من الأهم في أي فريق .. المدرب أم اللاعبون؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كريستيانو رونالدو - يورجن كلوب - بيب جوارديولا - ليونيل ميسي

    موقع سبورت 360 – كم مرة سمعتم أحدهم يقول أن المدرب الفلاني لن يحقق شيئاً مما حققه مع فريق صغير؟ أو سمعتم أحدهم يشتكي من الهالة الإعلامية حول لاعب معين ويؤكد أن لن يكون نجماً لو لعب في فريق مختلف وأن ما يعينه هنا هم اللاعبون الموجودون في فريقه الحالي؟ هذه العبارات وإن كانت مصممة لخلق الجدل فقط لا غير إلا أنها تحمل في طياتها سؤالاً مهماً: من يلعب دوراً أكبر في مستوى ونتائج أي فريق: المدرب أم اللاعبون؟

    أبسط طريقة لمحاولة الإجابة على هذا السؤال هي أن تتخيل نفسك مالك نادِ متوسط من المستوى من الدوري الذي تتابعه (ولنقل على سبيل المثال واتفورد من البريميرليج) وعرض عليك أن تضم إما أفضل مدرب في العالم بالنسبة لك (لنقل على سبيل المثال كذلك بطل أوروبا الحالي يورجن كلوب)، أو أفضل لاعب في العالم بالنسبة لك ليونيل ميسي.

    أي من الرجلين تتوقع أن يطور من مستوى ونتائج فريقك أكثر، والأهم من سيضيف لك عدد نقاط أكبر خلال الموسم؟ إجابتكم على هذا السؤال ستتأثر بدون شك بأرائكم الشخصية ونظرتكم لكرة القدم بشكل عام. أي أنه بالرغم من كونها منطقية بالنسبة لكم فإنها لا تعتمد على الأرقام. لذلك سأحاول أن أستعرض لكم بشكل سريع طريقتين مختلفتين للإجابة على هذا السؤال بطريقة حسابية.

    الطريقة الأولى: مجلة The Economist 

    المجلة الإقتصادية الشهيرة حاولت الإجابة على السؤال من خلال مقارنة أداء اللاعبين/المدربين الفعلي مع الأداء المتوقع ومن ثم قياس عدد النقاط الذي يضيفها أي لاعب/مدرب للفريق. ودون أن ندخل كثيراً في تفاصيل كيفية قياسهم للأداء المتوقع (يمكنكم قراءة مقالهم هنا) فإن نتائجهم كان مثيرة جداً للإهتمام.

    حيث تربع دييجو سيميوني على عرش المدربين الذين يضيفون أكبر عدد نقاط لفرقهم برصيد 4 نقاط (أي أن سيميوني سيضيف 4 نقاط لأي فريق ينتقل إليه أو أن أتليتيكو سيخسر 4 نقاط في حال استبدل سيميوني بمدرب متوسط). لكن المفاجأة كانت أن أن اللاعبين كانوا يضيفون نقاطاً بشكل أكبر بكثير من المدربين. حيث يمكن، بحسب المجلة، لميسي أو كريستيانو رونالدو أن يضيف 9 نقاط لأي فريق ينضمان إليه، بينما يضيف نيمار 7 نقاط تقريباً مقابل 5 لهاري كين، ويوجد 50 لاعب يضيف نقاطاً أكثر من دييجو سيميوني.

    لكن أبرز ما ذكره مقال The Economist هو أن كارلو أنشيلوتي يعتبر من أكثر المدربين الذين يكلفون فرقهم نقاطاً. حيث امتلك الرجال الإيطالي أفضل تشكيلة في الدوري (أي التشكيلة الأكثر ترجيحاً للفوز بالدوري) في 8 من المواسم الـ12 الأخيرة لكنه فاز بالدوري في لكنه فاز بالدوري في 3 مناسبات فقط في نفس الفترة الزمنية.

    كارلو أنشيلوتي يعانق دييجو سيميوني

    كارلو أنشيلوتي يعانق دييجو سيميوني

    الطريقة الثانية: كتاب Soccernomics

    كتاب Soccernomics كتاب شهير يحاول فيه الكاتبان سيكون كوبر (صحفي) شتيفان زيمنسكي (عالم اقتصاد وإحصاء) تحليل كرة القدم وضحد خرافاتها عن طريق الإحصائيات والأرقام. أول فصل في الكتاب يحاول تحديد أهم عامل في ترتيب أي فريق الدوري الإنجليزي الممتاز وفيه يستعمل الكاتبان حجم الرواتب المدفوعة للاعبي أي فريق كدليل على جودة اللاعبين (بما أنه من المنطقي أن يتقاضى اللاعب الافضل أجراً أكبر).

    كوبر وزيمنسكي تمكنا بإستخدام حجم الراوتب المدفعوعة من توقع 70% من ترتيب جدول الدوري في أي موسم والنسبة ازدادت إلى 90% عندما تم توسيع التجربة لتشمل 10 مواسم بدلاً من موسم واحد. وبالتالي، فإن هذه الأرقام تثبت بأن جودة اللاعبين تحدد النسبة الكبرى من ترتيب الفريق. النتائج لا يجب أن تفسر أبداً بأن زيادة رواتب لاعبي أي فريق سيجعله يفوز بالدوري، بل أن الفريق الذي يملك لاعبين أفضل (وبشكل منطقي فإنهم يتقاضون رواتب أكبر) يملك أكبر فرصة بالفوز بالدوري. وفي حين أن هذه الدراسة لا تنظر كسابقتها إلى أداء المدربين إلا أنها توضح بأن تأثيرهم، مهما كان حجمه، لن يزيد عن تأثير اللاعبين.

    نتائج كلا الطريقتين سابقتي الذكر تؤكدان ما يدركه أي متابع لكرة القدم بالفطرة: مهما كان اسم المدرب فإن من يحدد مصير مباراة كرة القدم هم اللاعبون فوق أرضية الميدان والفريق الذي يملك تشكيلة أفضل يملك الفرصة الأكبر للفوز. وهذا يقودنا إلى إجابة السؤال الذي طرحناه في البداية: الاختيار الأفضل لفريقك، ولأي فريق، هو التركيز على تحسين جودة اللاعبين أولاً وأخيراً. المدربون فصيلة مبالغ في تقديرها.