15 فريقاً عانوا الأمرين من عبقرية بيب جوارديولا وروعة مانشستر سيتي، حتى أتى ساري والسيجار في فمه وبخطوات هادئة وابتسامة جميلة ليسقط الفيلسوف جوارديولا بالضربة القاضية .. كيف حدث ذلك؟ هناك أفكار تكتيكة عظيمة تقف خلف دخان ساري الذي نفثه لحظة الانتصار.
هذا الانتصار يدفعني للغوص في تحليل فوز تشلسي بهدفين دون رد علي حساب مانشستر سيتي ، وكيف تفوق ماوريسيو ساري علي بيب جوارديولا، وقبل ذلك هناك نقطتان هامتان يجب أن أبرزهم في تحليل المباراة :-
ايقاف أسلحة بيب جوارديولا
الطريقة الدفاعية للبلوز في هذه المباراة تنقسم ل 3 أجزاء ، سنتحدث لاحقاً علي الجزء الخاص بالضغط المتقدم ، ولكن النقطة الأهم كانت في كيف منع ساري لاعبي السيتي من تطبيق الفكرة الأبرز لهم الموسم الماضي .
تحول لاعبي تشلسي لطريقة 4-5-1 عند بداية تطبيق دفاع المنطقة ، حيث يتمركز 5 لاعبين (ثلاثي الوسط والاجنحة) عند خط منتصف الملعب مع تواجد الاجنحة” بيدرو وويليان” أكثر داخل عمق الملعب لصنع حاجز يفصل بين رباعي دفاع السيتي وأمامهم فيرناندينهو وبين ديفيد سيلفا وبيرناردو سيلفا .
ومع تواجد بيدرو وويليان في عمق الملعب بشكل أكبر من أطرافه أدى ذلك لإغلاق زوايا التمرير لبيرناردو وديفيد سيلفا وهو ما تسبب بوجود مساحات كبيرة بين محرز وأزبيلكويتا وبين ساني وألونسو أيضاً ، مما اضطر حامل الكرة من السيتي في الخط الخلفي إلى لعب الكرة للأطراف سواء محرز علي اليمين أو ساني علي اليسار ، لكن كان هذا بمثابة فخ نصبه ساري بتقدم ازبيلكويتا وألونسو للضغط بقوة على محرز وساني (او ستيرلنج بعد خروج ساني) قبل أو عند إستلامهما للكرة مما يضطرهما للعودة بالكرة إلى الخلف إن أرادا تجنب خسارتها .
وفي المرات التي ينجح فيها جناح السيتي في إستلام الكرة ، يبدأ صانع اللعب في محاولة التحرك خلف الظهير ، علي سبيل المثال عندما تصل الكرة لرياض محرز علي اليمين يبدأ بيرناردو سيلفا في الركض خلف ماركوس ألونسو الذي تقدم بالفعل للضغط علي محرز وإستغلال هذه المساحة ، وأيضاً نفس الأمر يتكرر علي الجانب الاخر بين ساني او ستيرلينج مع ديفيد سيلفا وأزبيلكويتا .
هذه اللقطة تكررت الموسم الماضي في مواجهة ساري مع جوارديولا في دوري الأبطال عندما تواجه نابولي مع مانشستر سيتي في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا ، وكان يعاني نابولي في مباراة الذهاب من المساحات خلف الأظهرة .
فطن ساري لهذه النقطة جيداً بتحرك كوفاسيتش لمراقبة ديفيد سيلفا او كانتي لمراقبة بيرناردو وتغطية المساحة التي تركها الظهير خلفه ، فيقف لاعب السيتي مكتوف الأيدي ، لا حلول لتمرير الكرة ولا وقت للتفكير بسبب ضغط ظهير تشلسي .
الضغط المتقدم بين نظام ساري وعشوائية جوارديولا
طبق كلا المدربين الضغط المتقدم علي الأخر عند محاولته لبناء الهجمة من الخلف خاصة في الشوط الأول ، ولكن كان هناك فارق كبير في تطبيق هذه النقطة .
ظهر عدم نظام كبير في تطبيق لاعبي السيتي الضغط المتقدم وكان هناك اندفاع كبير في الضغط علي حامل الكرة .
وظهرت أكثر من لقطة يضغط لاعبين من السيتي علي لاعب واحد من تشلسي تاركين لاعب أخر بدون رقابة يتم تمرير الكرة له بكل سهولة ، ولقطات أخري يتم الضغط متأخراً علي اللاعب الذي تُمرر له الكرة من الدفاع وكان غي أغلب الوقت هذا اللاعب هو جورجينهو او هازار .
علي الجانب الأخر طبق ساري الضغط المتقدم بشكل مثالي ، حيث اعتمد علي عدم الضغط علي حامل الكرة او الضغط بلاعب واحد فقط بينما باقي اللاعبين مُكلفين برقابة جميع الحلول التي يُمكن ان يمرر لاعب اللاعب الذي بحوذته الكرة ، خاصة تقدم جورجينهو كوفاسيتش لرقابة ديفيد سيلفا او بيرناردو سيلفا في محاولته لإيجاد حلول للمدافعين في الخروج بالكرة من الخلف .
كان هناك قرائة ممتازة من لاعبي تشلسي لطريقة لعب السيتي ، في هذه اللقطة يظهر ويليان وهو ينظر خلفه لبيرناردو سيلفا حتي يظهر تحت رقابته ، لأنه يعرف انه مفتاح جوارديولا في التدرج بالكرة في منتصف ملعب الخصم ، ومن ثم يركض نحوه للضغط عند تمرير الكرة له .
– ساري في الشوط الأول كان ينوع دفاعه بين الضغط المتقدم وبداية الدفاع عند خط المنتصف ، بينما في الشوط الثاني قلل كثيراً من الضغط المتقدم وهذا يعد منطقي لعدم قدرة لاعبيه علي تطبيق هذا الضغط طوال المباراة ، ولكن في لقطة لفتت انتباهي في بداية الشوط الثاني ، وهو كيف انزعج ويليان عند استلام بيرناردو الكرة بدون ضغط جورجينهو وكوفاسيتش المعتاد في الشوط الأول .
– قبل الهدف الثاني لتشلسي الذي جاء من ضربة ركنية ، كان متواجد 10 لاعبين من السيتي في منتصف ملعبهم ، ولكن مع ذلك نجح هازار في استلام الكرة في منتصف الملعب بدون رقابة مع اكتفاء فيرناندينهو بمشاهدته والتراجع خطوات للخلف بدل من التقدم والضغط ، وتواجد ديفيد سيلفا خلفه بدون محاولته للضغط ، هذه بداية الكرة التي جاء منها الضربة الركنية بالمناسبة ثم الهدف الثاني .
هذه النقطة كانت كابوساً للسيتي الموسم الماضي أمام ليفربول في ذهاب دوري أبطال أوروبا وفي ديربي مانشستر عند رجوع اليونايتد بالنتيجة في الشوط الثاني ، وهو افتقاد الفريق للاعب قاطع الكرات في هذه المنطقة وافتقاده حُسن التمركز .