ألمانيا ضد إيطاليا، يكفي ذكر اسم المنتخبين حتى نسترجع في ذاكرتنا حجم التميز والعراقة والإبداع والانجازات في تاريخ هذين المنتخبين، الألمان أبطال العالم في 4 مناسبات وأبطال أوروبا في 3 مناسبات وجهاً لوجه مع عقدتهم التاريخية منتخب إيطاليا أبطال العالم 4 مرات وأوروبا مرة واحدة.
تاريخ هذين المنتخبين حافل بالمواجهات المباشرة التي لن تنسى في المحافل القارية والعالمية، لكن تبقى مواجهة مونديال المكسيك 1970 الأعظم على الإطلاق، بل يعتبرها الكثيرون إحدى أعظم المباريات في تاريخ كرة القدم.
نصف نهائي كأس العالم قبل 46 عاماً جمع عملاقي الكرة الأوروبي، إيطاليا بطلة العالم في مناسبتين ضد ألمانيا بطل العالم في مناسبة، ولأنها مناسبة خاصة ومباراة تاريخية أبت إلا أن تبدأ بأفضل طريقة حيث وضع بونينسيجنا إيطاليا في المقدمة بعد مرور 8 دقائق فقط على انطلاق المباراة.
لم يستوعب المانشافت الصفعة التي تلقاها من الأزوري سريعاً، لتمر الدقائق دون أن يحرك ساكن في وجه أسياد الدفاع والانضباط في عالم كرة القدم، لكن بما أن المستحيل ليس ألمانياً حصلت المعجزة في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، ملعب أزتيكا احتضن أكثر من 102 ألف متفرج ليشهدوا على اطلاق رصاصة غدر بأقدام الظهير الأيسر شينلينجير في صدر إيطاليا مسجلاً هدف التعادل.
صدمة تاريخية تعرض لها الطليان، فحينما كانوا يهمون بالاحتفال بالوصول للقاء الختامي جاءهم نجم روما وميلان، واللاعب الذي تتلمذ على أستاذة الكرة الإيطالية لأكثر من 6 أعوام ليكويهم بنار الغدر الحارقة، الملفت أن شينلينجير سجل أول هدف دولي في مسيرته بعد 47 مباراة مما دفع المذيع الألماني حينها للقول بنبرة صوت لا ينساها الألمان “شينلينجير لكل الناس”.
لم تكد إيطاليا تستفق من صدمتها بغدر الظهير الأيسر في الشوط الإضافي الأول حتى وجه لها جيرد مولر صفعة جديدة مسجلاً الهدف الثاني في الدقيقة 94، المهاجم الألماني يبدو أنه أخطأ في استعجال التسجيل حيث استفز الكبرياء الإيطالي هذه المرة ليرد بورجنيتش بعد 4 دقائق فقط مسجلاً هدف التعادل.
المهاجم لويجي ريفا بدوره أصر على اعادة المباراة إلى نصابها الطبيعي بعد أن اختطفها الألمان لبعض الوقت مسجلاً الهدف الثالث في الدقيقة 104، لكن جيرد مولر كان حاضراً للرد مرة أخرى مسجلاً التعادل في الدقيقة 110.
النهاية الأسطورية لملحمة القرن العشرين انتهت بطريقة تاريخية أيضاً، الأزوري جر نفسه إلى وسط الملعب محبطاً بعد هدف مولر، وضع الكرة في اللعب مرة أخرى، لكن بعد تنفيذ ركلة المنتصف تغير كل الشيء، الاحباط تحول إلى عبقرية وذكاء في بناء الهجمة، بضعة نقلات خلال بضعة ثواني قبل أن ينجح البديل جياني ريفيرا في وضع الكرة داخل الشباك مسجلاً الهدف الرابع، هدف كان كفيل بأن يجبر سيب ماير على الانهيار.
هكذا أرادتها إيطاليا، جرح الألمان في كبريائهم، فالمستحيل الذي قيل أنه ليس ألمانيا تأكد أنه ليس إيطالياً، والماكينات التي لم تكل عن العمل تم إحباطها عبر “الجرينتا” التي لا تعرف اليأس، كلما عاد المانشافت إلا ورد عليه الأزوري سريعاً، ليعاقب شينلينجير على الغدر ويكوى نجوم الجيل العظيم من ألمانيا بنيران الهزيمة التي لن تنسى.
عام 1970 شهد على مواجهة القرن التاريخية، ومنذ ذلك الحين ونحن نشهد على العقد الألمانية – الإيطالية!
** اقرأ أيضاً: يورو 2016 .. كيف تستطيع ألمانيا التخلص من عقدة إيطاليا؟
