ميسي يفوز بكأس العالم..آن لدموع الخيبة أن تجف للأبد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ميسي يرفع كأس العالم

    سبورت 360- لم يكن أبناء الأرجنتين وحدهم من أسعدهم تتويج راقصي التانجو بلقب كأس العالم، فزاد عليهم كل عُشاق الساحر ليونيل ميسي في أنحاء المعمورة.

    اكتسب ميسي خلال سنوات مسيرته شعبية كبيرة حول العالم، وكيف لا يكون ذلك وهو من صنع ملاحم أسطورية في كل ملعبٍ لمسته قدماه.

    أيقن جمهور ميسي أن تاج الساحر لايزال ينقصه الجوهرة الأغلى، وأبصروه قبل 8 سنوات وهو يقترب كثيراً من مُلامسة المعدن النفيس، ولكن الأمل تحول لسرابٍ كئيب بعد ليلة حزينة في ماراكانا.

    كانت صورة ميسي في أذهان مُحبيه تُشبه حالة عازف الموسيقى النابغ الذي كلما همَ ليعتلي المسرح في لحظة التكريم تكسرت قيثارته، وبعد أن كان يُمني نفسه بسماع أصوات صيحات الدهشة والإعجاب أضحى يُكفكف دموعه المرة بأناملٍ مُرتعشة.

    انتظر الساحر كثيراً قبل أن يبتل ريقه برشفة ماءٍ بعد نهارٍ صيفي طويل، وذلك حينما نجح في التتويج بلقب كوبا أمريكا قبل ما يُقارب العام في الأراضي البرازيلية، ليبدأ العداد بانتظار الرقم الأكبر.

    حان مونديال قطر ودخله أبطال أمريكا الجنوبية بتوقعاتٍ كبيرة، وبدأ رجال سكالوني البطولة بهزيمة مُخيبة أمام أبطال مُنتخب السعودية، ولكن نجح ميسي بشخصية القائد في لملمة شتات فريقه ليقودهم لزرع النجمة الثالثة على قميص الألبيسيليستي بعد نهائي لن يُنسى.

    سترتفع راية الأرجنتين بألوانها السماوية بفخرٍ كبير في روزاريو وبيونس آيرس وفي طول البلاد وعرضها، وستبتسم شمس مايو أيقونة نضال أرض جيفارا أخيراً..فقد آن لدموع الخيبة أن تجف للأبد.

    نسرد خلال هذا التقرير أبرز خيبات ميسي مع مُنتخب الأرجنتين الأول، وكيف نجح في غضون عامٍ واحد في قلب التراجيديا الحزينة لقصةٍ مُلهمة ستظل خالدة تتناقلها الأجيال بعد الأجيال:

    الخيبة الأولى..صفعة البرازيل على الأراضي الفنزويلية

    شارك ميسي مع مُنتخب الأرجنتين الأول في كوبا أمريكا 2007، وقدم الشاب الصغير الذي بالكاد أكمل عامه العشرين بطولة كبيرة.

    ونجح ميسي في تسجيل أحد أجمل أهدافه في نصف نهائي المُسابقة ضد المكسيك، وحينها فازت الأرجنتين بثلاثة أهدافٍ دون رد.

    واصطدمت الأرجنتين في المُباراة النهائية مع الجارة البرازيل، وأقيم اللقاء يوم 15 يوليو 2007، وانتصر راقصو السامبا بثلاثية نظيفة سجلها بابتيستا وأيالا (بالخطأ في مرمى مُنتخب بلاده) وداني ألفيس.

    الخيبة الثانية..كابوس ألماني يهز ماراكانا

    أول مُحاولات ليونيل ميسي الجادة للفوز بكأس العالم كانت في البرازيل سنة 2014، وقدمت الأرجنتين نسخة مُميزة نجحت فيها في الوصول للمُباراة النهائية.

    تقدمت الأرجنتين بخطى ثابتة وصولاً للمرحلة الأخيرة، وتعرف ميسي على مُنافسه على الكأس الذهبية حينما هزمت ألمانيا أصحاب الأرض البرازيل بسباعية تاريخية لن تُنسى.

    أقيم اللقاء النهائي يوم 13 يوليو 2014 على أرض ملعب ماراكانا الشهير، وكانت الأرجنتين هي الطرف الأفضل بكل تأكيد، ولكن سوء التوفيق في آخر لمسة كان كفيلاً بحرمانهم من التقدم، لتأتي قدم ماريو جوتزه وتُنهي الحلم الجميل وسط حسرة بين جمهور الأرجنتين.

    الخيبة الثالثة..كوبا أمريكا ترفض ميسي للمرة الثانية

    حاول ميسي ورفاقه أن يفوزوا من جديد بلقب كوبا أمريكا في 2015 على الأراضي التشيلية، وبالفعل قدموا نسخة رائعة وواصلوا المضي قدماً حتى اللقاء الختامي.

    فازت الأرجنتين في نصف النهائي على باراجواي بستة أهدافٍ لهدفٍ، لتضرب موعداً مع المُنظمة تشيلي على أرض الملعب الوطني في سانتياجو في اللقاء النهائي الذي أقيم يوم 4 يوليو 2015

    انتهى اللقاء حينها بنتيجة التعادل السلبي بدون أهداف، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح، وحينها فازت تشيلي بنتيجة 4-1، وذلك بعد إهدار جونزالو هيجواين وإيفر بانيجا ركلتيهما بعد تسجيل ميسي في البداية.

    الخيبة الرابعة..تشيلي تُحبط ميسي من جديد

    احتضنت الولايات المُتحدة الأمريكية في 2016 نسخة كوبا أمريكا “سينتيناريو” التي جاءت احتفالاً بمرور 100 عام على انطلاق المُسابقة ذات التقاليد العريقة.

    وحقق مُنتخب الأرجنتين نتائج رائعة على مُنافسيه، وفاز على تشيلي في البداية ليبدو كما لو كان ثأراً من خسارة 2015، وفاز راقصو التانجو أيضاً على بنما وبوليفيا وفنزويلا وأمريكا في طريق الوصول للمُباراة النهائية التي وضعت الأرجنتين من جديد في مُواجهة تشيلي.

    وأقيم اللقاء على أرض ملعب ميتلايف يوم 27 يونيو 2016، وحسمت ركلات الترجيح هوية الفائز من جديد بنتيجة 4-2 لتشيلي، ولكن ما زاد الطين بلة إهدار ميسي ركلته.

    بعد انتهاء المُباراة أعلن ليونيل ميسي اعتزاله اللعب الدولي مع مُنتخب الأرجنتين، وقال في تصريحاتٍ صحفية، :”تمثيل المُنتخب الوطني انتهى بالنسبة لي بعد 4 نهائيات، أنا أؤمن بالقرار المُتخذ”.

    وتراجع ميسي عن قراره فيما بعد استجابة لنداء الجمهور الأرجنتيني وبرز من بينهم المُدرب الحالي ليونيل سكالوني الذي تصدر صفوف المُطالبين بعدول القائد عن قراره الغاضب.

    البسمة الأولى..ليلة إسقاط البرازيل في ريو

    مع تقدم ميسي في العُمر أصبحت فرصه لتحقيق إنجاز مع المُنتخب الأول نادرة، وكانت المُشاركة في كأس كوبا أمريكا 2020 التي تأجلت عام كامل بسبب جائحة كورونا هي الفرصة الأخيرة لتحقيق اللقب.

    دخل سكالوني ورجاله بطولة البرازيل بطموح تحقيق أول بطولة للأرجنتين منذ 1993، ولكن المهمة كانت صعبة فالبطولة تُقام على أرض الغريم العتيد.

    تقدمت الأرجنتين في البطولة بأداءٍ جيد تصاعد بمرور المُباريات، لتحين لحظة الصدام الكبير مع البرازيل في المُباراة النهائية.

    أقيم اللقاء على أرض ماركانا (مسرح خيبة نهائي مونديال 2014)، ولكن الله قدر لميسي سعادةً غامرة حينما نجحوا في يوم 11 يوليو 2021 في الفوز على البرازيل بهدف أنخل دي ماريا.

    فاز الساحر بلقبه الافتتاحي مع مُنتخب الأرجنتين الأول، ليتناقل العالم صور ميسي وهو يذرف دموع الفرح لأول مرة على المستوى الدولي.

    البسمة الثانية..فيناليسما إيطاليا تفتح شهية التانجو

    في الأول من يونيو من العام الجاري، تقابلت الأرجنتين بصفتها بطلة لأمريكا الجنوبية مع إيطاليا بصفتها بطلة لأوروبا، في كأس سوبر بطلي القارتين (الفيناليسما).

    وأقيم اللقاء على أرض ملعب ويمبلي التاريخي في العاصمة البريطانية لندن، وتمكن ميسي من صناعة هدفين لزملائه لتفوز الأرجنتين بثلاثية نظيفة سجلها لاوتارو مارتينيز وأنخل دي ماريا وباولو ديبالا.

    البسمة الثالثة..نجمة جديدة على القميص بعد سنوات العناء

    انتظرت الأرجنتين 36 سنة قبل أن ترى نجمة ثالثة على قميص مُنتخبها لكرة القدم.

    نجح ليونيل ميسي أخيراً في الظفر بالبطولة الأهم على مستوى المُنتخبات، ليُكمل قصته المُبهرة مع عالم كرة القدم.

    منح المونديال ميسي سيناريو أسطوري زين لحظة التتويج، فلم تفز الأرجنتين بعد مباراة عادية، ولكن انتصرت بعد أمتع نهائي لكأس العالم في التاريخ.

    تقدم الأرجنتينيون في البداية بثنائية جاءت تتويجاً لسيطرة وهيمنة وإمتاع وإقناع، قبل أن تستفيق فرنسا في نهاية الوقت الأصلي وتُسجل ثنائية عدلت الكفة.

    تصاعدت الإثارة بتسجيل ميسي في الوقت الإضافي الثاني، مر الوقت ثقيلاً على عُشاق التانجو، قبل أن تُطلق صافرة الحكم مُعلنةً احتساب ركلة جزاء للفرنسيين بعد لمسة يد على مونتيل.

    تقدم مبابي وأسكنها الشباك لتتعدل الكفة من جديد، قبل أن تُحبس الأنفاس في اللحظات الأخيرة حينما أنقذ إيميليانو مارتينيز منتخب بلاده من هدفٍ مُحقق.

    تأخر الفوز الأرجنتيني ليأتي بأفضل سيناريو مُمكن عبر ركلات الترجيح، ونجح مارتينيز من جديد في فرض نفسه نجماً فوق العادة بعد أن منح بلاده فرصة مُلامسة ذهب كأس العالم من جديد تحت أعين القائد ميسي.

    شاهد أيضًا: