إلى إدارة النصر: لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين!

فريق سعودي 360 18:56 01/08/2022
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • النجاح في إدارة شؤون فرق كرة القدم لا يكون فقط بإتقان الواجبات الفنية والتحضيرات البدنية والنفسية، ولا يكتمل فقط بالتعاقدات المتنوعة، ولا يقف عند توفير الاحتياجات والمسلتزمات المادية والتقنية والطبية.

    هناك بالتأكيد الفلسفة الإدارية التي تدير أحوال الفريق بكل تفاصيله، وهذه المهام الإدارية كذلك ليست حكراً على إتمام الصفقات وتوفير الأموال والاحتياجات الميدانية وحل المشاكل القانونية.

    الحنكة والحكمة الإدارية مطلوبة أساساً لكل نادٍ يسعى إلى المجد في مصاف أندية القمة. والجهاز الإداري (مشاركة بالتساوي في المسوؤلية مع المدير الفني، المدرب، وكامل الطاقم) مطالب بأكثر من ذلك.

    مطالب بعدم تكرار الأخطاء وعدم الوقوع في ذات “الأفخاخ” التي تسبب مشاكل عميقة جداً. خاصة إذا كانت هذه الأخطاء قريبة زمنياً ومايزال النادي يعيش تبعاتها ويتعامل مع ملحقاتها حتى اليوم!

    هذه المقدمة التفصيلية تقودني إلى توجيه رسالتي إلى إدارة نادي النصر ممثلة بالسيد (مسلّي آل معمر) ومفاد الرسالة إذا أردت اختصارها: لا تكرّروا خطأ تجربة (النجم المتمرد)!

    وحتى لا أطنب بالشرح، أعني هنا تحديداً خطأ المبالغة في تعظيم قيمة وأثر اللاعب الفرد ليصبح ذاتياً وكذلك عرفاً داخل النادي (رمزاً لا يمسّه حساب أو عقاب .. وتُرفع عنه أقلام الالتزام والانضباط)!

    مقدمة هذا الخطأ كانت عدم توازن إدارة النصر بكل من فيها وعدم واقعيتهم وهم يحتفون ويقيّمون العوائد الفنية الفردية الهائلة التي حققها (ذلك النجم العربي) سريعاً مع العالمي. وهذا الاندفاع في منح اللاعب مكانة وقيمة و (اعتباراتٍ خاصة)، ترافق مع موجة مفهومة من العاطفة الجيّاشة التي حظي بها اللاعب في بيئة النصر الممتدة في كل مكان. لكنني أفهم أن يأتي هذا من الجمهور العاطفي المندفع، لا من الإدارة التي من المفترض بها أن تعرف كيف ترسم حدودا لكل فرد في المجموعة حتى يبقى الكيان هو الأعلى ولا يعلو عليه أحد. وإلا فسيبدأ “المتوهّمون” بعدم إيلاء مكانة النادي ومصلحته وقوانينه أي احترام أو مهابة.

    ما أراه (وأخشاه) أن يتكرّر ذات النمط من التعامل مع النجم البرازيلي (تاليشكا) نجم العالمي وأحدأفضل لاعبي الموسم الكروي السعودي في الموسم المنقضي.

    اللاعب له الكثير من “الأهواء” الشخصية التي يصرّح بها بوضوح، ومقبول تماماً أن يكون لكل لاعب هواياته وتفضيلاته الشخصية شرط أن لا تسيئ له ولصورته العامة وبالتالي لصورة الكيان الرياضي الذي يمثّله.

    لكن أن يسمح لأهوائه ولأنشطته الشخصية بالتداخل والتأثير على نسبة التزامه وانضباطه بأعمال الفريق، فهنا العقدة الني يجب ان تحلها مبكراً وبدون تأخير إدارة النادي ممثلة بشخص الرئيس والمدرب وكل الطاقم المسؤول.

    مجرد التساهل مع اللاعب لكونه اللاعب الأهم والأبرز في المجموعة سيفتح الباب من جديد لخطأ متكرر.. والمؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين!

    سفيان خالد السعدون

    كلمات مفتاحية