كارلوس كيروش- مدرب منتخب مصر

سبورت 360 – عنوان التقرير قد يثير الهجوم من بعض فلاسفة التحليل الرياضي أو الدخلاء على مهنة الإعلام أو بعض الجماهير، ولكنه في الحقيقة التقرير لا يهاجم البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر، بل يشرح الواقع المرير ولماذا ظهر الفراعنة بالشكل المتواضع من حيث جمالية الأداء وسط 75 ألف متفرج على ملعب القاهرة الدولي، الجمعة الماضي أمام أسود السنغال رغم الفوز بهدف عكسي؟.

هجوم مبرر وآخر غير مبرر على كيروش

ولقد وقف البعض بجانب البرتغالي كارلوس كيروش وطريقة لعبه المتحفظة في مواجهة السنغال والآخر ضدها بهجوم مبالغ فيه في الكثير من الأحيان الذي جعل المدرب يشعر في المؤتمر الصحفي بعدم سعادة الصحفيين بتحقيق الفوز وإمتلاك الفراعنة أكثر من سيناريو في مباراة الإياب، الثلاثاء المقبل من أجل العبور إلى كأس العالم في قطر للمرة الثانية تواليا.

كارلوس كيروش – مدرب منتخب مصر

ولكن فلسفة البرتغالي كارلوس كيروش واضحة منذ وصوله في سبتمبر الماضي بدلا من المقال حسام البدري، لم تتغير في مباراة السنغال ولا أعرف لماذا الجميع تفاجأ بالأسلوب الدفاعي لصاحب الـ 69 عاما؟، بعد التقدم بهدف مبكر في الدقيقة “4” الذي جعله يطبق فكره بشكل أبكر أمام زملاء ساديو ماني.

ويفضل كيروش، طريقة لعب 4-3-3 التي تحتاج إلى لاعب وسط خلاق لكنه لم يجد هذا اللاعب بعد في الثلاثي حمدي فتحي وعمرو السولية ومحمد النني وركن الثنائي أحمد سيد زيزو وأفشة على دكة الاحتياط، والدليل المعاناة الكبيرة لزملاء محمد صلاح في خلق فرصة خطيرة على أرضهم ضد الحارس إدوارد ميندي، بسبب سوء التحول الدفاعي من قبل الثلاثي النني والسولية وفتحي أصحاب الجوانب الدفاعية بشكل أكبر.

والمرة الوحيدة طيلة لقاء السنغال التي استطاع عمرو السولية أن يقوم بدور صانع ألعاب كانت وراء الهدف الأول الذي سجله ساليو سيس بالخطأ عقب ارتطام تسديدة محمد صلاح بالعارضة.

كيروش لم يتغير ولكن المصريين تطلعاتهم كبيرة

وما يلام عليه البرتغالي كارلوس كيروش وهو عدم تخطي أزمة منتخب مصر منذ أمم أفريقيا التي خسرها في المباراة النهائية أمام السنغال بركلات الترجيح عقب 120 دقيقة ماراثونية، وهى كيفية إخراج الكرة أثناء الضغط والتحول الدفاعي للهجوم رغم امتلاك ثلاثي سريع للغاية في الأمام وهم عمر مرموش أو تريزيجيه بجانب محمد صلاح ومصطفى محمد، بسبب عدم وجود لاعب خلاق مثل كبار المنتخبات الأوروبية مثل بيدري في إسبانيا ولوكا مودريتش مع كرواتيا وكيفين دي بروين في بلجيكا وغيرهم وهو الدور الذي يستطيع تأديته زيزو وأفشة والمستبعد أحمد عبد القادر.

منتخب مصر

ويعكس عدم تألق حارس السنغالي، إدوارد ميندي أمام هجوم منتخب مصر المعاناة الكبيرة في خلق فرصة كبيرة عليه طيلة 90 دقيقة وهو أمر يحاسب عليه كارلوس كيروش ولكن يحسب له عدم تلقي أي هدف رغم استحواذ زملاء ساديو ماني على الشوط الثاني وآخر الأول بشكل كامل وسط ركن أتوبيس من قبل الفراعنة.

ولقد أظهرت المنظومة الدفاعية لكارلوس كيروش نجاحها التي لم تتأثر بخروج المدافع الأساسي محمد عبد المنعم ودخول ياسر إبراهيم في بداية اللقاء للإصابة أو لعب عمر جابر بدلا من عمر كمال في الجبهة اليمنى.

وظهر ياسر إبراهيم وعمر جابر بشكل قوي ونالا مديح الجماهير والنقاد الرياضيين، بسبب منظومة البرتغالي كارلوس كيروش التي تعتمد على الدفاع المحكم بعودة الأجنحة مع الأظهرة الذي حدث من قبل محمد صلاح مع عمر جابر وتريزيجيه مع أحمد فتوح مع دعم من قبل الثلاثي عمرو السولية وحمدي فتحي ومحمد النني.

الإياب مثل الذهاب لكيروش

ولذلك كان محمد صلاح وتريزيجيه ومصطفى محمد الغائبين الحاضرين في هجوم منتخب مصر، بسبب عودتهم للقيام بالأدوار الدفاعية مع بقية الزملاء للحفاظ على التقدم أمام أسود السنغال.

مصر والسنغال

ومن يهاجم البرتغالي كارلوس كيروش في نقطة المبالغة الدفاعية وعدم جمالية الأداء فهى مخطيء للغاية، لأنه مباراتي الدور الحاسم تكسب لا تلعب، وحقق صاحب الـ 69 عاما المراد بالفوز ومنح الفراعنة أكثر من سيناريو للعبور إلى مونديال قطر في موقعة الثلاثاء سواء بالتعادل أو الفوز أو الخسارة بفارق هدف وتسجيل هدف في شباك ميندي.

وكما قال ماسيميليانو أليجري، مدرب يوفنتوس الإيطالي، من يريد المتعة فعليه الذهاب إلى السيرك، وهو ما ينطبق على مباراة الذهاب بين مصر والسنغال ولن يتغير أسلوب كارلوس كيروش في مباراة الإياب، لأنه هدفه الوصول إلى مونديال قطر دون النظر إلى الأداء.

وسيحاسب كارلوس كيروش، على عدم التأهل إلى مونديال قطر سواء قدم كرة قدم جميلة أو قبيحة ولذلك يجب الهدوء من قبل الإعلام المصري وجعله يفعل ما يشاء ودعمه من أجل تحقيق حلم المصريين.

ولا ينتظر البعض تغيير كيروش فلسفة في الإياب التي قد تتأثر قليلا من الناحية الدفاعية في غياب الثنائي الأساسي محمد عبد المنعم للإصابة والونش للإيقاف.

وفي النهاية نقول إن البرتغالي كارلوس كيروش هو البريء الذي يرى بأنه فلسفته الأفضل لبلوغ مصر مونديال قطر والمذنب في نظر البعض من حيث جمالية الأداء التي لا يفكر فيها من أجل تحقيقه هدفه.

والعبرة ما حدث مع منتخب مصر وجيله الذهبي في 2010 بقيادة المعلم حسن شحاتة الذي كان يسيطر على كل شيء في أفريقيا والأفضل في مباراة الحسم أمام الجزائر ولكنه خسر بهدف ولم يتأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا وهو الأمر الذي لا يريده كارلوس كيروش.

شاهد أيضا: