مانشستر يونايتد يملك خطة طموحة لجني ثروة مالية من بوجبا وإبراهيموفيتش

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا شك بأن صفقة انتقال بول بوجبا إلى مانشستر يونايتد سرقت الأضواء خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالي منذ يومه الأول، النجم الفرنسي أضحى أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم حيث أنفق اليونايتد من أجله 89 مليون جنيه استرليني.

    مانشستر يونايتد أعلن اتمام الصفقة بـ “هاشتاج” عودة بوجبا على حسابه الرسمي على تويتر ونشر صورة للاعب مرتدياً قميص الموسم الجديد المقدم من أديداس، لتحصل صورة أغلى  لاعب على أعلى معدل مشاركة في تاريخ حساب النادي على تويتر بمقدار 89.2 ألف مشاركة، كما حصدت الصورة على 637 ألف إعجاب على موقع التواصل الاجتماعي أنستجرام وهو رقم قياسي للنادي أيضاً.

    لا شك بأن هذه الأرقام أطربت مجلس إدارة مانشستر يونايتد بقيادة إدوارد وودوارد خصوصاً أنها أتت كنجاح آخر على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما حققه إعلان انضمام زلاتان إبراهيموفيتش إلى صفوف الفريق الأول مطلع يوليو (تموز) الماضي.

    كلا اللاعبين تم التعاقد معهما بمساعدة القوى العظمى التي ترعى النادي، شركة أديداس التي تقدم قمصان ومعدات فرق كرة القدم وشركة تشيفروليه التي تعد الراعي الرسمي للنادي ويظهر شعارها على قمصان الفريق، لذلك من المتوقع أن تعمل هذه الشركات أيضاً على استرداد الأموال الضخمة التي أنفقتها في عقود الرعاية.

    لكن السؤال الذي طرح في الأيام الأخيرة، هل يستطيع إبراهيموفيتش وبوجبا استعادة الأموال التي تم انفاقها عليهم؟ سايمون تشادويك بروفيسور التجارة والصناعة الرياضية في جماعة سالفورد يجيب على ذلك ويؤكد أن العوائد التي يجنيها اللاعب من شهرته تعود بالفائدة العامة على النادي والرعاة بشكل أكبر من اللاعب نفسه.

    البروفيسور قال لسبورت 360 “بشكل بسيط، مانشستر يونايتد سيضع بوجبا وإبراهيمويتش في قلب الأحداث والأنشطة التي تجري على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. النادي سيحاول خلق علامة تجارية خاصة بكلا اللاعبين والتي سيتم الترويج لها عبر حسابات النادي على مواقع التواصل الاجتماعي”.

    “العلامة التجارية سترتبط بالمعدات والألبسة التي تباع بإسم كل لاعب، كما من المتوقع أن يستخدم النادي كلا اللاعبين للترويج إلى المنتجات الأساسية. في الحقيقة الدراسة التي تقول بأن العلامة التجارية للاعب تعود بالنفع عليه غير دقيقة، حيث أن مانشستر يونايتد مثل باقي الأندية يسعون لإنشاء مجموعة من العلامات التجارية للاعب لكي تعود بالنفع على العلامة التجارية الأم عن طريق الفوز”.

    https://twitter.com/paulpogba/status/764446387991969792

    “لكن ما لست متأكد منه أن إبراهيموفيش سيتم استخدام علامته التجارية لجني الأرباح على المدى الطويل، حيث من المتوقع أن تكون الخطة بجني الأرباح على المدى القصير. أما بالنسبة لبوجبا فمن المتوقع أن ينجح النادي في استخدام علامته التجارية لجني الأموال عبر معظم المنتجات التي تحمل اسمه مثل الأحذية، القمصان، بالإضافة إلى حقوق بيع صورته”.

       “إذا استطاع مانشستر يونايتد تأمين العلامة التجارية المناسبة وضمان حقوق النادي، ومع بقاء بوجبا ناجح على الصعيد الفني، حينها سيتحول إلى بقرة حلوب تدر الأموال للنادي”.

    بدورها تعتقد شركة ديلويت بأن مانشستر يونايتد سينجح في إزاحة ريال مدريد عن عرش أغنى الأندية حول العالم فور إصدار الميزانية الجديدة للأندية في الأسابيع المقبلة بعد 11 عام من هيمنة النادي الملكي على القمة. الغريب أن ذلك يحدث رغم غياب النادي عن دوري الأبطال في موسمين من آخر 3 مواسم، مع غيابه عن منصات التتويج واكتفائه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم المنصرم!

    كما يوضح هيربرت هاينر المدير التنفيذي لشركة أديداس بأن القفزة الهائلة في مبيعات الشركة بنسبة 17% تنجم من تواصل الشركة بشكل ناجح مع الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعل الشركة تتخطى هدفها الربحي في عام 2016. من هنا نفهم كيف يجني اليونايتد الأموال هو الآخر بعد انفجار حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إثر اعلان انضمام بوجبا وإبراهيموفيتش إلى صفوفه.

