فارق في الرغبة، في الطموح، التكتيك، الانضباط، الروح، لذلك لم ولن يكون أمراً مستغرباً أن تحقق إيطاليا الفوز على إسبانيا بهدفين دون رد في ثمن نهائي كأس أمم أوروبا، بل سيكون من الغريب أن يخرج الأزوري من البطولة بعد ما قدمه في دور المجموعات (أول مباراتين) وفي مواجهة اللا روخا.
إنها إيطاليا كونتي، فريق باختصار يعرف كيف تلعب كرة القدم، يعرف ما الذي يريده ويثق بقدراته، لا يهاب أحداً ولا يأبه لأسماء النجوم الرنانة في تشكيلة المنافس فكل تركيزه ينصب على تطبيق فلسفته خلال 90 دقيقة.
إسبانيا التي تمتاز بقدرتها على الاستحواذ ومحاصرة الخصم حول مناطقه فاجأها كونتي ورجاله بالضغط العالي على حامل الكرة، مع امتلاك رغبة بمنافستهم على حيازة الكرة في الشوط الأول، ومع الحركة الدؤوبة لكل لاعب من إيطاليا حول حامل الكرة كانت تناقلها وتمريرها في مناطق إسبانيا أمر سهل ويسير مما جعل المباراة في أول 45 دقيقة باتجاه واحد، نحو مرمى دي خيا! صفعة تكتيكية غير متوقعة.
الجميل في فريق كونتي أنه ليس لديه مشكلة في أن يصبح فريق هجومي (بغض النظر عن التميز في شن الهجمات المرتدة) ، مثلما ليس لديه مشكلة في أن يصبح فريق دفاعي من الدرجة الأولى على الطريقة الإيطالية، المرونة التكتيكية لإيطاليا في يورو 2016 تجعله الفريق الأفضل حتى الآن والأكثر اقناعاً.
الأزوري فريق يلعب كرة القدم بعبقرية كونتي التكتيكة، وروحه وإصراره على تحقيق الانتصار، لذلك نشاهد 11 مدافع حينما يملك الخصم الكرة، حتى بيلي يقاتل على استعادتها بل ويتواجد أمام منطقة جزائه، بينما هجومياً يكون هناك 7 لاعبين في مناطق الخصم على أقل تقدير.
إيطاليا تملك فريق قوي الشخصية، قوي بدنياً، منضبط، وممتع، لذلك لا نستبعد رؤيته يجتاز عقبة بطل آخر في ربع النهائي.
** اقرأ أيضاً: يورو 2016 .. منذ 8 سنوات الإسبان يعيشون أول أيامهم وهم ليسوا أبطال
