كتاب أنشيلوتي(17): أنشيلوتي أفضل من مورينيو وغوارديولا!

أسامة شاهين 17:35 13/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فسح أنشيلوتي المجال لزلاتان إبراهيموفيتش ليكتب ماذا يعني كارلو له ,المدرب واللاعب المؤسسين في باريس جمعتهم علاقة كبيرة خارج الملعب وصفها النجم المتعجرف بالصداقة ,إبراهيموفيتش و رغم لعبه تحت إشراف كبار المدربين (كابيلو و مورينيو و غوارديولا )إلا أنه وبحسب تعبيره فإن المستر كارلو هو الأفضل ,و لكن لماذا؟

    كارلو هو الأفضل:

    كتبت الكتاب الذي يضم مذكراتي (أنا زلاتان)قبل أن ألتقي بكارلو لذلك لم يتم ذكره في الكتاب ,ولكن لو أردت إعادة كتابته مرة أخرى لخصصت جزءً كاملاً لأشرح كيف أنه بعد اللعب تحت إشراف العديد من المدربين و العديد من الشخصيات فإنني وجدت أن كارلو أنشيلوتي هو المدرب الأفضل على الإطلاق.

    كان لقاؤنا سيحدث لو ذهبت للميلان في وقت سابق ولكنني ذهبت في ذلك الحين للإنتر ,أعتقد أنه سامحني على ذلك الآن!

    من اليوم الآول بعد اللقاء بكارلو ستعجب بهذا الرجل ,تحتاج للقليل من الذكاء لتعرف أن هذا الرجل هو أكثر من مدرب.

    1731077-36619766-2560-1440

    مشروع باريس:

    أتحدث الإيطالية و الإنكليزية لذلك كان بإمكاننا فهم بعضنا البعض بكل سهولة ,وبدأنا معاً ما يسمى بالمشروع الباريسي.

    في باريس كل شيء كان جديداً ليس كماهو الوضع الآن ,كنت قد قدمت من الميلان و هو من تشلسي ,أتينا من فريقين كبيرين لنبني معي فريقاً سيصبح كبيراً فيما بعد.

    كنا دائماً نسخر من الوضع في الفريق ,نقول لبعصنا البعض “با إلهي لماذا أتينا إلى هنا ” و” ما هذا المكان ” ,كان هناك كل يوم شيء جديد يفاجئنا و نقوم بإصلاحه.

    أخذنا أنا و كارلو المهمة على عاتقنا و خاطبنا بعضنا البعض بأننا سنجعل هذا الفريق فريقاً كبيراً.

    أعلم أن كارلو في النهاية كان حزيناً للمغادرة خصوصاً من صديقه ليوناردو ,من هو المدرب بحجم كارلو الذي سيأتي إلى فريق كهذا؟كان قد فاز بكل شيء تقريباً مع تشلسي و الميلان ولم يكن أبداً مضطراً للدخول في مخاطرة مثل هذه ,ولكنه أتى و بنى الفريق وكان قادراً على إقناع اللاعبين الكبار بالانضمام له.

    غضب كارلو:

    كارلو يغضب عندما لا يتم التعامل مع الأمور بالاحترافية المطلوبة ,أتذكر مرة كنا في إيفيان نلعب خارج ملعبنا و الجو كان بارداً جداً ,بالإضافة إلى أن أرضية الملعب كانت سيئة للغاية.

    لم نلعب بشكل جيد ,عندما دخلنا في استراحة بين الشوطين كنت أعلم أن كارلو غاضب بمجرد ان رأيت ذلك الحاجب المرفوع ,بدأ يتحدث إلينا و كان هناك صندوق يتواجد أمامه ,ذلك الصندوق ارتطم برأسي بعد عدة ثواني بعد أن ركله كارلو!

