إيفان جازيدس .. فاز بالمعارك ولم يفز بالحرب

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بدأ إيفان جازيدس عمله مع نادي ميلان كرئيس تنفيذي للنادي بعد أ انهى إرتباطه بنادي أرسنال بنهاية شهر أكتوبر قبل أن يعلن النادي الإيطالي رسميا عن تعين صاحب ال53 عاما ليدير المشروع الخاص بشركة إيليوت الأمريكية

    لا يحصل جازيدس على شهرته من الفترة التي قضاها في أرسنال والتي أمتدت لقرابة العشرة أعوام وإنما في أمريكا يعرفه متابعو كرة القدم لأنه ظل لأكثر من 14 عاما عضوا فعالا في إدارة رابطة الدوري الامريكي للمحترفين بشكله الحالي والتي كان أحد مؤسسيها بشكلها الحالي

    نجاحات جازيدس أهلته ليتم الإستعانة بخبراته لتطوير الدوري المكسيكي لكرة القدم وبطولة الكأس الذهبية وذلك قبل أن تصل شهته إى أوروبا ويعلن نادي أرسنال عن تعينه مديرا تنفيذيا للفريق خلفا لأحد الملاك السابقين وهو دافيد دين

    وصل جازيدس أرسنال في ظروف صعبة فدافيد دين كان من تلك الشخصيات التي تحب التدخل في كل شيء إقتصاديا وكرويا فهو من يتفاوض على عقود الرعاية وهو من يتدخل في الحديث مع وكلاء اللاعبين واللاعبين أنفسهم  بجانب إدارة علاقات الفريق الخارجية والمشكلة الأكبر التي كانت أمام جازيدس هي محاولة تجاوز الأثار الإقتصادية الصعبة التي دخل فيها الفريق بسبب بناءه لملعبه الجديد

    فاز بالمعارك ولكنه لم يفز بالحرب

    كانت هذه جملة في تقرير مطول على موقع شركة فوربس عن مسيرة الإداري الجنوب أفريقي ذو الأصول اليونانية مع نادي أرسنال، خلال عشرة أعوام أكتفى الفريق بتحقيق كأس الإتحاد الإنجليزي في ثلاثة مناسبات وبقية الإنجازات توقفت عند الوصول لدوري أبطال أوروبا

    بوصول جازيدس ورحيل دين بدأ أرسنال في التراجع ولكنه لم ينهار، تغلب على مشاكله الإقتصادية بعد بناء الملعب وبدأ في جني الثمار ولكن متأخرا، البعض في إنجلترا يتهمه بأنه لم يحاول جاهدا لإقناع ملاك أرسنال بالإستثمار بشكل أكبر في الفريق خصوصا أن الفترة السابقة شهدت زيادة في أعداد المستثمرين في الدوري وعلى رأسهم الشيخ منصور بن زايد مالك مانشستر سيتي ومن قبله رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي

    مانشستر سيتي بالمناسبة هو الفريق المفضل لجازيدس منذ صغره حيث نشأ هناك في مدينة مانشستر وقام بتشجيع الفريق في صغره وذلك بعد أن هرب رفقة والديه من الجحيم السياسي الذي كانت تعيشه جنوب أفريقيا في القرن الماضي أدت إلى دخول والد إيفان السجن وحرم من رؤيته عند مولده قبل خروجه وإنتقاله للعيش في أنجلترا

    منذ صغره كان جازيدس معروف عنه تفوقه في العديد من النشاطات فكان طالبا متفوقا دراسيا ورياضيا في لعبة كرة القدم وعضوا دائما في فرقة العزف الخاصة بالمدارس التي درس بها

    أنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة المحاماة قبل أن يبدأ عمله في كرة القدم مع رابطة الدوري الأمريكي لكرة القدم بداية من 1994 وبقية مسيرته تم ذكرها

    التحديات التي واجهها جازيدس في أرسنال نجح في التغلب عليها وإن كانت النتيجة النهائية غير مرضية للجماهير ولكن التحدي الأكبر له كان برحيل أرسين فينجر المدير الفني للمدفعجية في ال20 عاما الأخيرة

