تأهل ويلز بقيادة جاريث بيل إلى كأس الأمم الأوروبية 2016، لا شك بأنه الحدث الأبرز في الجولة التاسعة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات فرنسا، الحدث الذي وضع ويلز ضمن كبار أوروبا للمرة الأولى في تاريخها وللمرة الثانية في البطولات الكبرى بعد التأهل لنهائيات كأس العالم 1958.
الصحف في أوروبا وخصوصاً في بريطانيا وإسبانيا تغنت بإنجاز ويلز التاريخي، منذ عدة أسابيع ووسائل الاعلام في مختلف أنحاء العالم تنتظر التأهل لمنتخب اعتاد لعب دور متلقي الضربات في التصفيات القارية والعالمية.
لكن التدقيق أكثر فأكثر بتصفيات يورو 2016 يجعل مسألة تأهل ويلز شيء متوقع منذ بداية التصفيات ومنطقي جداً وربما لا يستحق كل هذا التضخيم، بل الأصح أن نقول أن عدم تأهل المنتخب الويلزي إلى النهائيات يعد مفاجأة!
منتخب ويلز وقع في مجموعة تضم منتخبات لا تملك باع طويل في المنافسات العالمية، وإذا قلنا أن منتخب بلجيكا يملك ترسانة من اللاعبين المميزين في مختلف الخطوط فإن المنتخبات الأخرى لا تملك الأدوات الحقيقية التي تجعلها مرشحة بشكل أكبر للعبور إلى يورو 2016 من الويلزيين.
الكيان الصهيوني والبوسنة والهرسك منتخبات جيدة لكنها أقل بكثير من ويلز من ناحية الأسماء والنجوم، بينما يعد من المفاجئ أن ينجح منتخب قبرص في جني 12 نقطة من المجموعة والمنافسة على المركز الثالث لخوض الملحق، أما منتخب أندورا فكان بمثابة "حصالة" المجموعة.
ويجب عدم نسيان أن رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخب جعل مشاهدة ويلز في النهائيات بالجيل الحالي أمر منطقي. وبمعنى أصح، منتخب ويلز ربما لم يكن سيتأهل للنهائيات لو كان عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات 16 منتخب فقط، حينها كان يتأهل متصدر المجموعة فقط إلى النهائيات، فيما يخوض البقية نظام الملحق على نظام خروج المغلوب.
وحينما ننظر إلى تشكيلة ويلز نجد أن هناك 12 لاعب منتظمين في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تواجد جاريث بيل في ريال مدريد، 13 لاعب يتواجدون في أفضل بطولات أوروبا لكرة القدم كيف إذاً لا يتأهلون للنهائيات ونسبة المنتخبات التي ستتخطى التصفيات تفوق 40% ؟!
من حق ويلز أن تحتفل بانجازها، لكن يجب أن يكون التميز الفعلي في النهائيات لأن الجيل الحالي من المنتخب مسألة تأهله للبطولة القارية من المنطقي أن لا تكون أمر يستحق التضخيم!
** اقرأ أيضاً: إصابة بنزيما تضع بينيتيز وبيريز تحت مقصلة الصحافة