    قت لنفسي:”إنه بالفعل غاضب” ولكن كارلو يجيد التعامل ,لا يغضب أمام وسائل الإعلام ,في غرفة الملابس يعلم أن كل شيء سيبقى سراً ,هو رجل يولي للاحترام أهمية كبيرة.

    لم يحدث سابقاً أن ضرب أحدهم زلاتان ,ولكنه كارلو وكنت قد رأيت ذلك الحاجب المرتفع ,لم أفعل شيء سوى أن خفضت نظري و نظرت مطولاً إلى الأرض ,كان الأمر جدياً!

    Chelsea's José Mourinho rues defensive errors in defeat to Real Madrid - video

    الفرق بين كارلو و مورينيو:

    أقول أن كارلو هو الأفضل و أنا لعبت فقط مع الأفضل ,لنبدأ بهم واحداً واحداً:

    مورينيو يحب المناورة ,كل شيء معه كان له علاقة بالعقلية و دائماً ما يعلمك خدع جديدة في اللعبة , كيف تظهر أنك تعمل على شيء لتحقق شيء آخر تريده.كنت أحب هذه الخدع و كانت دائماً تأني بالنفع على الفريق ,أصبحت هداف الدوري تحت إشرافه و فزنا باللقب ,لطالما نفوز إذا فكل شيء جيد بالنسبة لي.

    الطريقة التي يحضر فيها مورينيو للمباريات كانت أيضاً جديدة بالنسبة لي ,كنت أشعر بالكثير من الأدرينالين عندما ألعب لحسابه.مهما فعلت فإنه يطلب منك أكثر ,هو يعطيك ويطلب أن تعطيه في المقابل.مورينيو يعلم كيفية التعامل مع لاعب كرة القدم بينما كارلو يجيد التعامل مع الشخص نفسه.

    الفرق بين كارلو وغوارديولا:

    بعد مورينيو ذهبت إلى غوارديولا ,الرجل صاحب العبقرية الكروية ,كان يملك الحلول لكل مباراة و لكل فريق لعبنا ضده.قد تكون فائزاً 2-0 في فترة بين الشوطين و لكنه سيقول لك: “لم ننتهي بعد ,أريد الثالث و الرابع و الخامس والسادس”

    كشخص كان شيئاً مختلفاً ولكن كمدرب كان رائعاً ,كتبت عن تلك المشاكل في كتابي ,كانت الأمور كالمدرسة و كان يجب أن نكون التلاميذ ,هذه الطريقة لا تناسبني أبداً.

    حتى بعد أن خسروا 7-0 في التشامبيونز ليغ لم يتغير شيء ,لأنهم كانوا يملكون نجاحاً رائعاً في السنوات العشر الأخيرة ,كانوا أقوياء ويملكون الثقة الكافية لاتباع النظام في كل وقت ,هذا كان يعمل بشكل جيد لهم و لكن ليس بالنسبة لي.

    البارسا كان دائماً يملك فريقاً رائعاً و على مستوى عال من الاحترافية ,الفريق مع غوارديولا بقي على حاله و اتبع نفس العقلية ,و لكن خارج هذه العقلية و النظام الكروي في الفريق فلا يمكنني الاتفاق أن غوارديولا بنفس جودة أنشيلوتي.

    بعد تجربتي مع غوارديولا بدأت التجربة مع كارلو ,كان رجلاً كاملاً على صعيد التدريب و على صعيد التعامل الشخصي.جرت العادة أن تحدث مدربك عندما تمتلك مشكلة في الملعب ,ولكن مع كارلو كنت أطلب نصيحته في كل شيء تقريباً و أعرف دائماً أن هناك شخص يمكنني الاعتماد عليه.هذا لم يكن فقط تعامله الخاص معي بل كان يفعل الشيء نفسه مع كل لاعبي الفريق.

