ودع نادي هوفينهايم الألماني مدربه الشاب جوليان ناجلسمان الذي سيتولي تدريب فريق ريد بول لايبزج بداية من الموسم الجديد وذلك بعد أكثر من سبعة سنوات قضاها المدير الفني الألماني داخل جدران الفريق منذ إنضمامه في 2012 ليعمل كمساعد للمدرب ومسئولا عن فريق الشباب بالنادي
لكن الوداع لم يكن سعيدا حيث فشل ناجلسمان في تكرار إنجاز الموسم الماضي والوصول بهوفينهايم إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، الخسارة برباعية أمام ماينز في الجولة الأخيرة أبعدت هوفينهايم ليس فقط عن دوري الأبطال وإنما أيضا بطولة الدوري الأوروبي حيث تراجع الفريق إلى المركز التاسع بعد أن كان الأقرب لحجز مكان أوروبي حتى الدقائق الأخيرة من مباراته أمام ماينز
وداعية سيئة للمدرب الألماني الذي لم يبخل يوما على فريقه بالمجهود حتى مع إعلانه الرحيل رسميا عن الفريق وتوجهه لقيادة ريد بول لايبزج بداية من الموسم المقبل حيث سيبدأ رحلة جديدة في مسيرته التدريبية التي تبدو قصيرة لصاحب ال31 عاما
كانت كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لناجلسمان الذي بدأ مسيرته كمدافع في نادي أوجسبورج قبل الإنتقال إلى ميونخ 1860 لكن بوصوله لسن العشرين هاجمته الإصابات المتتالية في ركبته ليقرر الإستغناء عن حلمه في ممارسة اللعبة والإعتزال مبكرا
Serge Gnabry on #Nagelsmann: “He is never satisfied, always tries to push his players in a positive way. He's a fanatic that affects his players. He has helped me a lot with this way in this one year.” [Spox]
— German Football Daily (@GERFootDaily) May 16, 2019
درس لعامين الإقتصاد ولكنه لم يجد نفسه بعيدا عن كرة القدم ليقرر تحويل مساره الدراسي والحصول على الماجيستير في العلوم الرياضية ليبدأ في شق طريقه في كرة القدم مرة أخرى ولكن في السلك التدريبي والإداري
أتجه إلى أوجسبورج من أجل العمل هناك ليجد نفسه مسئولا عن دراسة الخصوم ورفع تقارير إلى المدير الفني لفريق الرديف حينها توماس توخيل
لقد تعلمت كثيرا من توخيل، هناك في أوجسبورج كانت خطوتي الأولى في عالم التدريب
ظل لستة أشهر فقط كشافا قبل أن يرحل ليعمل في نادي سابق لعب له أيضا وهو ميونخ 1860 حيث تم تعينه مساعدا لألكسندر شميدت المدير الفني لفريق الشباب تحت 17 بالفريق وأستمر لموسم أخر رفقة إيفيكا إيرسج قبل أن يرحل في 2010 للعمل كمساعد أيضا للمدير الفني لنفس الفئة السنية ولكن في هوفينهايم
عام واحد فقط ووجد ناجلسمان نفسه مديرا فنيا للفريق قبل أن يتم تصعيده لتدريب فريق الشباب تحت 19 عاما بجانب فترة عمل بها كمساعد للمدير الفني للفريق الأول لهوفينهايم مارك جيسدول، خلال تواجده مديرا فنيا لفريق الشباب قاد النادي لكتابة التاريخ والحصول على لقب الدوري
خلال تلك الفترة حصل على لقب “مورينيو الصغير” من حارس هوفينهايم والمنتخب الألماني السابق والمصارع الحالي تيم فيسه وذلك بسبب حماسته وأفكاره التي ظهرت أثناء تواجده كمساعد للمدير الفني للفريق الأول حينها
بسبب تلك النجاحات أعلن هوفينهايم أن ناجلسمان الذي لم يكد يكمل الثامنة والعشرين من عمره حينها سيكون مديرا فنيا للفريق بداية من صيف 2016 ولكن إستقالة غير متوقعة من المدرب هوب ستيفنز لأسباب صحية في فبراير من ذاك العام جعل الفريق في موقف صعب لتواجده في مراكز الهبوط