    1

    معظم ما يتم نشره على حساب شركة أديداس تغريدات غير هامة منها رقصة بول بوجبا وتسريحة شعره بعد انضمامه إلى مانشستر يونايتد، بالإضافة إلى مجموعة من اللاعبين البارزين كون الشركة تعتبر الراعي الرئيسي لأبرز الأندية مثل ريال مدريد، مانشستر يونايتد، بايرن ميونخ، تشيلسي، ميلان، يوفنتوس.

    كما أنه منذ 27 يوليو تموز الماضي جمع 1.1 مليون إعادة تغريدة وإعجاب على حسابات مانشستر يونايتد وبول بوجبا وشركة أديداس على تويتر، هذه الأرقام توضح كيف ترغب الشركات في نشر العلامة التجارية عبر مواضيع محددة.

    نيجيل كوري مستشار التسويق والداعية يشرح ذلك بالقول “من الواضح أن الشركات الكبيرة تنتهج نهجاً جديداً. حيث لم تعد توزع جهودها على عدد كبير من الرياضيين والأندية إنما تنتقي صفقات قليلة يركزون عليها جهودهم لجني أرباح أكثر. على سبيل المثال شركة بوما، عقدت صفقة مع منتخب جمايكا الأوليمبي كل ذلك من أجل يوسين بولت حيث ركزت عليه في حملتها الإعلانية، لكن هذه الصفقة مكنتهم من التوسع بشكل كبير ثم جني الأرباح”.

    لكن الأموال التي يجنيها مانشستر يونايتد من بيع القمصان ليست هائلة مثلما يعتقد البعض، حيث ينص الاتفاق مع شركة أديداس على نيلهم 5% من كل منتج يباع، وبما أن سعر قميص النادي 68 جنيه استرليني فهذا يعني بأن اليونايتد بحاجة لبيع 26.2 مليون قميص لكي يوفر أجر اللاعب فقط وهو رقم غير واقعي.

    بينما ينص عقد بوجبا مع مانشستر يونايتد على توزيع حقوق بيع صورته بنسبة 80% للنادي و 20% للاعب، مما سيوفر 35 مليون يورو سنوياً للنادي حسب أقوال صحيفة ليكيب. بينما كشفت صحيفة صنداي تايمز بأن اليونايتد يتوقع زيادة بدخله العام المقبل بمقدار 40 مليون جنيه استرليني بعد إعلان التعاقد مع بوجبا.

    هنا يظهر أنه مرة أخرى يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لخلق ضجة كبيرة التي ستنتج المقدار المتوقع من الأموال التي تعود على النادي والشركات الراعية، حيث بلغ التفاعل على صفحات بول بوجبا وزلاتان إبراهيموفيتش في الأيام الماضية أكثر من 3.2 مليون تفاعل.

    نقطة أخرى يجب توضيحها، مانشستر يونايتد أعلن انضمام بوجبا إلى صفوفه في تمام الساعة 00:35 بتوقيت المملكة المتحدة، هذا التوقيت لم يتم اختياره بشكل عبثي بل تم انتقاؤه ليتوافق مع ساعات الصباح في شرق آسيا وساعات الذروة في أمريكا الشمالية مما يخلق تفاعل ضخم على مواقع التواصل الاجتماعي  في الأسواق المستهدفة.

    كما أن تركيز أديداس على الترويج لصفقة بوجبا بطريقة دعائية يعود إلى تنافسها الشديد مع شركة نايكي الأمريكية، أديداس يبدو أنها تبحث عن بديل للأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الذي بدأ يتقدم في السن وتريد مشروع جديد طويل الأمد يدر عليها الأرباح.

    البروفيسور تشادويك يوضح رأيه في المسألة قائلاً “هناك معركة شرسة وتقليدية بين أديداس ونايكي مؤخراً والتي تتفرع في ريال مدريد وبرشلونة، ميلان وإنتر ميلان، وأخيراً مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد. لذلك نفهم لماذا أصرت أديداس على قيام اليونايتد بصفقات رفيعة المستوى في الصيف الحالي. كما أن التخطيط بعيد المدى لشركة أديداس يذهب إلى أبعد من ذلك، إنهم يريدون خليفة للأرجنتيني ميسي. بعد 5 سنوات تتوقع الشركة أن يكون بوجبا في مكانة ميسي بالأنشطة التجارية والتسويقية”.

    وربما نتذكر هنا تصريح هاينر المدير التنفيذي لشركة أديداس حول أسلوب لعب لويس فان جال وتردي نتائج مانشستر يونايتد في يناير الماضي “ليس هذا ما نريد رؤيته حقاً” ، مما يوضح تدخل الشركة بشكل مباشر في اقالة المدرب الهولندي وتعيين جوزيه مورينيو كون الطموح يشمل على العودة إلى دوري أبطال أوروبا وليس المنافسة محلياً فقط بتحقيق لقب كأس الاتحاد.

    أديداس تؤمن بأن النجاح على أرض الملعب هو السبيل الأمثل للمساهمة في تعظيم الأرباح، لذلك يريدون المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا بتواجد بوجبا ومورينيو.