أحياناً نحاول تزييف الواقع لنؤكد صحة قرار قد اتخذناه وما زلنا نخشى من عواقبه، هذا ما حدث تماماً مع المدرب الفرنسي أرسين فينجر الذي يؤمن بفكرة عدم حاجة آرسنال للتعاقد مع مهاجم صريح رغم أن الجميع يرى عكس ذلك تماماً.

فيجر أصر على قراره في الصيف الماضي وفضل عدم جلب رأس حربة إلى الفريق، ووضع كامل ثقته بثيو والكوت ليتناوب مع المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو لشغل هذا المركز خلال الموسم الحالي.

وبعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق الموسم، وتحقيق الفريق نتائج جيدة نسبياً، خرج فينجر للحديث إلى وسائل الإعلام والبسمة تملأ وجهه قائلاً "لقد قلت من البداية نحن لسنا بحاجة إلى مهاجم، وقلت أنه يجب الإيمان باللاعبين المتاحين ولقد تم انتقادي حينها، لكن والكوت أثبت صحة كلامي وقدم المطلوب منه وكان رائعاً في المباريات الماضية".

ربما نتفق مع جزء بسيط من تصريحات المدرب الفرنسي بأنه يجب الإيمان بلاعبي الفريق قبل التفكير في طلب التعزيزات، لكن هذا عندما يكون يملك لاعبين من الأساس في المركز الذي يثار حوله الجدل، فوالكوت ليس بالمهاجم الصريح ولن يكون بيوم من الأيام كذلك، أما جيرو فلا يوجد خلاف بأنه ليس المهاجم القادر على قيادة الجانرز لتحقيق الألقاب.

فينجر استغل الفترة الرائعة التي يعيشها فريقه من حيث النتائج ليؤكد نظريته العبقرية، وتناسى أن الموسم لا يزال طويلاً خصوصاً ابتعاد لعنة الإصابات عن لاعبيه لغاية هذه اللحظة على عكس مما يحدث في كل موسم.

ولو نظرنا إلى أرقام والكوت في الموسم الحالي الذي شارك فيه في مركز رأس الحربة على حساب جيرو في معظم المباريات سنستنتج أن صاحب 26 عام لم يقدم أي إضافة تذكر إلى الفريق، فلقد خاض 12 مباراة وأحرز 6 أهداف، وهو رقم عادي يمكن لأي مهاجم تحقيقه حتى مع الفرق الصغيرة.

العجيب حقاً أن جيرو الذي أصبح يجلس على مقاعد البدلاء في العديد من المباريات ويشارك كبديل لديه أرقام أفضل من المهاجم الإنجليزي، فلقد زار شباك المرمى في 8 مناسبات رغم خوضه 10 مباريات فقط (5 منها دخل في الشوط الثاني).

وبعيداً عن لغة الأرقام، فينجر أغفل جانب مهم في هذه المسألة وهو الخصائص التي يجب توفرها في اللاعب ليتمكن من اللعب كمهاجم صريح، فالقضية ليست متعلقة بالسرعة أو المهارة أو حتى الحس التهديفي بقدر ما هي متعلقة بالتمركز والتحركات التي يقوم بها المهاجم الصريح بشكل فطري.

ولنا في ذلك العديد من الأمثلة، فرغم القدرات الكبيرة التي يملكها كريستيانو رونالدو إلا أنه فشل في تعويض الدور الذي يقوم به كريم بنزيما خلال فترة غيابه، كذلك لن يكون أداء ليونيل ميسي بهذا المستوى لو تم وضعه كمهاجم صريح، فهناك لاعبين محددين لهذا المركز الذي يعد نقطة ارتكاز للفريق في الحالة الهجومية.

إقرأ أيضاً: تشيلسي يزاحم آرسنال على صفقة كافاني