Bayern could imagine paying €30m for Timo Werner. Leipzig want double that. Werner meanwhile doesn't want to join any club other than Bayern. RBL are hoping that Nagelsmann's arrival could convince Werner to extend his contract, possibly with a release clause for Bayern [@SZ] pic.twitter.com/FlLgSbaQbF
— Bayern & Germany (@iMiaSanMia) May 10, 2019
عجل ذلك بتعين ناجلسمان كمدير فني للفريق ليصبح الأصغر في تاريخ الدوري الألماني كله ومع تبقي 14 مباراة نجح الشاب الألماني في قيادة فريقه نحو النجاة من الهبوط بفارق نقطة واحدة بعد أن نجح هوفينهايم في تحقيق 7 إنتصارات أمنت له البقاء في النهاية وسط الكبار لعام أخر
أنطلق هوفينهايم رفقة ناجلسمان في الموسم التالي ولم يتأثر الفريق بالبداية الغير مثالية بتحقيقه لأربعة تعادلات في الجولات الأربعة الأولى حيث قفز بعدها هوفينهايم محققا المفاجئة تلو الأخرى حتى أنهى البطولة في المركز الرابع، الأعلى في تاريخه حتى اللحظة ويسجل ناجلسمان تاريخا جديدا بقيادته للفريق لدوري أبطال أوروبا لأول مرة
واصل ناجلسمان العمل، في دوري الأبطال بدأ في الدور التمهيدي حيث واجه ليفربول ليتم إقصائه كنتيجة طبيعية ومتوقعه ويذهب للعب في بطولة يوروبا ليج حيث تذيل مجموعته فلم يحقق سوى فوز وحيد فقط على حساب باكشهير التركي مقابل ثلاثة هزائم وتعادلين، محليا واصل الفريق تألقه وأنهى الموسم في المركز الثالث ليتأهل هذه المرة مباشرة إلى دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا
لم يتحسن الفريق أوروبيا، الخبرة لعبت دورها بالتأكيد ولكن الفريق حقق بعض النتائج الإيجابية رغم عدم تحقيقه لأي إنتصار حيث تعادل مع مانشستر سيتي وليون بجانب التعادل مع شختار دونتسك الأوكراني ولكنه خسر المباريات الثلاثة الأخرى، محليا كانت المنافسة مشتعلة على المراكز الأوروبية حتى اللحظة الأخيرة
فشل هوفينهايم وناجلسمان في الفوز بمبارياتهم الأخيرة هذا الموسم والتي كانت ستضمن لهم اللعب في بطولة يوروبا ليج، نتائج المنافسين لم تلعب لصالحهم أيضا ففاز الجميع وسقط هوفينهايم ليفشل ناجلسمان لأول مرة في ثالث موسم كامل له رفقة الفريق في قيادته للعب في بطولة أوروبية
Cracking game of football down at the Opel Arena yesterday seeing Mainz spoil Nagelsmann's last game as Hoffenheim coach. pic.twitter.com/eDRTiQuP0I
— Daniel Williams (@danmule93) May 19, 2019
على ملعب بري زيرو الخاص بهوفينهايم تعرض الفريق لخسارة في الجولة الماضية أمام فيردر بريمن ليفشل لاعبي الفريق في تقديم هدية لمدربهم في مباراته التدريبية الأخيرة على هذا الملعب وفي الجولة الأخيرة نجح ماينز في العودة من تأخر مبكر بهدفين ليهزم ناجلسمان ولاعبيه برباعية ويضيع التأهل الأوروبي ومعه فرصة أخيرة لتوديع المدرب بالشكل اللائق
وداعية لا تليق بالإنجازات التي حققها ناجلسمان رفقة الفريق ولكن الجماهير والنادي لن ينسى له أبدا أنه بسبب ناجلسمان تحول هوفينهايم من فريق صاعد إلى منافس قوي وحقيقي على المراكز الأوروبية في ألمانيا وخصما لا يستهان به وبسبب ناجلسمان ظهر فريق المدينة الألمانية الصغيرة لأول مرة على الساحة الأوروبية