وقعت الكارثة  في 6 فبراير 1958 حينما تحطمت طائرة الخطوط الجوية البريطانية الأوروبية الرحلة رقم609  خلال ثالث محاولاتها للإقلاع من مدرج مطار ميونخ ريم الواقع في مدينة ترودرينغ رايم التابعة لعاصمة بافاريا وكان على متنها فريق مانشستر يونايتد لكرة القدم الملقب ب”أولاد باسبي”  إلى جنب عدد من أنصارهم وعدد من الصحفيين.أغلق المطار في عام 1992 وبقي إسمه مرتبطاً بإحدى أسوأ الكوارث في عالم كرة القدم.

لقي 23 شخصاً من أصل44  كانوا على متن الطائرة حتفهم،كان مانشستر عائداً من بلغراد بعد الفوز على نادي النجم الأحمر الصربي.

العاصفة الثلجية وتحطم الطائرة:

توقفت الطائرة في ميونخ للتزود بالوقود ،ورفض قائدها جيمس ثاين المبيت في ألمانيا رغم فشل الإقلاع لمرتين بسبب عاصفة ثلجية قوية ضربت ألمانيا ومشاكل في المحرك الأيسر.

أصر ثاين على الإقلاع بالطائرة رغم تساقط الثلج وتشكل طبقة من الجليد على نهاية المدرج حيث إنزلقت الطائرة بقوة أثناء إقلاعها فإصطدمت بقوة بأحد أسوار المطار و تحطم جناحها الأيسر وإصطدمت قمرة القيادة بشجرة ،بينما ضرب الجانب الأيمن للطائرة كوخاً خشبياً كان بداخله شاحنة محملة بإطارات ووقود السيارات إنفجرت مباشرة. بدأ إخلاء الركاب فوراً بعد الإصطدام خوفاً من إنفجارها ،وساعد حارس مانشستر يونايتد هاري غريغ في إخراج الناجين.

التحقيق:

وجهت سلطات ألمانيا الغربية أصابع الإتهام إلى قائد الطائرة جيمس ثاين ،وذكرت تحقيقاتها أنه لم يتأكد من إزالة الجليد عن أجنحة وعجلات الطائرة في تناقض مع أقوال شهود العيان الذين أكدوا أنه قام بذلك. تبين فيما بعد أن الحادث ناجم عن تراكم الثلج على المدرج مما أبطأ سرعة الطائرة أثناء إقلاعها ،وأن إزالة الثلج عن الطائرة والمدرج كانت مسؤولية سلطات المطار التي أتهمت بالإهمال والتقصير.

طردت الخطوط الجوية البريطانية الأوروبية جيمس ثاين بعد الحادثة مباشرة ،وبرئ في عام 1968 بعدما أسقطت السلطات الألمانية جميع التهم الموجهة ضده ،لكنه لم يزاول مهنته مجدداًمنذ طرده وتوفي عام 1975.

ما بعد الكارثة:

توفي 7 من لاعبي مانشستر يونايتد فوراً.أصيب المدرب مات باسبي بجروح خطيرة وأدخل المستشفى وكاد الأطباء يعلنون وفاته مرتين لكنه نجى من الموت ،و تولى مساعده جيمي ميرفي الذي لم يسافر إلى بلغراد بسبب إشرافه على منتخب ويلز آنذاك قيادة الفريق.

9735915_orig

كانت المهمة صعبة على ميرفي بعد فقدان الكثير من اللاعبين في الحادث،وكان الفريق بحاجة ماسة لجلب لاعبين من أصحاب الخبرة بدلاً من الإعتماد على لاعبي فريق الشباب فتعاقد الفريق على جناح السرعة مع إيرني تايلور وستان كروتر من بلاكبول،وإستعار 3 لاعبين من فريق بيشوب أوكلاند للهواة وعرض ريال مدريد خدمات لاعبيه على اليونايتد.

حصلت تغييرات في الجهاز الفني والإداري في النادي أيضاً فبعد وفاة سكرتير الفريق والتر كريكمروالمدربين المساعدين توم كوري و بريت والي عين حارس مرمى اليونايتد المعتزل ليز أوليف سكرتيراً للفريق،وتولى الحارس جاك كرومبتون مهمة تدريب الحراس قادماً من فريق لوتون تاون بعد مفاوضات طويلة.

أطاحت الكارثة بآمال مانشستر يونايتد بالفوز ببطولة الدوري فقد فاز بمبارة واحدة فقط و أنهى الدوري في المركزالتاسع ،ومع ذلك لعب نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي وهزم 2-0 أمام بولتون،وهزم ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة 2-1 ليخسر مباراة الإياب ب 4 نظيفة ويخرج من البطولة.

طالب فريقا النجم الأحمر وريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا في 1958 الإتحاد الأوروبي بمنح لقب نسخة تلك البطولة لمانشستر يونايتد لكن الطلب قوبل بالرفض.

إستأنف باسبي مهامه التدريبية و أسس جيلاً آخر من “أولاد  باسبي “ضم جورج بيست و دينيس لو توج بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ الفريق عام 1968  بعد عقد من الكارثةعلى حساب بنفيكا البرتغالي وكان بوبي تشارلتون وبيل فولكس الناجيين الوحيدين الذين لعبا المباراة.