جوزيه مورينيو - تشيلسي

كل الطرق تشير إلى إقالة جوزيه مورينيو حتى الآن، فلا النتائج تتحسن، ولا اللاعبين يقاتلون من أجل الفريق، كما أن المدرب البرتغالي يصر على نفس الأسلوب من التبرير والانتقادات والحروب التي لا تنفعه.

إقالة مورينيو عند النظر إلى مركز تشيلسي في بطولة الدوري يبدو قراراً منطقياً يجب اتخاذه الآن، بل يمكن القول إنه تأخر لأن الفريق لم يظهر أي علامات تحسن منذ مطلع الشهر، وقبل إصدار بيان الدعم من إدارة النادي اللندني.

لكنني أرفض المنطقية، وأطالب بشيء خارج عن المألف من أبراموفيتش، فحسابات المركز الرابع ما زالت ممكنة، لأنه من غير المتوقع استمرار ليستر سيتي وويستهام في هذه الثورة بسبب افتقار الخبرة والزاد البشري، وتشيلسي لو استعاد شخصية الموسم الماضي سيحقق نقاطاً كثيرة تكفيه للوصول إلى أقل الخسائر هذا الموسم.

لكن ما يدفعني لقول ذلك إن إقالة جوزيه مورينيو لا تخرج عن طورها إجراءً روتينياً، لأنه في كرة القدم ليس هناك مدرب لم يفشل في موسم، وليس هناك مدرب لم يعرف المعاناة خلال بعض فترات مسيرته، والجميع يعلم قيمة هذا المدرب، وقدرته على تحقيق الألقاب، ويكفي القول إنه أكثر من خاض نصف نهائي في دوري أبطال أوروبا.

وحتى لا يتم التقليل مما فعله في ريال مدريد، فقد جاء واستطاع خلق موازين متكافئة مع برشلونة الخارق، وفاز بلقب الدوري الوحيد لريال مدريد في أخر 7 سنوات، وأعاد الملكي للتقدم بعيداً في دوري الأبطال، ليستعيد لهم شخصية قوية ساهمت بشكل غير مباشر بالعاشرة.

جوزيه مورينيو - ريال مدريد موسم 2011-2012

ما فعله مع إنتر ميلان كان معجزة كروية، وما فعله مع بورتو كذلك، وتجربته الأولى مع تشيلسي كانت مذهلة حتى بدأت حروبه الإدارية مع جماعة أفرام جرانت، ولم ينقص تلك التجربة إلا بعض الحظ ليفوز للبلوز بلقب دوري الأبطال، إذ أن خروجه الأوروبي صاحبه دوماً شيئاً من الحظ أو شيئاً من الجدل.

تجربته الثانية مع تشيلسي لم تكن سيئة حتى هذا الموسم، فثنائية الموسم الماضي، ولعب نصف نهائي دوري الأبطال في الموسم الأول رغم عدم امتلاكه الجودة الكافية آنذاك، كما أنه أظهر في الموسم الأول فكراً عملياً يستطيع تحقيق النتائج كلما احتاج لذلك.

“No pain, No gain”، هكذا يقولون، ولعل الصبر على الفترة الصعبة هو الألم الذي يجب أن يحتمله تشيلسي إدارة وجمهوراً، ليحتفظوا بمدرب لم يعرف الكثير من الفشل بمسيرته، بل إن مقياس الفشل بالنسبة له يعد إنجازاً لكثير من المدربين، ولعل سنة بيضاء من دون تحقيق شيء، قد تكون ثمناً لسنوات مثمرة مقبلة، لأنه كما قلت سابقاً “لن يكون هناك مدرب لا يفشل في موسم واحد، ولكن هناك مدربين يفشلون موسماً ويربحون عشرة، وهذا هو مورينيو”.

لمزيد من مقالات الكاتب .. اضغط هنا

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: