نتلقى كم هائل من المعلومات في شتى مجالات الحياة في كل يوم، وبعض هذه البيانات التي نستقبلها تكون مثيرة للجدل أي أنها تحمل خلاف حول صحتها وتصديقها، وللأسف هناك العديد من الأشخاص الذين يتداولون بعض المغالطات لمجرد أنه قرأها في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الصحف والمواقع العربية والعالمية، لذلك ارتأينا تصميم فقرة ستصدر بشكل شبه أسبوعي نرد فيها على كل هذه الأخطاء، وتحت مسمى "مغالطة".
انتشرت تصريحات في الأسابيع الأخيرة من اللاعبين السابقين أمثال تيري هنري وبافيل نيدفيد والظاهرة رونالدو حول تراجع جودة اللاعبين في الفترة الحالية مقارنتةً بالفترة التي تواجدوا بها، وهذا ما يتفق عليه شريحة لا بأس بها من عشاق الساحرة المستديرة.
فالبعض يرفض فكرة أن ليونيل ميسي مهاجم برشلونة هو أفضل لاعب بالتاريخ، كذلك مهما بلغ جنون كريستيانو رونالدو في تحطيم الأرقام القياسية يبقى البعض يقلل من شأنه، وتكون حجة هذه الفئة من المشجعين والمحللين دائماً انه جاء من هم أفضل منهما، والحديث دائماً يدور عن دييجو مارادونا وزين الدين زيدان وبيليه والظاهرة رونالدو وغيرهم.
ولو ابتعدنا عن الفئة المتعصبة لريال مدريد وبرشلونة والتي تحاول دائماً التقليل من الطرف الآخر، سنجد أنه لا يوجد أي برهان لمن يدعي بعدم وجود نجوم من طراز عالي في هذه الحقبة، وتكون الحجج دائماً مسندة إلى بعض الإنجازات الفردية أو الجماعية للنجوم السابقين أو لكونه شاهد بعض مهاراتهم في مقطع فيديو.
لا أحاول أن ألعب دور محامي الدفاع عن اللاعبين الذين يمارسون كرة القدم في الوقت الحالي، إنما ما أريده هو دحض فكرة أن اللاعب الأقدم دائماً هو الأفضل في حال عقدنا المقارنات دون وجود سبب منطقي لذلك، وسأحاول إنجاز مهمتي مستندناً إلى ثلاثة عوامل تجعل البعض يفكر بهذه الطريقة.
الحنين إلى مرحلة عمرية معينة
في بعض الأحيان يكون سبب اعتناق بعض الأشخاص لهذه الفكرة يعود إلى حنينهم لمرحلة عمرية في حياتهم كانوا شغوفين بها بحب كرة القدم، فعلا سبيل المثال أسم كالظاهرة رونالدو أو راؤول يستدعي له ذكريات من الزمن الجميل يصعب عليه نسيانها، لذلك هو يرفض أي رأي يقول أن كريستيانو رونالدو هو أفضل مهاجم في تاريخ ريال مدريد.
مشاهدة أبرز اللقطات الفنية في مسيرة اللاعب
بطبيعة الحال، هناك اختلاف كبير بين من يشاهد مقطع فيديو على أحد المواقع يبرز فيه أفضل ما قام به زين الدين زيدان مثلاً عماً تابع اللاعب لحظة بلحظة في مسيرته عبر شاشات التلفاز، فالأول سيبني صورة أن زيزو لاعب لا يخطأ أبداً ودائماً ما كان يجد الحلول، لكن الواقع يقول عكس ذلك، فزيدان بالنهاية مثله مثل أي لاعب مر بأوقات طيبة وأخرى عصيبة، مثلما يحدث مع الدون والبرغوث في بعض المباريات.
هذا العامل يختلف عن العامل الأول من حيث طبيعة كل فئة والمرحلة العمرية التي تمر بها، فالعامل الثاني يقتصر على الأشخاص الذي بدأوا اهتمامهم بكرة القدم في السنوات الأخيرة.
رونالدو وميسي قضوا على الجميع
سبب آخر يجعل البعض يفكر بهذه الطريقة وهو التفوق الكاسح للثنائي الأرجنتيني والبرتغالي والذي أدى إلى عدم بروز نجوم آخرين، وهذا يعود إلى الأرقام القياسية والجوائز الفردية التي حققوها خلال مسيرتهم، وفي الحقيقة رونالدو وميسي يتفوقون على جميع لاعبي كرة القدم عبر التاريخ من هذه الناحية وليس على اللاعبين الحاليين فقط، (بغض النظر عن الأداء).
فلاعب مثل سيرجيو أجويرو ساهم بشكل مباشر في تتويج فريقه بلقب البريميرليج موسم 2012-2013 بهدفه التاريخي، كذلك الحال مع إدين هازارد في الموسم الماضي رفقة تشيلسي، والقائمة طويلة نذكر منها آريين روبن مع بايرن ميونخ، ووسلي شنايدر مع المنتخب الهولندي، وتشافي وأندريس إنييستا مع برشلونة، وسيرجيو راموس وايكر كاسياس مع ريال مدريد ..الخ.
فلاعبين مثل هؤلاء ليسوا أقل شئناً من ديفيد بيكهام وفيليبو إنزاجي ولويس فيجو وسيدورف على سبيل المثال، لكن المسألة أن الإعلام اليوم لا يرى سوى رونالدو وميسي وهناك مبررات لذلك، في حين أن الاهتمام كان موزع بشكل متساوٍ نسبياً قبل 10 أو 15 سنة من الآن.
إقرأ أيضاً: حرب 360: هل كشفت تصريحات مورينيو خيانته لريال مدريد؟
