لم تتخيل جماهير الساحرة المستديرة أن يأتي زمن يغادر فيه نجم وهداف إيطالي دوري بلاده للعب في مسابقات أوروبية أفضل، فكيف سيكون الحال لو قلنا أن البوندسليجا أصبحت وجهة جيدة للنجوم الطليان ومكان خصب لتطوير قدراتهم؟!

تشيرو إيموبيلي نجم تورينو الايطالي وهداف الكالتشيو رحل عن بلاده رسمياً متوجهاً إلى بوروسيا دورتموند الألماني رغم اهتمام العديد من أندية إيطاليا بخدماته، هذه ليست الحادثة الأولى حيث لو تتبعنا سير عملية التنقلات بين البلدين في السنوات الأخيرة لوجدناها تصب بذات الاتجاه تقريباً.

منذ عام 2007 رحل 11 نجم عن الدوري الايطالي كان أولهم هداف الكالتشيو سابقاً لوكا طوني الذي انضم إلى بايرن ميونيخ، بينما انضم سبعة نجوم ألمان فقط إلى الأندية الإيطالية في ذات الحقبة من الزمن رغم أن بلاد الكالتشيو كانت قبلة النجوم الألمان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

 الأمر لا يقتصر على ذلك فقط حيث تشير الاحصاءات إلى مشاركة 15 نجم ايطالي في منافسات البوندسليجا منذ عام 1963 أي أن أربعة لاعبين طليان فقط توجهوا إلى ألمانيا قبيل عام 2007، بينما كان رافاييل تونيلو أول ايطالي يلعب في ألمانيا وتمت الصفقة في عام 1995!

 صفقة إيموبيلي لا يمكن الاستهانة بها او اعتبارها حدث عابر على الاطلاق، هداف الدوري الايطالي ربما سيطلق شرارة جديدة لهجرة النجوم الطليان المميزين نحو ألمانيا تماماً مثلما حصل بعد طوني عام 2007، على الأقل يمكن اعتبار هذين النجمين أبرز الايطاليين الذين لعبوا في ألمانيا إلى جانب أندريا بارزالي.

وإذا كان إيموبيلي من النجوم المميزين الذين طرقوا باب البوندسليجا فهناك العديد من النجوم البارزين في الكرة الألمانية على مر تاريخها والذين قضوا فترات مميزة في إيطاليا من أمثال لوثر ماثيوس وأندرياس مولر ورومينيغيه وكلينزمان وليمان ..الخ

الأسماء الرنانة في ألمانيا والتي رحلت إلى بلاد الكالتشيو معظمها تواجدت في العهد الذهبي للمسابقة الايطالية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، أندية إيطاليا استقطبت النجوم الألمان وما زالت تفعل ذلك على غرار ما حدث مع كلوزه وغوميز، لكن هذه العملية تلاشت بنسبة كبيرة في الفترة الحالية بل أصبحت معكوسة في السنوات الأخيرة ان صح التعبير.

عديدة هي الملاحظات والمشاهدات التي تؤكد انهيار الدوري الإيطالي وتراجع منظومة عمله مع تقدم جيد للدوري الألماني، إيموبيلي أكد هذه النظرية إن لم يكن أسس لبداية حقبة ألمانية أكبر وأوسع وأشمل..!

 
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك من هنا