أتلانتا - باريس سان جيرمان (Getty Images)

لم يخيب لقاء أتلانتا وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا  آمال العشاق والمتابعين الذين توقعوا لقاء من العيار الثقيل وذلك للقدرات الهجومية الكبيرة التي يمتلكها الفريقان وظهرت على مدار الموسم خصوصاً من أتلانتا الذي يعتبره الكثيرون حصان الموسم الأسود . وفعلاً تابعنا لقاء مفتوحاً حوى الكثير من اللمحات الفنية العمل الهجومي المميز وانتهى بشكل مثير ورائع بقلب باريس سان جيرمان الطاولة على غريمه في الدقائق الخمس الأخيرة.

كاتب هذه السطور ليس أفضل من يحاضر في التكتيك ، كما أنني لست في  موقع يسمح لي بتقييم أي مدرب فما بالكم بجاسبيريني الذي صنع الإعجاز من فريق لم يكن يعرف بوجوده الكثيرون حول العالم وكانوا عندما يسمعون اسمه يعتقدون أنه فريق أمريكي قادم من مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا والتي استضافت الأولمبياد عام 1996 .

لكنني شخصياً أرى أن أتلانتا خسر لأنه ابتعد عن أفكاره في الشوط الثاني   وحاول الحفاظ على النتيجة (كما يفعل الإيطاليون عادة ) بدلاً من الاستمرار بالضغط والهجوم الشجاع  دون خوف والذي اعتدنا عليه طوال الموسم. هل كان ذلك طمعاً في التأهل نصف النهائي ؟ هل كان بسبب الإرهاق الذهني والبدني ؟ هذه اسئلة تحتاج إلى شخص في كواليس الفريق وأنا لست منهم.

مسألة أخرى أراها واضحة في الفريق ، أتلانتا ورغم كل ما يقدمه لم يصل للمرحلة التي وصل لها دورتموند وليفربول مع كلوب وهي ترسيخ منظومة اللعب التي تستطيع العمل حتى في ظل غياب أفضل عناصرها . الفريق  عانى بوضوح من غياب إيليسيتش وخروج جوميز والتغييرات التي أجراها جاسبيريني مما يعني أنه لا يزال يعتمد على الإفراد لإنجاح منظومته وليس العكس.

 الإمكانيات الفردية والفنية هي عامل مهم آخر  ، هناك فارق شاسع بين الفريقين  من حيث الفرديات وتوخيل عرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه الهائلة  بالشكل السليم ضمن العمل الجماعي (الهجومي لأن الدفاع سيء للغاية) سواء بتغيراته للاعبين  أو طريقة اللعب. وقد استحق التأهل لما قدمه في الشوط الثاني ..لا أعرف إن كان توخيل قد استفاد من البناء الذي قام به كل من سبقوه لكنه حتى اللحظة أفضل من قاد باريس سان جيرمان في العصر الجديد الذي بدأه أنشيلوتي.

يوماً ما وصل المنتخب السوري إلى المباراة الفاصلة للوصول إلى كأس العام 1986 وواجه العراق وقتها ، تعادل معه سلبياً  ذهاباً على الأراضي السورية قبل أن يخسر بثلاثة أهداف لهدف في مباراة العودة التي جرت في مدينة الطائف السعودية . وقتها قال المعلق السوري الشهير الراحل عدنان بوظو كلمته الشهيرة والتي ذهبت مثلاً :” هذه حدودنا ، حدودنا الطائف ” في دلالة لفارق الإمكانات بين الفريقين . هذا الكلام ينطبق بحذافيره على أتلانتا ، فهذه هي حدود إمكانيات هذا الفريق الجميل الذي أمتعنا طوال الموسم …يكفي أتلانتا فخراً أنه أجبرنا على حفظ أسماء لاعبيه .