    كارلو المدرب:

    يعتمد كارلو الأساليب القديمة الإيطالية في التدريب و يشرح التكتيك الخاص به قبل كل مباراة ,يقول مثلا:

    “اليوم سوف نركن الباص أمام المرمى و سيكون زلاتان أمام الباص ,الجميع يتوقع أن نلعب التيكي تاكا ولكننا لن نقوم بذلك ,نحن هنا اليوم من أجل الفوز” هو دائماً يفعل ما يلزم قبل كل مباراة.

    مورينيو كان يعمل بنفس الطريقة ,قبل كل مباراة سيزودك بالكثير من المعلومات عن الخصم و عن نقاط الضعف الموجودة ,إذا أراد قتل المباراة فسيقتل المباراة ,إذا أراد جوزيه مباراة مفتوحة عندها سيلعب مباراة مفتوحة.

    في إيطاليا فهم مورينيو أنه من الأفضل أن لا تتلقى هدفاً على أن تسجل هدفاً و استطاع الاندماج بسهولة مع تلك العقلية.

    في مدريد كان كارلو الخيار الأنسب ليأتي بعد مورينيو ,أنشيلوتي هو الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يحقق النجاح بعد مورينيو ,دائماً ستسعى إلى الهدوء بعد القتال.

    عندما انتقد رئيس النادي هناك بأن اللاعبين استغلوا طبيعة كارلو و بدأت الأمور تخرج عن السيطرة في مدريد لم أفهم ذلك النقد ,ربما رئيس النادي كان يشعر بالغيرة من كارلو لأنه لم يملك تلك العلاقة المقربة من اللاعبين.

    إبراهيموفيتش وإنشيلوتي

    إبراهيموفيتش وإنشيلوتي

    تعامل كارلو مع اللاعبين:

    كارلو أيضاً لم يكن خائفاً لينتقدني أمام اللاعبين الآخرين ,كان يريد أن يوصل للجميع أنه لا أحد فوق النقد و المساءلة ,عندما نستقبل هدفاً سيسأل كارلو ماذا حدث ليجيب أحد اللاعبين الكبار في الفريق و يقول “هذا خطئي” ,عندها سيتقبل جميع اللاعبين الصغار أن يعترفوا بأخطائهم ما دام الكبار يفعلون.

    قبل مقابلة ليون كان يعلم كارلو أنه يتوجب علينا الفوز لنحقق اللقب ,منذ الصباح الباكر كان حاجبه مرتفعاً دلالة على التوتر.رأيت ذلك و توجهت إليه و قلت له:”هل تؤمن بالآلهة؟”

    هز رأسه بالإيجاب لأتابع بعد ذلك “إذاً عليك أن تؤمن بزلاتان ”

    أجابني على الفور :”زلاتان أنت عبارة عن وغد ” ولكنه كان مخطئاً أعتقد لأننا انتصرنا و فزنا باللقب بعد ذلك.

    ذهبنا لنحتفل باللقب في المساء ,كنا حوالي سبعة أو ثمانية لاعبين و قرر أحدنا أن يتصل بكارلو ليدعوه للاحتفال معنا ,توقع البقية أن لا يجيب على هاتفه خصوصاً و أن الوقت كان متأخراً.

    خلال عشر دقائق كان كارلو يجلس و يحتفل معنا ,أعطني اسم مدرب غير كارلو يمتلك الثقة الكافية ليقوم بأمر مشابه؟

    كارلو صديقي:

    “من الآن فصاعداً لا تناديني بالمدرب أو مستر أنشيلوتي ,ناديني باسمي فقط لأنني اعتبرك صديقي ,استمع إلي ولا تغضبني و تناديني بغير كارلو ”

    لم تكن لي علاقة مع مدرب مثل علاقتي بكارلو ,نحن أصدقاء اليوم.ربما سأترك باريس بعد عدة أشهر و لن أتحدث مع الأغلبية ,بالطبع هناك ماكسويل فهو صديقي دائماً و سيكون هناك كارلو ,ما زلت أتحدث إليه إلى الآن ,كارلو صديقي.

    ترجمة :أسامة شاهين