90دقيقة حياة (3): كيف لا تبقى على القمة طويلاً.. ليستر سيتي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • الوصول إلى القمة صعب ، ولكن الأصعب فعلاً هو البقاء عليها.. فريق متواضع بزيه الأزرق يقوده عجوز إيطالي يبحث عن المجد منذ عقود بلا كلل أو ملل، يأتي من الخلف رويدا رويدا يكسب النقطة تلو النقطة بهدوء حتى إذا ما استفاق الجميع وجدوه يرفع درع البريمييرليج  عاليا ليحقق ليستر سيتي المعجزة ويظفر باللقب من بين كبار الدوري الإنجليزي.

    إلا أن ذات الفريق هذا العام لا يشبه ذاك الفريق المتوج قبل شهور قليلة، أبناء رانييري يعانون وهم الذين سقطوا من القمة إلى المركز السادس عشر بفارق نقاط قليلة عن رعب الهبوط. الفريق يبدو كمن استنفد قواه في موسم واحد ليصبح غير قادر على البقاء حتى ضمن العشرة الأوائل. فما الأسباب التي أدت إلى ذلك يا ترى؟

    2016-636019630426653537-665

    1-   هل تخاف من النجاح؟: حين تكون فريقاً مغموراً، لن يوليك الأخرون أهمية كبيرة، ستتصرف على طبيعتك وستخرج إمكانياتك كما هي بل وربما أكبر مما تمتلك، بينما يختلف الحال حين تصبح الأقوى، الرقم واحد، الشخص أو الفريق الذي تتوجه كل الأنظار عليه، النجاح يولد ضغوطات نفسية جديدة على صاحبه قد لا يتحملها الجميع، ويفرض عليك أن تأخذ المبادرة وتغير من بعض ما اعتدت عليه لتتلاءم مع وضعك الجديد، ويجب عليك أن تتصرف بهدوء أعصاب وأن تمتلك توازناً داخلياً يمكنك من تمرير هذه الضغوطات.

    حين أصبح ليستر بطلاً، فإنه لم يعد ذاك الفريق الذي تهاجمه الفرق الخصوم بأريحية فيتراجع للخلف مغلقاً دفاعه ويلعب على مرتدات قليلة خلال المباراة، بل أصبح لزاماً عليه أن يغير أسلوب لعبه لأن الفرق حفظته وأصبحت تدافع أمامه، ولما لم يكن لدى رانييري تلك الأدوات التي تتيح له مرونة تغيير الأسلوب، فشل وخسر نقاطاً عديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن رانييري ولاعبيه أصبحوا حديث الصحف والمتابعين بشكل مستمر ما جعلهم تحت ضغط نفسي لا يحسدون عليه ولم يواجهونه من قبل في حياتهم.

    gdsjv-sdjd-2016

    2-محدودية الطموح: يقول المثل الشهير، السماء هي حد الطموحات أو sky is the limit ولكن ليس كل البشر متساوون في الطموح، البعض يبقى جائعاً للنجاح مهما حقق من بطولات وإنجازات والأخر بمجرد أن شم رائحة النجاح تجده يسترخي ويشعر أنه أدى ما عليه في الحياة كاملاً، هل ليستر من هذا النوع؟ ربما، ربما كان تحقيقهم للمعجزة الكروية الخالدة الموسم الفائت أكبر بكثير مما يحلم به مسيرو النادي ومدربه ولاعبيه، وبالتالي أصبح لديهم نوع من التشبع والتخمة بالإنجازات، ولكن يبقى الجواب لدى ليستر نفسه في نهاية الموسم والموسم القادم لنعرف حقيقة طموحاته

    3-لست وحدك: أنت لا تنتصر وحدك، ولا تفشل وحدك، هناك العديد من المنافسين الذي يعملون بجد واجتهاد، يراقبون أسرار نجاحك، يتعلمون من أخطائهم، ويواصلون الليل بالنهار لتطوير أنفسهم بينما أنت تضيع وقتك بالاحتفال بالنجاح الذي مر عليه شهور وربما سنين، ربما على ليستر سيتي أن يعلم أنه لا يقضي نزهة هادئة في حديقة غناء، على الأقل كان هذا ممكناً حتى العام الماضي، ولكنه الآن دخل أتون الحرب الطاحنة في اللعب مع الكبار، كبار الدوري الإنجليزي وهؤلاء لا يمزحون أبداً، رأينا كيف أبرم اليونايتد صفقات جنونية وكبيرة باستقدام بوجبا وزلاتان وقبلهم مورينهو، ورأينا كذلك كيف صرف السيتي الغالي والرخيص ليستقدم جوارديولا وستونز و جوندوجان، ولا داعي طبعاً للحديث عن تشلسي و الليفر وغيرهم من الفرق التي أعادت تنظيم صفوفها ما بين لاعبين ومدربين لتلافي كبوات الموسم الفائت، فلا يصح هنا أن تكتفي بصفقات قليلة تبدو كأنها من باب رفع العتب، صحيح سليماني لاعب جيد جداً لكن كفريق بطل عليك أن تستقدم نجوماً حقيقيين وليس بالضرورة مكلفين، هناك العديد من اللاعبين كبار السن الذي يمكن أن يضيفوا للفريق الشخصية اللازمة للاستمرار.