يوسف بولسن .. المهاجم الذي لا يتوقف عن العمل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قدم المهاجم الدنماركي يوسف بولسن موسما مميزا مع فريق ريد بول لايبزج حيث ساهم في تأهل الفريق الموسم المقبل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا بعد حصولهم على المركز الثالث على سلم الترتيب بالدوري الألماني

    أنضم بولسن إلى النادي الألماني بعمر الثامنة عشر قادما من لينجبي الدنماركي والذي كان ينافس في الدرجة الثانية حينها في بلاده، بولسن كان هدافا لفريقه هناك حيث سجل 11 هدفا في 30 مباراة معهم في ذاك الموسم الذي قضاه في الدرجة الثانية وكشافي فريق ريد بول الذي كان يشق طريقه نحو المقدمة في ألمانيا قرر ضم هذه الموهبة الشابة

    وصل بولسن إلى ألمانيا صيف 2013 ب1.5 مليون يورو وهو رقم كبير يدفعه نادي في الدرجة الثالثة الألمانية لمهاجم في الدرجة الثانية الدنماركية لم يبلغ الثامنة عشر من العمر بعد ولكن مسئولي النادي الألماني قرروا القيام بهذه المقامرة

    لم أكن أبدا هذا اللاعب الذي يشار إليه بأنه سيكون النجم القادم

    ربما حتى وصلت لعمر السابعة عشر لم أكن أتخيل بأنه يمكنني يوما أن ألعب على هذا المستوى

    عندما كنت في الخامسة عشر من عمري تم إستدعاء أكثر من 500 لإختبارهم في المنتخب الدنماركي لهذه الفئة السنية ولم أكن فيهم حينها تمنيت أن أقوم بتغير هذا يوما ما

    كان بولسن يبذل الكثير من الجهد خلال تواجده في الدنمارك من أجل أن يحقق حلمه في اللعب ببطولة دوري أبطال أوروبا ولم ينسى أنه قد تنتهي مسيرته الكروية يوما ما ولا يد شيئا يفعله بعدها فكان يستيقظ كل يوم في الثامنة صباحا ولا يعود للمنزل قبل الثامنة مساءا حيث يبدأ بالذهاب إلى المدرسة قبل أن ينتقل إلى تدريبات فريقه

    حصل على دبلومة الثانوية العامة وهدفه مع لينجبي كان أن يترك الدنمارك ويخرج للعب في دوري أوروبي كبير قبل أن يصل لسن الواحدة والعشرين، نجح في الحصول على إستدعاء للمنتخب الدنماركي للناشئين بعد تألقه في الدرجة الثانية وهناك شاهده كشافي ريد بول لايبزج ليتم التواصل معه من أجل ضمه للفريق

    قالوا لي لماذا ستنتقل إلى الدرجة الثالثة الألمانية بالتأكيد هذا تراجع وخطوة للخلف

    البعض يعتقد أننا الأفضل في العالم ولكن لنواجه الحقيقة حينها لم أكن مناسبا للعب في الدرجة الأولى في ألمانيا

    وصل بولسن إلى ألمانيا في نفس وقت حصول لايبزج على الموهبة جشوا كيميتش والذي أنتقل من صفوف شباب فريق شتوتجارت إلى لايبزج والثنائي أقاما في نفس البيت سويا لفترة طويلة نظرا لإبتعادهم لأول مرة في مسيرتهم عن الأهل، كيميتش كان له فضل كبير على بولسن وتألقه في ألمانيا

    لقد كنا نقيم بعيدا عن البيت لأول مرة في مسيرتنا

    كانت اللغة الألمانية عندي ضعيفة فطلبت منه أن يعلمني ثم طلبت منه أن يتحدث معي دائما باللغة الألمانية حتى أستطيع التعلم سريعا وقد كان

    تعلمنا الكثير من تواجدنا معا فبسببه أصبحت أكثر إحترافية

    كانت الأمور مختلفة لبولسن في ألمانيا عن الدنمارك خصوصا أن طريقة لعب لايبزج كانت تعتمد أكثر على أن يكون الفريق رد الفعل وليس الفعل نفسه والشاب الدنماركي كان يعاني على المستوى البدني بسبب كثرة الركض المطلوبة منه على أرضية الملعب

    في لينجبي كنا فريق يحب الإستحواذ ويركض قليلا ولكن عندما وصلت هنا وجد الكثير من الركض

    لم أتدرب سوى مرتين فقط قبل أن ألعب أول مباراة للفريق وظللت لمدة أسبوع كامل غير قادر على الحركة من التعب

    لكن سريعا تأقلم بولسن مع طريقة اللعب وأصبح المهاجم الأول للفريق في رحلته نحو الصعود إلى الأضواء فسجل عشرة أهداف في موسمه الأول ليساهم في صعود الفريق للدرجة الثانية وهناك أستمر النادي لموسمين سجل في الأول 12 هدفا ثم 7 أهداف في موسم الصعود للدرجة الأولى

    أراد بولسن أن يتم كتابه أسم والده يوراري على قميصه في لايبزج ولكن الإدارة أخبرته بأنها قد أعتمد بالفعل أسم بولسن وهو الخطأ الذي تم تدراكه مع المنتخب الدنماركي بعد إنضمامه إليه مستقبلا

    بولسن ولد لأب من أصول تنزانيه يعمل في الإستيراد والتصدير وهو يوراري والذي تعرف على والدته الدنماركية من خلال سفره الدائم من تنزانيا والدنمارك ليقررا الزواج قبل إنجاب يوسف والذي أحب كرة القدم بسبب والده رغم أنه لم يكن يوما ما لاعبا محترفا

    هاجم السرطان والده وأنتصر عليه في النهاية ويوسف لم يكمل بعد عامه السادس في الحياة ليقرر كأحد أهدافه أن يكرم أسم والده دائما بحمله على ظهر قميصه وهو ما يحدث بالفعل مع المنتخب الدنماركي

    وصل لايبزج إلى الدرجة الأولى وبولسن واحد من نجوم الفريق وهدافيه قبل أن تعلن إدارة النادي عن تعاقد كبير لها بجلب مهاجم شتوتجارت الشاب تيمو فيرنر لينضم إلى هجوم الفريق ويشكل ثنائية مع المهاجم الدنماركي الشاب

    خلال تلك الفترة في 2016 رفض بولسن إستدعاء المنتخب الدنماركي للعب في الأولمبياد من أجل تثبيت مكانه مع الفريق الألماني بشكل أكبر خوفا من خسارته للاعب الألماني القادم حديثا ولكن المدرب رالف هازنهوتيل قرر الإستفادة القصوى من الثنائي الشاب المتواجد عنده

    كان بولسن يتمتع بقوة بدنية وقدرات دفاعية مميزة نظرا لأنه بدأ مسيرته الكروية كمدافع في أكاديمية ناشئي نادي سكولد قبل أن يتم الإعتماد عليه كمهاجم لرحيل كينيث زوهوري مهاجم الفريق للعب في كوبنهاجن

    أستخدم هازنهوتل قدرات مهاجمه الدفاعية في الضغط على مدافعي الخصوم من ناحية ومن ناحية أخرى محطة للحصول على الكرات الطويلة كلها بقوته البدنية وذلك لفتح طريق لزميله فيرنر الذي يتفرغ حينها للوقوف في الأماكن المناسبة من أجل هز الشباك

    تراجعت أرقام المهاجم التهديفية ففي أول موسم في الدرجة الأولى سجل 5 أهداف وصنع أربعة أهداف ثم سجل 4 أهداف وصنع 3 أهداف أخرى في الموسم الماضي وذلك قبل أن يرحل هازنهوتيل ويأتي رالف راجناك مرة أخرى لقيادة الفريق هذا الموسم والذي أنفجر فيه اللاعب الدنماركي تهديفيا بتسجيله ل15 هدفا

    ماذا فعلت لكي أسجل أهداف أكثر؟ لقد أصبحت أقف في المكان الصحيح

    لمدة 7 أشهر عملت مع أطباء نفسيين من أجل مساعدتي وقد وجهوني في بعض النقاط المهمة التي ساهمت في تطوري

    يعتبر هذا الموسم هو الأفضل تهديفيا في مسيرة اللاعب حيث وصل إجمالي أهدافه إلى 19 هدفا ورغم ذلك لم يتأثر معدله في صناعة الاهداف لزملائه فأهدافهم 7 أهداف مقارنة بتسعة في الموسم الماضي في كافة البطولات التي شارك فيها الفريق الألماني سواء الدوري أو الكأس أو في البطولات الأوروبية

    راجنيك المدير الفني الذي قاد لايبزج الموسم الماضي وسيعود للعمل كمدير رياضي للفريق الموسم المقبل قال عن بولسن

    دائما كان لدي تطلعات كبيرة لبولسن منذ وصوله إلى هنا لم يتوقف يوما عن التحسن وتطوير ذاته

    من الممتع العمل معه وأنا سعيد برؤيته يصل إلى المستوى الذي هو عليه الآن

    أصبح عمر بولسن 24 عاما حاليا وحقق حلمه بالفعل في اللعب في بطولة دوري أبطال أوروبا رفقة ريد بول لايبزج بعد أن كان يوما ما محط هجوم من الصحافة الدنماركية لقراره بالإنضمام إليهم في الدرجة الثالثة معتبره أنه سيعجل بقتل حلم الشاب المقاتل

     ليس فقط هذا فبولسن هو أكثر لاعب ظهورا بقميص الفريق في 156 مباراة إضافة إلى كونه ثالث هدافي الفريق التاريخيين حتى الآن

    أنفجر بولسن هذا الموسم والقادم يبدو أفضل مع وصول المدرب جوليان ناجلسمان لقيادة الفريق بداية من الموسم المقبل وهو المدرب المعروف عنه حبه للمهاجمين ومعه دائما ما يتفوقوا على أنفسهم تهديفيا