الأكياس البلاستيكية البيضاء

ومهما كانت حيثيات وخفايا تلك المسألة، تبقى حقيقة أن التصريحات تسببت في إثارة الكثير من الجدل حول قضية تلقي الحكام الهدايا من الأندية بعد المباريات. إنه تصرف معروف جداً ومنتشر في كرة القدم، خصوصاً بالنسبة لتلك الأندية التي تشارك في المسابقات القارية، حيث تقوم بإهداء الحكام بعض المنتجات التجارية الصغيرة بعد المباراة (أقلام، ملصقات، بطاقات معايدة، وأحياناً قميص للنادي… الخ).

وتنص المادة رقم 20 من قواعد السلوك الخاصة بقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ العام 2012 بوضوح على السماح للأشخاص بتقديم الهدايا وقبولها، شريطة الالتزام بجوهر القواعد السلوكية تلك (ويشمل ذلك الحكام)، حيث يسمح فقط بتقديم و/أو قبول الهدايا ذات القيمة الرمزية أو القيمة البسيطة، ويستثنى من ذلك أي نوع من التأثير المرتبط بأنشطتهم الكروية، وبالتالي، يبدو الأمر عادياً ولا بأس به من هذا المنظور.

لكن تلك المادة تطلب من الحكام أيضاً الامتناع عن القيام بأي سلوك قد يؤدي إلى الاشتباه بارتكاب عمل غير لائق، وفي هذه الحالة بالذات يمكنني أن أتفهم ردة فعل السيد ريوغ المتسرعة (دون الاتفاق معها)، خصوصاً في سياق ما حدث، حيث كان ذلك سؤالاً قد طرحه صحفي مباشرة بعد نهاية مباراة كان فريقه متقدم في نتيجتها قبل أن يعود الخصم ويحقق الفوز.

وبعد أن عرفنا تلك المعلومات وبغض النظر عما إذا كان تصرف الحكام مسؤولاً أم لا من وجهة النظر القانونية، فإن صورة بعض الحكام وهم يغادرون الملعب بعد نهاية المباراة حاملين أكياس تحمل منتجات وشعار الفريق الخصم لا تقدم برأيي خدمة للصورة الحسنة للعبة.

وكما يقول المثل الروماني القديم “على زوجة القيصر أن تبقى دائماً فوق الشبهات.”