وكأنه رجل يأبى ان يتغير الزمن و يرفض اخراج عقله من محبسه ليرى ما يجري حوله ويحاول اللحاق بقطار الزمن قبل ان يُغادر محطته الحادية والعشرين ،كمحارب يرفض القاء سلاحة ورفع راية الهزيمة بعدما خسر الحرب رغم فوزه بأكبر معاركها ، غير قابل بفكرة النسيان ، من ينسى اعتراف فيرغسون بافضليته وهو شيخ الانجليز! ،من يُنكر حصوله على الدرع الذهبي ليضعه في متحف من كان يُعرف قديماً بفخر لندن.

-لم يكن يتوقع احد ان يُحقق اي فريق مهما كانت قوته لقب الدوري الانجليزي بلا هزيمة ، حتى فيرغسون قال “هذا لا يحدث هنا وان حدث في ايطاليا على يد الميلان ” ، فينغر كان يحلم و الجميع كان يسخر منه ، بدأ الموسم بتعاقدين للفريق الاول ،الحارس “ليمان” والشاب الواعد “انطونيو رييس” ، وثلاثه لفريق الشباب “فابريغاس و كليتشي و فان بيرسي” ، صُدمت الجماهير فالتعاقدات كانت مخالفة للتصريحات ، و كان الجميع يُريد المزيد من اللاعبين، فالفريق خسر الدوري الموسم السابق بفارق 5 نقاط عن البطل “مانشستر يونايتد” ، ولكن فينجر ظل هادئاً مؤمناً بما يفعله.

-بدأ الموسم و المباريات تتلاحم وارسنال يحقق الفوز تلو الآخر ، فيرغسون لم ينسى تصريح فينغر واراد ايقافه مهما كلفه الامر ، اصطدم الفريقان على ارضية الاولد ترافورد ، مرت الدقائق والتعادل قائم ، اطلق الحكم صافرته في الدقيقة 90 معلناً عن ركلة جزاء لليونايتد، كاد قلب فينغر يتوقف لو لم ينعشه فان نيستلروي باضاعته لركلة الجزاء ، ليكتب فينغر صفحة جديدة في فصل الصمود من كتاب التاريخ.


-الفوز يجلب الفوز وارسنال لا يتوقف ، او لا يمكن ايقافه ، مرت 29 جولة و ارسنال لم يخسر ابداً ، وكان الموعد مع فيرغسون في ال30 ، السير لم يعجبه الوضع ويريد ان يضع حداً له ، ربما لانه يعلم انه لن يستطيع ان يحقق هذا الانجاز ولو حقق كل شئ غيره ، ارسنال يبدأ بالتسجيل ، فينغر يحتفل مع هنري ، ساها يتعادل لليونايتد و فينغر يفلت من بين يدي فيرغسون ، السير تراجع للوراء و قال “يستحقوا ان ينهوا الدوري بلا هزيمة” ، ارسنال حسم اللقب في الجولة 34 امام توتنهام و انهى الموسم بالفوز على ليستر سيتي… انتهى الموسم …26 فوز ..12 تعادل …0 هزيمة.

-ولا زال عقل فينجر يرفض ان يتجاوز لحظة حمل الدرع التاريخي بعدما ضرب بانجاز ظل صامداً 115 عاماً عرض الحائط، و لازال مغمضاً عينيه يحلم بمشهد درامي الجميع يُصفق ، فيرغسون يعترف و لا صوت يعلوا فوق صوت “ارسين”…. وكأنه يأبى ان يرى الواقع و يحلم باخراج حلمه من المتحف.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

كلمات مفتاحية