لم يكن أشد المتفائلين يتوقعون تأهل فريق إيطالي إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بسبب وجود قوى عظمة في القارة العجوز مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ سيطرت على البطولة في الأعوام الأخيرة بجانب منافسين كبار مثل تشلسي ومانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد وغيرهم.
لكن تلك القاعدة كسرها يوفنتوس واستطاع بلوغ نهائي المسابقة بعد إقصاءه بوروسيا دورتموند الألماني وحامل اللقب ريال مدريد ليلاقي برشلونة في المباراة التي ستقام في السادس من يوليو على ملعب “برلين الأولمبي” في العاصمة الألمانية برلين.
هذا التأهل لم يكون سهلاً لبطل الدوري الإيطالي خلال المواسم الأربعة الأخيرة، بل واجه الكثير من العقبات سنقوم بالتحدث عنها خلال هذا التقرير.
– الصورة الذهنية
خلال المواسم الماضية كان يوفنتوس لقمة سهلة في مسابقة دوري الأبطال ولم يكن يمتلك الحظ للوصول بعيداً حيث خرج من دور المجموعات في الموسم الماضي وربع النهائي في الذي سبقه في حين غاب عن نسخ 2010-2011 و2011-2012، وودع من دور المجموعات في 2009-2010.
هذا الأمر وضع في عقل عشاق كرة القدم صورة ذهنية ضد نادي يوفنتوس والأندية الإيطالية بشكلٍ عام أنهم لا يستطيعوا المنافسة على اللقب ووجودهم في المسابقة مجرد مشاركة لا أكثر.
هذا الأمر أوجد صعوبة أمام رفاق اندريا بيرلو والذي أثر على ثقتهم بأنفسهم، لكن كل ذلك انتهى مع مرور الوقت وبلوغ النهائي.
– القرعة الصعبة
كان الجميع في يوفنتوس قبل إجراء قرعة دور المجموعات من البطولة يتمنى وقوع الفريق في مجموعة سهلة على عكس ما حدث خلال المواسم الماضية عندما حل بجانب غلطة سراي وريال مدريد ومن قبلها تشلسي.
وتكرر الأمر في الموسم الحالي، حيث أوقعت القرعة يوفنتوس بجانب أتلتيكو مدريد وصيف النسخة السابقة وأولمبياكوس اليوناني ومالمو السويدي.
هذه القرعة أثارت الخوف في يوفنتوس بسبب وجود الأتلتيكو القوي وأولمبياكوس المتمرس في هذه البطولة كيف لا والأول فاز عليه وتعادل ذهاباً وإياباً والثاني حقق الفوز عليه ذهاباً.
– هزائم الذهاب ثورة الإياب
بعد أن انتهت القرعة، بدأ يوفنتوس خوض غمار البطولة وبدأها بشكلٍ سيء حيث حقق فوزاً واحداً وهزيمتين خلال مباريات الذهاب الثلاثية أمام مالمو والأتلتيكو وأولمبياكوس.
هذا الأمر سبب رعباً للفريق حيث كان يمتلك 3 نقاط فقط بعد 3 مباريات في المركز الثالث خلف أتلتيكو مدريد وأولمبياكوس المتصدران بستة نقاط ومتقدماً على مالمو بفارق الأهداف.
لكن في مرحلة الإياب من هذا الدور قام يوفنتوس بثورة بتحقيق انتصارين على أولمبياكوس ومالمو قبل أن يتعادل مع أتلتيكو مدريد المتصدر، ليصبح في رصيده 10 نقاط بالوصافة – متفوقاً على أولمبياكوس الثالث الذي بقى في جعبته 9 نقاط – حتى بلغ الدور الثاني.
– خطأ كيليني القاتل
في دور الـ16، وقع يوفنتوس في مواجهة بوروسيا دورتموند الصعب أوروبياً رغم ضعفه في الموسم الحالي على مستوى بطولة الدوري الألماني.
إلا أن يوفنتوس تمكن من تخطيه بكل سهولة بعد الفوز ذهاباً بهدفين مقابل هدف والانتصار إياباً بثلاثة أهداف دون رد.
ولنعود بالزمن إلى مباراة الإياب ونعتبر أن مباراة الذهاب لم تلعب بعد، ففوز يوفنتوس على ملعبه بهدفين مقابل هدف كان خطيراً عليه، وهذا الأمر جاء بسبب المدافع جورجيو كيليني.
فقد كان يوفنتوس متقدماً بهدفٍ نظيف لكن كيليني أخطأ في الدقيقة 18 بسبب “انزلاقة” ويستغل ماركو ريوس ذلك ويسجل هدف التعادل، قبل أن يعود موراتا ويحرز هدف التقدم الذي لم يسهل المهمة عليه قبل مباراة الإياب.
– كيليني مرة أخرى
لم تتوقف أخطاء كيليني القاتلة عند مباراة بوروسيا دورتموند فقط، بل امتدت عند مواجهة موناكو الفرنسي في دور ربع النهائي.
وتمكن يوفنتوس من تحقيق الفوز على موناكو ذهاباً بهدفٍ نظيف، إلا أن موناكو كان عنيداً في لقاء الإياب الذي أقيم على ملعبه.
وكان كيليني سيسهل عليهم المباراة منذ الدقيقة الأولى عندما ارتمى وأبعد الكرة بيده عن مهاجم موناكو، إلا أن حكم المباراة رفض طرد اللاعب الإيطالي.
– الحظ وبوفون وموراتا
– بعد عبور موناكو ودورتموند ، جاء المنافس الصعب بالنسبة ليوفنتوس وذلك بعد وقوعه في مواجهة ريال مدريد حامل اللقب في نصف النهائي.
وفي مباراة الذهاب تمكن يوفنتوس من الفوز بهدفين مقابل هدف، لكن في مباراة الإياب كان ريال مدريد قريباً من التأهل بعد التقدم بهدفٍ نظيف يمنحه ذلك وكان على موعد مع إضافة أهداف أخرى.
إلا أن الحظ وقف أمام لاعبي الريال بتسجيل أهداف أخرى بمساهمة حارس المرمى جيانلويجي بوفون بمنع دخول الأهداف إلى مرماه بجانب اصطدام الكرة بالعارضة والقائمين في أكثر من مناسبة.
كل ذلك ساهم بتأهل يوفنتوس بشكلٍ كبير، حتى جاء المهاجم الإسباني ألفارو موراتا وأنهى مهمة التأهل بتسجيل هدف التعادل للبيانكونيري.
– “MSN” أخر عقبة
بعد اجتياز يوفنتوس تلك العقبات، بقي أمامه عقبة واحدة للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه، بجانب تحقيق إنجاز الثلاثية التاريخية بعد الفوز بلقبي الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا.
هذه العقبة هو ثلاثي برشلونة المرعب ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا، وفي حال تمكن من إيقافه فسيكون يوفنتوس بطلاً على الأغلب.
إقرأ أيضاً: تاريخ المواجهات بين برشلونة ويوفنتوس
تابع صفحة الكاتب على فيس بوك:
لتغطية سبورت 360 المميزة لنهائي دوري الأبطال .. اضغط هنا
تابع صفحة الكاتب على فيس بوك:
