مانشستر يونايتد في الحضيض .. مدرب يكتفي بالضحك والإدارة في سبات

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أوليه جنار سولشاير يمين وإد وودوارد مدير مانشستر يونايتد التنفيذي يسار

    سبورت 360 – اقتحمت مجموعة من جماهير مانشستر يونايتد منزل إد وودوارد الرئيس التنفيذي للنادي، وقامت بإلقاء الألعاب النارية والقنابل الدخانية داخل منزله. وبحسب ما ذكرته صحيفة “ميرور” فإن أحداث الشغب استمرت لبعض الوقت، بسبب عدم رضا قطاع من جماهير النادي العريق عن ما يحدث داخل أورقة فريق الكرة طوال الفترات الماضية، سواء على مستوى الأداء أو النتائج أو تغيير الأجهزة الفنية، دون أي تطور داخل الملعب وخارجه.


    يمكن تلخيص حالة السوء التي تنتاب مانشستر يونايتد بما حدث في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، فاليونايتد فاوض النرويجي إيرلينج هالاند لفترة طويلة، ثم حسم بروسيا دورتموند الصفقة مقابل 20 مليون يورو فقط. كذلك فشل النادي في التوقيع مع البرتغالي برونو فرنانديز، ثم حسم الصفقة في اللحظات الأخيرة بعد خروج تسريبات تتحدث عن إمكانية انتقال اللاعب إلى برشلونة، مما يدل على حالة التخبط غير العادية التي يواجهها الشياطين الحمر إدارياً ورياضياً.

    ينتقد المحلل الإنجليزي جوناثان ويلسون عبر صحيفة “جارديان” في مقال قديم طريقة تفكير إدارة مانشستر يونايتد بالقول: “لا مكان للصبر في عالم كرة القدم الحديثة؛ حيث أصبحت المتطلبات مُفرطة للغاية، النتائج القريبة تسود الآن، مع عقلية اليوم، ربما كان سيُقال مدربين أمثال هربرت تشابمان في أرسنال، بيل شانكلي في ليفربول، دون ريفي في ليدز، براين كلاف في نوتنجهام فورست، والمثال الأوضح سيكون السير أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد، قبل تحقيق أي نجاح.

    ولكن، مع ذلك يظل هذا الأسلوب خطراً في التفكير: ليس لأن بعض المدربين الذين مُنحوا الوقت الكافي كانوا ناجحين، يعني أن كل المدربين سوف يصلوا إلى ذات النجاح، وبينما يتولى سولشاير موقع المسؤولية حتى الآن، فمن المعقول أن نسأل عن التقدم الذي حدث، وفترة الوقت التي حصل عليها، مقارنة بما حدث مع مورينيو على سبيل المثال”.

    كلام الكاتب الأجنبي واقعياً للغاية، لأن إدارة مانشستر يونايتد تفكر بطريقة قديمة جداً، سواء في الإبقاء على سولشاير لأنه نجم قديم بالفريق، أو حتى إعطاء مويس الفرصة بعد فيرجسون لمجرد نصيحة من المدرب السابق، وبالتأكيد حالة الشد والجذب الطويلة مع مورينيو، كل هذا من أجل إنتظار فيرجسون جديد، لكنه لم يأت، ولن يأتي طالما استمروا بهذه الطريقة.

    سولشاير-مانشستر-يونايتد

    هل يستحق سولشاير الرهان عليه في مانشستر يونايتد رغم سوء النتائج؟

    “ليس لأن شخص مؤهلاً فشل في شيء ما، فتبادر بإعطاء الفرصة لشخص يملك مؤهلات أقل”، كانت هذه هي الحجة التي تحدث بها محللو شبكة سكاي سبورتس لانتقاد العبارة التي يسوقها البعض بأن النادي حاول الاعتماد على مدربين ذوي خبرة وفشلوا، لذلك من الطبيعي استمرار الثقة في سولشاير.

    والفكرة الأخرى التي تطرح دائماً للدفاع عن سولشاير هو أن هذا العمل سيستغرق وقتاً طويلاً. وهو ما طرحه سولشاير نفسه، خاصةً بعد البداية والهزائم المخيبة للآمال.

    يقول النرويجي بعد كل خسارة «لقد اتفقنا معاً وتناقشنا حول الاتجاه الذي نسير فيه، فإذا كنت تسير في الأيام المشمسة فقط، فلن تصل إلى وجهتك. وسوف يستغرق الأمر فترة طويلة، لأنها رحلة بدأناها بالفعل، ونحن على وشك إرجاع ثقافة النادي. لا أستطيع أن أقدم لكم أي إطار زمني، لكننا سوف نصل إلى هناك».

    هذا التصريح أقرب إلى الحق الذي يراد به باطل، بمعنى أن أي تجربة تحتاج للوقت والصبر، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون هناك دلائل أو مؤشرات أو حتى بعض العوامل التي تشير إلى إمكانية توقع شيء كبير بعد شهور أو حتى سنوات.

    تكتيكيا، يعاني اليونايتد بشدة بسبب قلة الدعم في الصيف وانخفاض مستوى النجوم، لكن أيضاً نتيجة الفقر الواضح في أفكار النرويجي سولشاير، وقلة الحلول الخططية خارج الخط، لينعكس ذلك على قلة الفرص وندرتها داخل الملعب، ومدى سهولة توقع طريقة هجوم الفريق، بانتظار قطع الكرة في نصف ملعبهم، ثم لعب الكرة الطولية تجاه أصحاب السرعات في القنوات الشاغرة خلف دفاعات وأظهرة منافسهم.

    GettyImages-1196073144 (1)

    سولشاير من نوعية المدربين الذين يضعون السيستم/ النظام العام والشكل الرئيسي للفريق، مع الخطة الأساسية، ويسمح للاعبين بالتألق والإبداع داخله دون مشاكل.

    النرويجي وضع سيستم عام، فكرة لعبه قائمة باختصار شديد على كيفية تحريك الوينجات هجوميا أثناء التحولات، مع بلاي ميكر بقيمة بوجبا متحرر بشكل كلي. ضع له الكرة وهو يقوم بتشغيل الفريق في العمق وعلى الأطراف. لكن بمجرد مواجهة فريق قوي في شغل الفراغات بالكرة ومن دونها، يستحوذ بشكل إيجابي أو حتى حفظها من طرف المنافسين، فإنه يتعب أمثال فرق يونايتد سولشاير، لماذا؟

    لعدم وجود بنية خططية حقيقية أو “ستراكشر” للمدرب داخل الملعب وخلال التدريبات. كيف يتحرك اللاعبون، أين يتمركز خط الوسط، كم لاعب في وبين الخطوط؟

    إذا فشلت التحولات، كيف يمكن أن تبني هجمة منظمة من لعب مفتوح؟

    طرق المدرب لخلق الفراغ أمام انطلاقات الأظهرة وتحول الأجنحة للعمق؟

    لماذا يتم هدر طاقة بوجبا في أمور بعيدة تماما عن مرمى المنافسين؟

    مان سولشاير من أقل فرق الدوري الإنجليزي صناعة للفرص، لعدم وجود صانع لعب حقيقي في تشكيلة، وعدم الاستفادة من الأظهرة هجوميا بالشكل الكافي، بالإضافة إلى قلة عدد اللاعبين المتواجدين خلف خطوط ضغط المنافس هجوميا، مما يعني نسف قيمة رسم 4-2-3-1 الذي يجبر لاعبي الوسط على قطع أمتارا عديدة، دون وجود “بلاي ميكر” حقيقي في المركز 10.

    إضافة لاعب وسط ثالث والتحول إلى 4-3-3 قد يبدو حلا، استحداث منصب المدير الرياضي داخل الإدارة ومحاولة تأسيس مشروع حقيقي يلائم تطورات اللعبة بالوقت الحالي، وبالتأكيد البحث عن مدير فني أقوى تكتيكيا من سولشاير، وأكثر قدرة على تطوير اللاعبين فنيا، كلها عوامل مهمة لحل معضلة اليونايتد حاليا.

    اليونايتد بحاجة إلى أكثر من مجرد فكرة؛ فهم بحاجة إلى مدرب قادر على تنفيذها بالفعل. وحتى الآن لم يُظهر سولشاير قدرته على فعل ذلك، لذلك فإن استنساخ تجربة فيرجسون دون مراعاة تغير قواعد اللعبة وحجم المنافسة وقوة المنافسين، وحتى قلة خبرة أولي نفسه مقارنة بفيرجي خلال سنواته الأولى في إنجلترا، كل ذلك ينذر بكارثة حقيقية تنتظر النادي الأكثر نجاحاً في تاريخ إنجلترا.