لماذا تعتبر حقبة السبعينينات والثمانينات وبداية التسعينات الحقبة الذهبية في الفورمولا 1 ؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “بداية التسعينيات” هكذا كان جواب سيباستيان فيتيل عندما سئل عن الحقبة المفضلة لديه في مقابلة قديمة . فيتيل ليس وحيدا بل يشاطره الرأي العديد من السائقين والمتابعين المخضرمين و كيف لا. سينا وبروست ولاودا وغيرهم الكثير تواجدوا على الحلبات في تلك الحقبة التي انتجت لنا أيضا سيارات أسطورية. ولكن بغض النظر عن الرومانسيات والحنين فبنظرة موضوعية سنجد العديد من الأسباب الأخرى التي أدت إلى تخليد هذه الفترة في ذاكرة الرياضة:

    1 * الانتشار العالمي: على الرغم من أن البث المباشر لسباقات الفورمولا واحد بدأ مع انتشار تقنية البث المباشر في منتصف الستينينات فإن الفورمولا واحد بدأت بالفعل بالتحول إلى رياضة عالمية في بداية الثمانينيات وهنا لابد بالاشارة إلى الدور المركزي الذي لعبه سوبريمو الفورمولا واحد بيرني اكلستون من تحويل الفورمولا واحد من رياضة للشغوفين إلى عرض رياضي دخل جميع البيوت. فمنذ تلك الفترة, بدأت وتعاظمت عقود البيع التلفزيوني لحقوق البث و أصبحت الفورمولا واحد صناعة تدر الملايين مما جذب الرعاة وأصحاب الأموال إلى الاستثمار ومن يقول استثمار يقول عائد مادي وهذا العائد المادي كان (ومازال)هدفه جعل اللعبة شعبية أكثر لكي يضمن المستثمرون شراء الحقوق من قبل قنوات البث للتسويق عن منتجاتهم فبالتالي ولأول مرة في التاريخ أصبحت الرياضة عالمية بشكل غير مسبوق و بدأ العديد من الناس حول العالم بالاهتمام بالتسابق مما يمكن أن يفسر طوق الكثيرين إلى هذه الفترة.

    2 * الأبطال على خط الانطلاق: إذا ما بدأنا بتعداد السائقين وأبطال العالم في هذه الحقبة فإننا سنجد أنفسنا محتارين لاختيار الأفضل: ايرتون سينا, الان بروست, نيكي لاودا, نايجل مانسيل, نيلسون بيكيه, مايكل شوماخر والعديد من الأبطال الآخرين.

    3 * السيارات الرائعة: تواجد هذا الكم الهائل من الأبطال المميزين يمكن أن يعتبر ضربا من الحظ ولكن يجب علينا أن لا ننسى بأن القوانين المتساهلة و تقارب ميزانيات الفرق في تلك الحقبة لعبت دورا كبيرا في تبادل مراكز القوى بين الفرق المتعددة على مر السنين. وأيضا لأن السلامة لم تكن على قمة أولويات الاتحاد الدولي فتم إنتاج سيارات أقل ما يقال عنها بأنها وحوش تدب على الأرض من خلال سرعتها وخطورتها ولعل سيارة مكلارين ام بي 4 4(MP4-4) التي سيطرت على بطولة عام 1988 خير مثال على ذلك  بمحركها الv12  المزود بالتوربو وأيضا بحكم أن تلك الفترة لم يكن هناك رؤوس أموال هائلة فإن الفرق المختلفة كان بوسعها أن توفر التمويل اللازم لتنافس الآخرين.

    4 * التقارب في الأداء: مثلما رأينا سابقا فإن القوانين المتساهلة والتوافر المنطقي للأموال جعل الفرق متقاربة من بعضها فلم يستطع أي سائق فرد صدارته منفردا عن الآخرين. فإذا قارننا الخمسة عشرة سنة منذ عام 1980 حتى 1995 نجد بإن البطولة ربحت من قبل 8 سائقين مختلفين أما تحقيق اللقب لعامين متتالين فاستطاع ثلاث سائقين القيام بذلك في 15 سنة (بروست 1985-1986 سينا 1990-1991 وشوماخر 1994-1995) وإذا قارنا مع أعوام 2000-2015 فنجد بأن البطولة ربحت من قبل 6 أشخاص مع فترات سيطرة كبيرة جدا: شوماخر خمس ألقاب متتالية 2000-2004, فيتيل أربعة ألقاب: 2010-2013 وسيطرة مرسيدس مع لويس هاملتون الحالية التي يمكن أن تمتد إلى ثلاثة ألقاب متتالية.

    5 * الخطر: آخيرا لا بد لنا من أن نشير إلى العامل الذي ربما يكون الأكثر لجذب المحبين وهو الخطر الشديد الذي تميزت به تلك الحقبة. ففي قصة حادث نيكي لاودا المروع في حلبة نوربورغرينغ عام 1976 ونهوضه من تحت الرماد ليعود للتسابق بعد عدة أشهر وليخسر بطولة العالم في السباق الأخير لصالح غريمه جيمس هانت عظمة ورومانسية كبيرة أدت إلى تحول هذه القصة إلى الفيلم الهوليوودي راش (Rush) وأيضا وفاة الأسطورة ايرتون سينا على الرغم من مرارتها عززت هذه الصورة الخالدة لتلك الحقبة. ففي نفس الانسان توق واحترام شديد للأشخاص الذين يعرضون حياتهم للخطر ويبذلون الغالي والرخيص لنيل المجد. مثلما التضحية حيث يضحي الشخص بنفسه أو يقبل بأن يعرض حياته للخطر لكي يكون الأسرع والأفضل والأقوى. لحسن الحظ, تطورت السلامة بشكل غير مسبوق في وقتنا الحالي ولكن مازالت شجاعة سائقي الماضي تثير إعجاب الجميع.

    وفي النهاية يمكننا القول بأن الثمانينيات وماقبلها أو بعدها بقليل كانت ربما الحقبة الأمتع ولكن هذا لايعني أن لكل زمن رجاله ولكل حقبة ومنها الحالية رونقها ومتعتها الخاصة.