أثبت صحة القرار الذي اتخذه. ففي ذلك العام، تم استدعاؤه للمنتخب البرازيلي ولعب 12 مباراة دولية (مقارنة 5 مباريات في الأعوام الثلاث الماضية)، وقد فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية في ريو دي جانيرو في نفس السنة.
كما أنه شارك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 2018، وهناك سجل هدفاً وحيداً، وكان في الدور ربع النهائي ضد بلجيكا، ولكنه لم يكن كافياً حتى تتأهل البرازيل للمربع الذهبي.
بعدما فاز باولينيو بكأس ليبرتادوريس سنة 2012 مع فريقه كورينثيانز، وشارك في نفس السنة في بطولة كأس العالم للأندية والتي نٌظمت في اليابان، قرر توتنهام هوتسبير التعاقد معه في صفقة بلغت قيمتها 20 مليون يورو.
ومع ذلك، تراجع مستوى باولينيو خلال الموسمين اللذان قضاهما في “الوايت هارت لين”، ففي الموسم الكروي 2014/2015، لم يُشارك كأساسي في الدوري الإنجليزي سوى في 3 مباريات.
وفي المجمل، شارك باولينيو مع الفريق اللندني في 45 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، سجل خلالها 6 أهداف، كما شارك في 13 مباراة في الدوري الأوروبي وسجل خلالها هدفين.
وأعاد باولينيو اكتشاف نفسه، عندما انتقل إلى جوانجو الصيني، حيث تدرب هناك على يد مدربه السابق لويس فيليبي سكولاري، وقد شارك مع الفريق في دوري أبطال آسيا، كما شارك في نفس السنة في كأس العالم للأندية.
وعلى غرار ريناتو أوجوستو، حصل باولينيو على مركز أساسي في منتخب البرازيل، كما لفت أنظار برشلونة في 2017، حيث دفع البارسا قيمة الشرط الجزائي والتي بلغت 40 مليون يورو.
وتألق باولينيو مع برشلونة وشكل ثنائية رائعة مع ليونيل ميسي، وكان بمثابة رأس حربة ثانٍ إلى جانب لويس سواريز، قبل أن يعود إلى الدوري الصيني في صفقةٍ أثارت الجدل، حيث تم اتهام جوسيب ماريا بارتوميو بغسيل الأموال.
كان أوديون إيجالو أحد النجوم البارزين في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الكروي 2015/2016 بعد أن سجل 14 هدفاً في أول 23 مباراة له بالبريمرليج بقميص واتفورد.
ولكن عام 2016 كان كارثياً على إيجالو، إذ شارك في 18 مباراة مع واتفورد، وسجل خلالها هدفاً وحيداً فقط، ولذلك قرر المدرب كيكي سانشيز فلوريس إجلاسه على مقاعد البدلاء، ولم يشارك أساسياً سوى في مبارتين.
وبعد أن فقد مكانه في فريق واتفورد، انتهز إيجالو الفرصة وانتقل إلى الصين في يناير 2017 في محاولة لإنقاذ حياته المهنية، وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث أحرز 46 هدفاً في 74 مباراة.
هذه الأرقام دفعت مانشستر يونايتد للاستعانة بخدمات إيجالو في الميركاتو الشتوي الجاري، ليعود المهاجم النيجري إلى الدوري الإنجليزي وكله أمل في التألق كما فعل في 2015/2016.
بدأ فيتسل مسيرته في نادي ستاندارد لييج البلجيكي ثم انتقل لصفوف نادي بنفيكا البرتغالي، وبعدما قضى خمس سنوات في زينيت سانت بطرسبرج الروسي، انتقل لصفوف تيانجين كوانجيان الصيني في يناير 2017.
انتقال اللاعب البلجيكي إلى نادٍ صاعد حديثاً للدوري الصيني الممتاز، وتواجده في أكثر مدن العالم تلوثاً، كلها أمور لم تمنعه من التألق مع فريقه، وهو ما دفع روبرتو مارتينيز لاستدعائه إلى قائمة منتخب بلجيكا التي شاركت في كأس العالم 2018.
وفتح له التألق في الدوري الصيني، آفاقاً أخرى حيث قرر بوروسيا دورتموند التعاقد معه خلال الصيف قبل الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو يُشارك بصفة أساسية مع أسود الفيستيفالي.
عقب تجربة فاشلة مع كوينز بارك الإنجليزي، انتقل ستيفان مبيا إلى إسبانيا من بوابة إشبيلية في عام 2013، ونجح في التتويج معهم بالدوري الأوروبي كما قدم مستويات رائعة مع النادي الأندلسي.
وبعد تلك التجربة الناجحة مع الفريق الإسباني، قرر الدولي الكاميرون الانضمام إلى طرابزون سبور التركي في خطوة أثبتت في النهاية أنها كارثية.
وفي 2016، قرر مبيا الانتقال إلى الدوري الصيني وهناك احتل مكانة عالية للغاية مع نادي هيبي شينا فورشن، وهو ما فتح له آفاق العودة إلى أوروبا من بوابة تولوز الفرنسي، قبل أن يعود مرة أخرى للصين بقميص ووهان زال.
تصدر داريو كونكا، صانع الألعاب الأرجنتيني الموهوب للغاية والذي صنع اسمه في البرازيل مع فلومينينسي، العناوين الرئيسية عندما أصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم بعد انتقاله إلى جوانزو إيفرجراند في عام 2011.
وكان كونكا في الثامنة والعشرين من عمره وقت انتقاله إلى الصين، وعلى الرغم من تألقه في أمريكا الجنوبية وحصوله على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في الدوري البرازيلي، إلا أنه لم يسبق له ارتداء قميص المنتخب الأرجنتيني.
وبعد تألقه مع الفريق البرازيلي، تلقى اللاعب عدداً من العروض المختلفة ولكنّه فضل اللعب في الدوري الصيني مع جوانزو إيفرجراند وحصل على راتب يصل إلى نحو 15 مليون يورو سنوياً.
وفي الصين تألق كونكا أيضاً، حيث سجل 54 هدفاً في 99 مباراة وصنع 37 أخرى كما حقق الدوري الصيني 3 مرات، وبعد هذه التجربة انتقل صانع الألعاب الأرجنتيني إلى النادي الأمريكي الطموح، أوستن بولد، قبل اعتزاله في عام 2019.
بصم بابيس سيسيه على بداية مذهلة حقاً في مسيرته مع نيوكاسل، حيث سجل 13 هدفاً في أول 14 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك، تراجع مستواه تدريجياً، حيث لم يسجل سوى 24 هدفاً خلال المواسم الأربعة التالية.
ونظراً لمستوياته غير المنتظمة، وتقدمه في السن (32 عاماً)، لم سيسي يتوقع أن تصله عروض من أندية الدوري الإنجليزي بعد هبوط نيوكاسل للدرجة الثانية، لكنه رغم ذلك، انتقل إلى الصين وارتدى قميص شاندونج لونينج.
وسجل المهاجم السنغالي 18 هدفاً في 34 مباراة، وشجع نفسه على العودة إلى أوروبا من بوابة نادي ألانياسبور التركي في 2018 ، وسجل معهم 33 هدفاً في 55 مباراة حتى الآن.
