ريكاردو بيشيني .. الجندي المجهول صاحب الألف عين

معتز شحادة 23:43 14/11/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يلقب الإيطالي ريكاردو بيشيني بـ”باحث المواهب صاحب الألف عين”. يعتبر بيشيني بارعاً جداً في المجال الذي يعمل فيه، وهو الذي كان ناجحاً في كل مركز شغره. تابع ريكاردو العديد من المواهب الكروية في السنوات الـ15 الماضية ككشاف للاعبين في عدد كبير من دول العالم، وكان والده يعمل بذات المهنة أيضاً في عددة أندية كذلك أبرزها إنتر ميلان ولاتسيو وبارما حيث كان له الفضل باستقطاب جوليو سيزار من نادي فلامينغو البرازيلي الذي صنع تاريخاً  كحارس لمرمى في نادي الإنتر، وكان شقيق ريكاردو يعمل كوكيل أعمال لعدد من اللاعبين في إيطاليا. نجح المقربون من بيشني في مساعدته كثيراً للوصول لمراحل متقدمة في حياته المهنية، والذي كان بدوره سبباً رئيسياً بنجاحات عددٍ كبيرٍ من الأندية التي شهدت تفوفقاً بسبب دعمه لهم من ناحية المواهب.

    بدأ بيشينسي مسيرته مع فيورينتينا عندما كان النادي يمرّ بأصعب مراحله حين هبط الفيولا للدرجة الثالثة الإيطالية على إثر مشاكل مادية كبيرة، بعد سنتين فقط استطاع فيورينتيا استعادة مركزه في دوري الدرجة الأولى.

    بيشيني وكل أعضاء النادي كانوا يثقون بالصعود للدرجة الأولى رغم الظروف التي حلت بهم، والحلّ الأبرز حينها كان تدعيم الفريق بلاعبي خبرة كهيديتوشي ناكاتا وفابريزيو ميكولي وتوماس أوفالوزي بالإضافة لأسماء شابة كجورجيو كيليني.

    IMG_8945

    استطاع الفيولا في البقاء بالدرجة الأولى بفارق النقاط، بعد الضغط الذي واجهه ريكاردو في البيئة التي تواجد فيها، قرر الخروج من نادي فيورينتينا حيث استقل طائرة متوجهاً إلى إنكلترا وبالتحديد لمدينة لندن للإنخراط بجو مختلف كلياً عن إيطاليا.

    في المملكة المتحدة ومع نادي توتنهام، لاحظ بيشيني نوعية مثيرة للإعجاب في الفئات العمرية لكن المتطلبات المالية لم تكن دائماً مطابقة “القواعد الموجودة حالياً تسمح لك بجلب أسماء معينة، لكن نادي تونتهام كان يعرض الحد الأدنى، أعلى بنسبة قليلة من العروض المقدمة في ايطاليا، إلا أنها ليست بالعروض المثالية”. حينها كان بيشيني يركز في استطلاعاته على اللاعبين من أوروبا الجنوبية والبلقان، بعد ثلاث مواسم له في لندن كان لريكاردو الفضل الأكبر بجلب لوكا مودريتش ونيكو كرناركار وفيردين كارلوكا لتوتنهام بصفقة قياسية حينها.

    بعد تجربته الإنكليزية، عاد بيتشيني إلى إيطاليا من بوابة سمبدوريا التي من المفترض أنها كانت ستمتد لفترة زمنية قصيرة، في موسمه الأول مع البلوكيرياتي أنهى الفريق موسمه بالمركز الرابع، لكن في موسم 2010/2011 لم يتأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا، حين خرج من الدوري التمهيدي أمام فيردير بريمن الألماني ليلعب في اليوروباليغ، حينها أنهى النادي الإيطالي مشواره مبكراً بعد فوز يتيم في 6 مواجهات. رغم النتائج السيئة أوروبيا هبط الفريق للدرجة الثانية، متأثراً بغياب جيامباولو باتزيني وأنطونيو كاسانو اللذين رحلا إلى انتر وميلان على التوالي.

    كان لهبوطهم للدرجة الثانية حسنة كبيرة، حيث كان لديهم وقت أكثر لتطوير سيميوني زازا وماوورو إيكاردي لكي يصعدا للفريق الأول، بعد موسمين مع سامبدوريا، كان بيشيني نقطة انطلاق لمشاريع كبيرة، بعدما أجرى اتصالاً مع المدير العام لموناكو الذي كان يلعب حينها في الدرجة الثانية.

    IMG_8946

    بعد استلام الميلاياردير ديمتري ريبولوفليف نادي موناكو الفرنسي وكلاوديو رانييري كمدير فني للفريق، تسلم بيشيني مهاماً كثيرة في نادي الإمارة الفرنسي كإدارة مركز التدريب والتحدث مع الجهاز الطبي ومجلس الإدارة وكان بيشيني المشرف على 12 كشافاً موزعين في أميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية وفرنسا، بهدف التمهيد لنادي موناكو التعاقد مع لاعبين شباب.

    بالرغم من التعاقد مع رادميل فالكو الذي كان أبرز المهاجمين في العالم حينها، استطلع طاقم الكشافين إيجاد لاعبين شباب أبرزهم جيفري كوندوبيا وكيليان مبابي، وفيما يخص مبابي يقول بيشيني: “اتينا به لفريق الشباب، ودفعنا مبلغاً ضئيلاً حينها لإبعاد باريس سان جيرمان وإنتر عنه.”  بعد سنوات قليلة حقق موناكو أكثر من 150 مليوناً من بيع هؤلاء اللاعبين. بالرغم من رحيل بيشيني عن موناكو فاز النادي بلقب الدوري عام 2017 مستخدماً نفس مبادئ الكشف  عن المواهب، والتي ساعدت الفريق بجلب العديد من الأسماء الشابة.

    تم ملاحظة إنجازت بيشني في موناكو من طرف ناديه السابق، عندما اشترى ماسيمو فيريرو سامبدوريا عام 2014، كان لديه نظرة واضحة في قيادة فريقه لمراحل متقدمة والبناء للمستقبل. ريكاردو بيشيني كان واحداً من الأفراد الذين تم التعاقد معهم من قبل نادي منطقة جنوى، وأبرز الخطط التي وضعت من قبل إدارة نادي سامبدوريا حينها كانت ملائمة جداً لخطط نادي أودينيزي: “ابحث عن مواهب بجد، اشتري بأسعار زهيدة، أبيع بأسعار مرتفعة”، كان لبيشيني هذه الرؤية من قبل خلال بدايته مع سامبدوريا وموناكو.

    يرى الكشاف المميز أنه يجب البحث عن مواهب، ومن ثم تطويرهم وبيعهم من دون أن تخسر توازن فريقك، هذا الأمر من أصعب المهام في كرة القدم. لنضع نادي إمبولي على سبيل المثال، الفريق الذي كان يملك سكوربسكي وهيساج وتونيلي وروغاني وباريديس وسابونارا و زيلينسكي  وماوريسيو ساري بالرغم من هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية، كان بيشيني يعمل بسرعة لتوقيع اللاعبين وتعويض الفراغات في الفريق، غادرت أسماء كثيرة بعدما قدمت مستوى طيب مع سامبدوريا كبرونو فيرنانديس وباتريك شيك ولويس موريال،  الذين كانوا أفضل من الأسماء التي عوضوها كأوبيانغ وكوريا وإيدير وغابياديني. استبدل بيشني الغيابات بمواهب أجبرت الجماهير العاشقة على نسيان أبطالها السابقين و جعلت أعضاء مجلس الإدارة تفرك أيديها بعد الأرباح التي حققتها.

    بالرغم من تكوينه لشبكة كشافين في معظم أنحاء العالم ما زال بيشيني يسافر آلاف الكيلومترات لمتابعة مباريات كرة القدم بكل مراحلها ساعياً للمزيد من التقدم، فهو يحاول حالياً أن يضم قارة أفريقيا لشبكته الواسعة لتكون القارة السوداء مصدر للمواهب عنده ايضاً.

    في شهر يونيو السابق، حاول دي لورينتيس رئيس نادي نابولي التي يتطلع لبناء فريق شاب للمستقبل أن يخطف بيتشيني من سامبدوريا، لكن عرضه تم الرد عليه بالرفض، في تصريحات صحفية قال دي لورينتيس عن بيتشيني: “إيكاردي ومبابي وشيك لاعبون سطع اسمهم في القائمة التي اكتشفها بيتشني، سامبدوريا يمتلك جوهرة، هو من الأبرز في إيطاليا في مجاله.”

    كلمات مفتاحية

    أقسام متعلقة