كل من تابع منتخب البرتغال في يورو 2016 لاحظ بكل تأكيد الفرق والتغيير في عقلية وشخصية الفريق ما بين دور المجموعات ومواجهة ثمن النهائي، المنتخب البرتغالي تحول من الأسلوب الهجومي المندفع إلى الأسلوب العقلاني المتحفظ والدفاعي فاستطاع من خلال ذلك العبور لربع نهائي البطولة.
قبل انطلاق كأس أمم أوروبا أشرت إلى أن المدرب فرناندو سانتوس أدخل الفكر الواقعي والحذر على عقلية منتخب البرتغال على عكس ما هو معتاد، هذا التغيير ربما سيكون ذو فائدة لفريق لا يملك من المقومات ما تجعله هجومياً بامتياز، البرتغال تملك من العناصر المهارية والفنية الجيدة لكن ليس بالصورة الكافية والمطلوبة لمقارعة أفضل الفرق.
إلا أن وقوع البرتغال في مجموعة تضم فرق متوسطة إلى ضعيفة جعلها تتخلى عن واقعيتها بعد شعور رونالدو ورفاقه “بالفوقية” والقدرة على التفوق بسهولة على هذه الفرق، فكانت النتيجة كما شاهدناها، 3 تعادلات متتالية، مباريات مفتوحة، وأخطاء دفاعية بالجملة.
الشعور بالفوقية والتفوق على المنافس تلاشى تماماً حينما علمت البرتغال بأنها ستواجه منتخب كرواتيا في ثمن النهائي، فريق مودريتش وراكيتيتش وبيريسيتش قدم أجمل وأفضل كرة قدم في دور المجموعات، أي أن تفوقه على البرتغال فنياً ومهارياً وجماعياً وتكتيكياً أمر بديهي، وتأهله لربع النهائي كان نتيجة متوقعة للمواجهة، هنا طبق سانتوس ورجاله أسلوب حذر جداً وممل خلال اللقاء.
وصحيح أن الكيفية التي لعبت بها البرتغال لم تكن مقنعة لدى الكثيرين إلا أنها كانت فعالة، بل نستطيع القول أنها الوحيدة القادرة على منحهم بطاقة الوصول إلى المباراة النهائية ما داموا لن يواجهوا منتخبات الصف الأول مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
البرتغال يجب أن تقتنع بأنها فريق متوسط أول أقل من المتوسط وليس فريق كبير، وإن أرادت العبور لنصف النهائي يجب أن تطبق أسلوب حذر وواقعي ومنضبط دفاعياً مرة أخرى ضد بولندا، صحيح أن الخصم ليس كرواتيا الممتعة، لكنه على صعيد العناصر لا يقل شأناً عن سيليساو أوروبا.
منح رونالدو الكرة في كل هجمة وانتظار تألقه، مع إتباع أسلوب هجومي جميعها أساليب لا تسمن ولا تغني من جوع وتم اثبات ذلك في العديد والعديد من المناسبات، وإن نجح ذلك في بعض المباريات فإنه سيفشل في معظمها، لذلك ليس هناك داعٍ للمخاطرة بمستقبل الفريق من أجل لاعب واحد ضد بولندا.
** اقرأ أيضاً: يورو 2016 .. تاريخ المواجهات بين البرتغال وبولندا