    من البديل؟ ربما هو التحدي الأصعب خصوصا أن أحد منافسيه مانشستر يونايتد مر بفترة من الإنهيار مازالت مستمرة بعد رحيل مدربه التاريخي أليكس فيرجسون وتعاقب الأسماء التدريبية على المقعد الفني للفريق دون جدوى

    كانت هذه المهمة الأخطر لجازيدس والتي أنتهت بالإستقرار على أسم الإسباني أوناي إيمري لقيادة الفريق، أختيار لم يعجب الجماهير حينها ورغم أنه كان الأخير لجازيدس قبل رحيله عن أرسنال إلا أنه كان يعلم يقينا بأنه هو فقط من سيتحمل نتائج هذا الأختيار

    لقد قضينا يوما كاملا نتناقش حول المرشحين لخلافة فينجر من بين ثلاثة أسماء أستقرينا عليها

    لقد طلبت من مساعدي أن يكتبوا ورقة عليها ترشيحاتهم الأول والثاني والثالث

    أوناي إيمري كان على رأس القائمة في الأوراق الثلاثة فتم الإختيار

    من مساعدي جازيدس؟ راؤول سانليهي وسفين ميسلنتات الثنائي الذي ظهر في الصورة الأخيرة التي ودع بها الموقع الرسمي لأرسنال مديره الرياضي السابق

    يعمل راؤول مديرا لكرة القدم في النادي وميلينتات مسئول عن التعاقدات بالفريق والثنائي يعمل تحت المدير التنفيذي الذي كان جازيدس والأن أصبح فيناي فينكاتيشام خليفته في هذا المنصب، هل شعرت بفرق؟ لا فهناك مهمة واضحة لكل شخص لا تختلف بتغيره ورحيله

    على عكس دين لم يكن جازيدس يرغب في أن تكون إدارة كل شيء حكرا على أحد الأشخاص حتى لا تسقط بفقدانه فحول نموذج إدارة أرسنال من فردي إلى جماعي أو كما يطلق عليه في عالم المال والأعمال “ذو الرؤوس المتعددة” فلكل مهمة هناك شخص مسئول عن إدارتها سواء كانت كروية أم إقتصادية وذلك لتسهيل العمل على الجميع وزيادة الموارد والنتائج الإيجابية وهو ما حدث بالفعل

    ساهم ذلك في عدم تعرض أرسنال للصدمة التي تعرض لها جاره مانشستر يونايتدد بخروج فيرجسون والذي كان يدير كل شيء له علاقة بكرة القدم في النادي تاركا الأمور الإقتصادية الأخرى للمدراء التنفيذين، جازيدس أنقذ أرسنال من تلك الصدمة بسبب طريقة إدارته المتميزة

    أنهى جازيدس مشروعه مع أرسنال والذي بدأ بمهمة إنقاذ الفريق من المشاكل المادية التي قد يتسبب فيها ملعب الفريق وأنتهت بمهمة إنقاذ الفريق من فترة ما بعد فينجر ليجد نفسه أمام عرضا من ميلان الإيطالي للإنضمام إليه وإدارة المشروع الجديد للفريق

    تطوير وليس ثورة هذا ما أحتاجه أرسنال ويحتاجه ميلان في الفترة المقبلة وذلك لإعادة الفريق إلى المقدمة مرة أخرى بعد فترة من التخبط الإداري والتغيرات الجذرية التي أثرت على مسيرة النادي الإيطالي المتراجع منذ ستة سنوات

    شركة إيليوت لديها كل الثقة في المدير التنفيذي الجنوب أفريقي والذي تفوق على نفسه في كل التحديات التي واجهها إداريا وإقتصاديا طوال مسيرته، جازيدس أنتقل إلى إيطاليا والتحدي الأكبر له هو إعادة ميلان إقتصاديا قبل كرويا إلى مكانته كواحد من رواد كرة القدم الأوروبية

    لتحقيق ما نريده من هذا النادي العظيم يجب علينا العمل بكل جدية منذ هذه اللحظة والتعاون مع بعضنا البعض داخل وخارج الملعب

    أنا متحمس لهذا المشروع والرحلة الصعبة التي تنتظرني ولكني واثق بقدراتنا على إعادة ميلان إلى المقدمة حيث ينتمي