ليفربول

سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

منذ الحرب العالمية الثانية، لم تشهد البشرية هذا التوقف للحياة خاصة في القارة الأوروبية، كما هو الحال في هذه الأيام، حيث حصد فيروس كورونا المستجد الآلاف من الأرواح خلال أيام قليلة.

ولم تسلم إنجلترا من هذا الوباء حيث أعلن آرسنال عن إصابة المدرب ميكل أرتيتا، وبعدها أكثر من لاعب آخرهم لاعب تشيلسي أودوي، والقائمة قد تطول، نظراً للاختلاط الكبير بين اللاعبين سواء في التدريب أو المباريات أو غرف خلع الملابس.

واضطرت أغلب الاتحادات الأوروبية لتأجيل الدوريات المحلية بسبب انتشار فيروس كورونا، ولكن الآن بات الحديث عن إلغاء تلك البطولات وعدم تحديد أي بطل لها، على اعتبار أن جميع الفرق لم تواجه بعضها البعض مرتين.

GettyImages-1211963243 (1)

وأكبر متضرر من هذا القرار، إن حدث، هو ليفربول، الذي بات على بُعد 6 نقاط من تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب دام لـ30 عاماً، ولكن المثير للاهتمام هو أن البعض اعتبر هذا الوباء بمثابة مؤامرة عالمية لمنع الريدز من تحقيق البريمرلييج.

والحقيقة أن الأوبئة التي ظهرت عالمياً كانت دائماً مرفوقة بشائعات ونظريات مؤامرة ذات انعكاسات خطيرة، وليس من الغريب أن تظهر مثل تلك الآراء في هذا الوقت، الذي يُعتبر عصر التكنولوجيا مواقع التواصل بامتياز.

وتروج نظريات أخرى حول فيروس كورونا تصف الأخير بأنه سلاح بيولوجي اصطناعي من إنتاج صيني، وهذا النوع من نظريات المؤامرة ينشأ غالباً في الفترات الأولى للأوبئة التي يبقى أصلها وانتشارها غير واضح.

ولا يوجد أي اتحاد كرة قدم يمتلك مادة في النظام عن كيفية التعامل مع تحديد بطل الدوري والمقاعد الأوروبية والهبوط والصعود في حال التوقف للقوة القاهرة (مثل كورونا حالياً)، ولذلك فإن الأخبار المنتشرة عن إمكانية إلغاء البريمرلييج، هي مجرد آراء لكاتبها، ولا يمكن لأي شخص التنبؤ بأي شيء، حتى مسؤولي الاتحادات.

وحتى إن تم إلغاء الدوري الإنجليزي وتم حرمان أحمر الميرسيسايد من اللقب، فإنه من غير المنطقي أن يُقال إن فيروس كورونا هو مؤامرة عالمية حتى لا يظفر ليفربول بلقب البريمرلييج، إذ لا يوجد أي دليل يدعم هذا الطرح بتاتاً.

ويمكن القول إن الثورة الرقمية زادت من تعقيد الوضع، لأن الشائعات والأخبار الكاذبة تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أسرع، وبالتالي يصبح تصديقها أمراً مطروحاً بقوة.