المنطق يقول أن فوز يوفنتوس في لقاء الذهاب بفارق هدفين ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا يعني في الغالب بأن السيدة العجوز سيعبر إلى الدور التالي، اليوفي من الأندية التي تعرف جيداً كيف تحافظ على تقدمها بفارق هدفين بل وتعززه في الغالب بانتصار جديد، فهم ملوك الدفاع دائماً وأحد أقوى الفرق في أوروبا باستمرار.

لكن الحال لم يكن كذلك أحياناً، على الأقل هذا ما توضحه ذكرى مخزية للسيدة العجوز في مسابقة دوري الأبطال حينما كانت تحت مسمى “كأس الأندية البطلة” ، ماضي لم أكن سأصدقه لولا أنه محفوظ في أرشيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وبما أن اليوفي سيواجه أياكس أمستردام الليلة في ذات المسابقة، فما المانع من استرجاعه سوياً؟

الحكاية تعود إلى موسم 58\1959 في أول موسم ليوفنتوس في مسابقة كأس الأندية البطلة (دوري أبطال أوروبا حالياً)، حينها حقق السيدة العجوز انتصاراً مريحاً في الدور الأول على حساب وينير سبورت كلوب النمساوي بنتيجة 3-1 ، فوز من المفترض أن يمنح اليوفي الأفضلية للعبور إلى الدور التالي فالفارق كبير بين مستوى الكرة الإيطالية والنمساوية، والسيدة العجوز شارك بالمسابقة باعتباره بطل إيطاليا في الموسم السابق.

لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، البيانكونيري سقط بشكل مدوي في لقاء العودة وقدم أسوأ مباراة في تاريخه ضمن جميع مشاركاته في مسابقات أوروبا المختلفة، الفريق النمساوي أدخل السيدة العجوز إلى العناية المركزة أو الحثيثة.!

يوفنتوس لعب بتشكيلته القوية في لقاء العودة بقيادة سيفوري الذي سجل الهاتريك ذهاباً، لكن وبشكل غريب فإن الفريق الإيطالي تعرض للإذلال كروياً في النمسا ليسقط بنتيجة 0-7 أمام صاحب الأرض، هزيمة تعتبر الأسوأ للنادي بعد الهزائم التي تلقاها أمام تورينو وميلان عام 1912 بنتيجة 8-0 و 8-1.

الهزيمة 0-7 في النمسا ستبقى وصمة عار في تاريخ يوفنتوس خصوصاً أنه كان حينها بطل إيطاليا ويشارك لكي يضع بلده على خريطة كبرى البطولات الأوروبية، لكن هذا ما أراده المدرب الهولندي ليوبيسا بروسيتش.

وفي الحقيقة الذكريات المخزية لا تتوقف هنا، فخلال موسم 60\1961 تكررت الحكاية تقريباً حيث حقق يوفنتوس الفوز في الدور الأول بنتيجة 2-0 على سسكا صوفيا البلغاري، ورغم أنه بطل إيطاليا وأفضل أنديتها إلا أنه سقط في لقاء العودة بنتيجة 1-4 ليودع المسابقة مرة أخرى.

لكن كما يقال “رب ضارة نافعة” فهذه الذكريات القاتمة كان له تأثير واضح لصنع شخصية يوفنتوس الحقيقية في أوروبا، فبعد هذه الهزائم لم يستطع أي فريق في أوروبا قلب تأخره أمام السيدة العجوز من الخسارة ذهاباً بفارق هدفين إلى فوز في لقاء العودة ضمن مسابقة دوري الأبطال حتى لو كان ذلك في دور المجموعات.

لكن خارج دوري الأبطال فقد حدث ذلك مرتين لاحقاً، الأولى أمام نابولي مارادونا موسم 88\1989 ضمن الدور ربع النهائي من كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حالياً) حيث سقط السيدة العجوز بنتيجة 0-3 في لقاء العودة بعد التمديد واثر تفوقه ذهاباً 2-0 ، والثانية كانت قبل 9 أعوام فقط حينما تفوق على فولهام في ثمن نهائي الدوري الأوروبي بنتيجة 3-1 ذهاباً، ثم سقط في العودة بنتيجة 1-4.

هذا هو الماضي، يحمل ذكريات عظيمة، لكن هناك ذكريات أخرى تتمنى لو أنها لم تحدث.

لمتابعة آخر الأخبار والتغطيات لأبرز الأحداث الرياضية العالمية قوموا بتحميل تطبيق سبورت 360