من هو مخترع البطاقات الملونة في كرة القدم ؟

14:51 09/09/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • معلومات 360، فقرة يومية من فريق إبداع سبورت 360 معنية بتقديم معلومة تاريخية مهمة متعلقة بالكرة الأوروبية والعالمية والتي من شأنها إثراء القارئ بالتفاصيل التاريخية لكرة القدم.

    لا يمكننا تصور مباراة كرة قدم دون أن تخطر ببالنا البطاقات الحمراء و الصفراء في جيب الحكم التي كان المدرس الإنجليزي كين آستون صاحب الفضل في إدخالها إلى كرة القدم.

    أستاذ المدرسة الذي دخل عالم التحكيم في 1960 ،وحكم مباريات كأس العالم في تشيلي عام 1962 و إنجلترا 1966

    أسندت إليه مهمة تحكيم المباراة الافتتاحية لمونديال 1962التي جمعت تشيلي بسويسرا،فأدارها باقتدار و ثقة أثارا إعجاب مسؤولي الإتحاد الدولي لكرة القدم، الذين قرروا أن يدير مباراة تشيلي و إيطاليا بدلا من حكمها الأصلي .قرار لم يعجب آستون نفسه إذ كانت الأجواء متوترة قبل اللقاء،وتنذر بمباراة نارية ،بعد أن صبت الصحافة التشيلية النار على الزيت وزعمت أن الصحافة الإيطالية نشرت مقالات تشكك بجمال وأخلاقيات نساء بلادها ،وهو ما أثار غضب التشيليين و تحولت المباراة بالنسبة إليهم إلى مسألة شرف وطني ،وأصبحت الكرة مسألة ثانوية قبل لقاء قوي أطلقت عليه الصحف أسم “معركة سانتياغو“.

    قال آستون عن تلك المباراة :”لم أكن أحكم مباراة كرة قدم ،كنت أتصرف كمسؤول في مناورات عسكرية” ،وبحكم خوضه معارك الحرب العالمية الثانية في آسيا ،فقد شهد نزاعات أسوأ ،لكن المباراة كانت كارثية إذ تدخلت شرطة مكافحة الشغب ثلاث مرات لمساعدته في استعادة النظام،طرد لاعبان من منتخب إيطاليا،و أضطر آستون إلى التدخل أكثر من مرة لفض شجارات وإيقاف معارك بين اللاعبين ،انتهى اللقاء بفوز تشيلي بهدفين دون مقابل.

    في 1963 حكم آستون المباراة النهائية لكأس الإتحاد الإنجليزي ،وبعد 3 سنوات رشح لعضوية لجنة الحكام في الإتحاد الدولي لكرة القدم ،وتولى رئاستها لاحقاً من 1970 إلى 1972،وشهد منصبه الجديد في لجنة الحكام وجوده في إحدى اللحظات إثارة للجدل أثناء كأس العالم في 1966خلال مواجهة إنجلترا و الأرجنتين في الدور ربع النهائي ،التي أقيمت في ملعب ويمبلي ،وأضطر لاستخدام دبلوماسيته و قدرته على الإقناع لتهدئة غضب قائد الأرجنتين الذي طرده الحكم ،وطلب منه مغادرة الملعب.

    اتخذت المباراة منحى آخر بعدما ذكرت تقارير صحفية أن الحكم أنذر الأخوين بوبي و جاك تشارلتون شفهياً و تغاضى عن مخالفاتهما،وهو ما نفاه مدرب إنجلترا السير رالف رامزي.

    بدأ آستون بالتفكير بطرق لتجنب حدوث مثل هذه المشاكل في المستقبل ،وبينما كان يقود سيارته أدرك أن محاكاة نظام الإشارات الضوئية ستكون الحل الأمثل ،فالأصفر يعني التمهل و الأحمر يعني التوقف ، الألوان تكسر حواجز اللغة، و توضح الأمر للجميع سواء كان القرار إنذار اللاعب أو طرده.

    و نتيجة لذلك استخدمت البطاقات الصفراء و الحمراء أول مرة في مونديال 1970،وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من عالم كرة القدم.

    الكاتب : محمد السعدي

    لمتابعة الحلقات السابقة من معلومات 360 من هنا