لحظة تسجيل نيمار الهدف الثالث

كرر برشلونة فوزه على اتلتيكو مدريد للمرة الثالثة على التوالي خلال أقل من شهر، وتمكن من إقصائه من بطولة كأس رابطة المحترفين بإنتصاره (4-2 ) في مجموع المواجهتين الذهاب والعودة، ليثبت مرة أخرى انه استعاد مستواه الحقيقي الذي افتقده في بداية الموسم الحالي.

برشلونة قدم كرة قدم جميلة وسلسة بعيدة عن أية تعقيدات خلال مواجهة اليوم التي فاز بها على الروخي بلانكوس بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وما يعاب عليه فقط هو ضعف المنظومة الدفاعية مقارنتاً في المباريات السابقة.

النادي الكاتالوني حقق إنتصاره السابع على التوالي في بطولتي كأس الملك والليجا، وسجل 26 هدف وتلقت شباكه أربعة أهداف فقط، وهذا يدل ان الفريق تحسن بشكل ملحوظ على الصعيدين الدفاعي والهجومي.

لويس إنريكي قام ببعض الإجراءات المؤثرة والتي حولت برشلونة من فريق مترنح فاقداً لعنصر التكتيك والمفاجأة الى فريق قوي يصعب جداً مقارعته وإيقاف مده الهجومي.

سيميوني يلقي التحية على إنريكي قبل بداية المباراة

القرار الأهم الذي اتخذه المدرب الإسباني هو الإنصياع الى الجماهير ووسائل الإعلام وتثبيت تشكيلة معينة، فمنذ ان قرر الإعتماد على الثلاثي راكيتيتش وإنييستا وبوسكيتس ومن امامهم الثلاثي المرعب ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار بدأ الفريق يكتشف نفسه ويحقق نتائج رائعة.

إنريكي بمبدأ المداورة الذي اتبعه في السابق كان يهدف الى غايتين، الأولى هي عدم ارهاق اللاعبين واستنفاذ طاقاتهم، اما الثانية وهي الأهم ان يصعب مأمورية مدرب الخصم بتوقع التشكيلة التي سيبدأ بها.

ورغم انه تخلى عن المبداً الذي سار عليه اينما خطت قدماه، إلا انه نجح في خلق عنصر المفاجأة بشكل كبير مؤخراً لكن ليس بتغيير اللاعبين انما بتعديل مهامهم من مباراة لأخرى وتحديث تكتيك الفريق بإستمرار.

برشلونة أصبح يتبع أكثر من أسلوب في اللعب مع الإحتفاظ طبعاً بفلسفة التيكي تاكا نسبياً، فأصبح يعتمد على الهجمة المرتدة والرتم السريع في نقل الكرة بين الخطوط الثلاث بعيداً عن تدوير الكرة بعرض الملعب وبشكل سلبي لتطبيق فكرة الإستحواذ فقط.

دور ليونيل ميسي الجديد في أرض الميدان كان له تأثير كبير أيضاً على الفريق بشكل عام، حيث ضحى إنريكي بمهاجمه الجديد لويس سواريز لخدمة صاحب الكرة الذهبية أربع مرات، تماماً مثلما كان يحدث مع ديفيد فيا وزلاتان إبراهيموفيتش في السابق.

ميسي يمر من أحد لاعبي أتلتيكو مدريد

إنريكي أعاد ميسي الى مركز المهاجم الوهمي لكن ليس بالطريقة التقليدية، حيث أصبح الأرجنتيني يتحرك بشكل أكبر على الجبهة اليمنى من ثم الإختراق او توزيع الكرات الى نيمار على الجهة المقابلة، وهذا يعتمد طبعاً على تحركات لويس سواريز بين مدافعي الخصوم.

مدرب سيلتا فيجو وروما السابق طلب من ظهيريه داني ألفيش وجوردي ألبا عدم أرسال كرات عرضية بشكل عشوائي، وهذا كان واضحاً على اداء الفريق قبيل بداية العام الجديد والذي كان يكلفهم تلقي العديد من الهجمات المرتدة وخسارة الكرة بسهولة.

ما يحسب لإنريكي أيضاً هو عودة جيرارد بيكيه لمستواه الطبيعي بعد الإنتقادات اللاذعة وحملات السخرية التي تلقاها في الفترة الأخيرة، بالإضافة الى تألق ألفيش وألبا من جديد.

جميع هذه التغييرات التي حدثت على برشلونة كان من المفترض ان تطبق منذ فترة ليست بالقصيرة، فهي أمور كانت واضحة للجميع، لكن الشيء الذي يمنح إنريكي العلامة الفارقة هو التعامل النفسي مع الأحداث التي حصلت مؤخراً بخلافه مع ميسي وعقوبة الفيفا والمشاكل الإدارية.

فرحة لاعبي برشلونة بهدف نيمار