في ظل انتشار شعبية الكرة الاوروبية في شتا انحاء العالم امام تراجع كرة امريكا الجنوبية منجم السحرة قديماً، والتي اصبحت دورياتها غارقة في الفساد و الافساد،دخلت تجارب عابرة لمحاولة منافسة الهيمنة الاوروبية على مقاليد كرة القدم ولعل اشهرها تلك التي حدثت في امريكا في منتصف العقد الاول من الالفية الثانية والتي بدأت ب”ديفيد بيكهام” كعلامة تجارية رابحة اينما حلت ولكنها انحدرت سريعاً على الرغم من وجود عدد من النجوم هناك حالياً ولكنها لم تحقق المأمول منها ، لتنتفض تجربة جديدة في منتصف العقد الثاني الذي نعيشه الان ولكنها تبدو مختلفة عن سابقتها ولا ترتدي ثوب المحاولة العابرة وانما ترتدي ثوب تنين جامح يقف فوق سور الصين العظيم ينظر بعينيه نحو اوروبا ويخطط في صمت لغزوها:

مشروع حقيقي وليس عابراً:

the-ballsie-guide-to-selecting-your-chinese-super-league-team

تمتلك الاندية الصينية التي تلقى دعماً حكومياً وسياساً خطة حقيقة لتحويل الدوري الصيني الى قبلة النجوم و مرساة لعاشقي كرة القدم عكس ما كانت عليه التجربة الروسية والامريكية وحتى الخليجية ، فكل من سبق ذكرهم تعاقدوا مع نجوم اما بلغوا من العمر الكروي ما يستوجب الاعتزال ، او من هم دون المستوى ولا يفارقوا مقاعد بدلاء فرقهم المغمورة اوروبياً فكان من السهل جذبهم بمبالغ مالية جيدة وفرصة للعب ،اما صينياً فالأمر مختلف تماماً فتلك الاندية تفتك اللاعبين من انياب كبار اوروبا ، ففيستل كان قد وضع قدماً في يوفنتوس و لافيتزي كانت عليه منافسة شرسة من اكثر من نادي حتى ان الامر وصل لاقترانه ببرشلونة، واوسكار تمناه كبار ايطاليا اصحاب التاريخ الخالد وباريس سان جيرمان ، اما تيفيز الذي صدع رؤسنا لقرابة ال5 سنوات لحنينه لبوكا جونيو ورغبته في الاعتزال هناك نسي كل شئ وحزم حقائبه متوجهاً لمطار بكين.
ليس الهدف اللاعبين فقط:

0201611041232357
انفردت تجربة الدوري الصيني بتجاوز اللاعبين و التوجه للمدربين ايضاً ، اليوم يمتلكون سكولاري و بيلغريني و كانافارو وفيلاش بواش وقبلهم ليبي و هناك حديث عن رغبة حقيقية في بيلسا و كابيلو و غيرهم من كبار مدربي اوروبا وصانعي امجادها للارتقاء بمستوى الدوري و جذب الانتباه له ودمج عدداً من المدارس الكروية الدفاعية منها و الهادفة للاستحواذ والتي تهاجم بجنون في دوري واحد ونقل تلك الثقافة للمدربين الصينين للحصول على جيل تتلمذ على يد عظماء اللعبة ليطبق هنا المثل الاسيوي “لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد”.

فخ منصوب بإحكام:
قد يتصور البعض ان الاندية الصينية تتصرف بشئ من “العبط” في انفاقها ، فكيف يحصل تيفيز على راتب اكبر من ميسي ورنالدو؟ ، وكيف للافيتزي ان يحصل على ما يفوق ال300 الف اسبوعياً اكثر من اي لاعب في البريميرليج؟ ، الهدف هنا رفع اسعار اللاعبين و اجورهم بنسبة تفوق قدرة الاندية الاوربية حتى الكبرى منها ، فعلى سبيل المثال اذا عرض فريق لاعب ما للبيع قيمته 20 مليون يورو سيتقدم نادي اوروبي بالعشرين المطلوبة ولكن سيدخل نادي صيني بثلاثين وربما اربعين وسيحصل على الصفقة بلا نقاش مما يعني اضعاف للدوريات الاوروبية باقتناص نجومها، و اذا اراد نادي ما الحفاظ على احد لاعبيه سيضطر لمضاعفة راتبه خوفاً من الصينين مما سيدخل الاندية في مشاكل مالية مستقبلاً وتدخل في صراع مادي لا تقدر عليه ، فلا احد ينافس محمد علي في الملاكمة وفي لعبة المال…الصين هي محمد علي.
الصين حلوة:

fabio-cannavaro-alexandre-pato-tianjin-quanjian_1i27jnnmv2qie16vhopxzwkaya
يحضرني هنا مشهد من فيلم “فول الصين العظيم” عندما كان “هنيدي” خائفاً من الذهاب للصين ليقول له جده:”الصين حلوة” ، فبلغريني يتصل بسيلفا ونصري وعدد من نجوم اوروبا مستخدماً عبارة “الصين حلوة” ، و كنافاور حصل على باتو منذ ايام بعدما قال له  “الصين حلو” ،وهالك اقنع اوسكار بترك اوروبا وهو في ال25 من عمره بعدما اقنعه ان “الصين حلوة”، و في ظل الرواتب والمدربين والمشروع طويل الامد والاهتمام الاعلامي المتزايد بما يجري هناك فبكل تأكيد……”الصين حلوة”.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك