استجاب لويس إنريكي لمطالب جماهير برشلونة وبعض الصحف الكاتالونية بإشراك خافيير ماسكيرانو في خط الوسط، وهو المركز الذي اشتهر به اللاعب مع ليفربول والمنتخب الأرجنتيني، فقام بالدفع به كلاعب ارتكاز في مواجهة أتلتيك بيلباو التي انتهت بفوز البلوجرانا بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم في ربع نهائي الكأس.

إنريكي أراد منح سيرجيو بوسكيتس قسط من الراحة في مباراة اليوم كونه شارك في معظم مباريات الفريق هذا الموسم، وفي الوقت ذاته يستفيد من قوة ماسكيرانو الدفاعية في تكسير هجمات بيلباو الذي كان متوقع له أن يظهر ردة فعل قوية في بداية المباراة.

لكن ما حدث كان أسوأ بكثير مما توقعه المدرب الإسباني، حيث سيطر الفريق الباسكي بطول والعرض في الشوط الأول وكان قادراً على هز شباك المرمى في العديد من المناسبات، لكنه اكتفى بهدف وحيد جاء عن طريق ويليامز.

الخلل الذي حدث هو أن ماسكيرانو يفتقر لمهارات بوسكيتس في الخروج بالكرة، وبالتالي شاهدنا برشلونة يعاني كثيراً في هذا الجانب طوال فترات الشوط الأول رغم أن إيفان راكيتيتش وسيرجي روبيرتو حاولا مساعدة الأرجنتيني لكنهما فشلا أيضاً لأنهما ليسا أصحاب اختصاص.

عندما يغيب بوسكيتس وأندريس إنييستا في مباراة واحدة فمن الطبيعي أن يعاني برشلونة بهذه الصورة، فمعظم هجمات أتلتيك بيلباو الخطيرة كانت كرات مقطوعة في منتصف ملعب برشلونة.

الأمور تغيرت في الشوط الثاني لعدة أسباب، الأول أن نيمار وليونيل ميسي أصبحا يعودان بشكل أكبر لاستلام الكرة، أما السبب الثاني والأهم هو عدم قدرة أتلتيك بيلباو على المواصلة على نفس النهج، فشاهدنا تدهور كبير في لياقة اللاعبين البدنية، وهذا الأمر منح برشلونة سهولة اكبر في التحرك مع الكرة، بالإضافة أيضاً إلى اللجوء للأطراف بشكل أكبر لتصعيد الكرة إلى منتصف الملعب.

تجربة إعادة ماسكيرانو لمركزه الأصلي مع برشلونة أثبتت فشلها بجميع المقاييس في هذه المباراة، على الأقل عندما يتزامن ذلك مع غياب بوسكيتس، وليس من المعقول أن يقوم إنريكي بالدفع بهما معاً كونه سيفقد أحد أسلحته الهجومية وسيصبح هناك مساحات بين خطي الوسط والهجوم.

تألق ماسكيرانو رفقة المنتخب الأرجنتيني في هذا المركز له ظروف مغايرة تماماً، فأسلوب وطريقة اللعب مختلفان تماماً عن برشلونة، فمنتخب التانجو ليس لديه مشكلة إن لم يحتفظ بالكرة على عكس البرسا الذي يفتقد كامل قوته عندما تبقى الكرة بأقدام المنافس.

إقرأ أيضاً: برشلونة يكرر فوزه على بيلباو ويعبر إلى نصف النهائي