أصبح مانشستر يونايتد أفضل كثيراً في النصف الثاني من المسابقات، لأنه لم يعد الفريق الذي يلعب بنظام التحولات فقط، بل لديه أيضاً أسماء قادرة على ضرب الدفاع المتكتل مثل بوجبا في العمق ولوك شاو بالطرف، مع ثنائي هجومي متنوع، كجرينوود على الطرف وكافاني في مركز اللعب، ليؤكد سولشاير أنه قد يترك بصمته بنهاية الموسم الحالي.
كتبت صحيفة “أتليتك” الإنجليزية في وقت سابق عن قيمة برونو فرنانديز وما يقدمه البرتغالي لفريقه داخل الملعب. برونو لاعب متحرك باستمرار، لا يتوقف تقريبا عن الحركة، تجده في العمق والأطراف، يستلم ويمرر إلى زملائه، يسدد ويسجل أمام المرمى، ينطلق في الفراغات المتاحة خلف الدفاعات. هو لاعب مباشر جدا في تسجيله، لكنه أيضا صاحب لمسة مميزة على الكرة، ظهر ذلك بوضوح في تمريراته البينية والقطرية، سواء للأظهرة المتقدمة أو للمهاجمين مباشرة.
يشبه شبكة التغطية في ملعب الأولد ترافورد وخارجه، يحب أن يستلم ويستحوذ ويسدد، لكنه في نفس الوقت لا يهتم بالاستعراض، ويفضل اللعب مع زملائه، سواء في الوسط أو الهجوم. وفي نفس الوقت ظهر الفرنسي بول بوجبا بمستوى مميز خلال المباريات الأخيرة، سواء على مستوى صناعة الفرص أو تسجيل الأهداف الحاسمة.
مانشستر يونايتد – الدوري الإنجليزي
ما أضافه هذا الثنائي في وسط اليونايتد أعطى الثقة لبقية أفراد الفريق، لوك شاو على سبيل المثال يقدم موسماً جيداً حتى الآن. لا يكتفي بالمهام الدفاعية بل يتقدم باستمرار لأداء الشق الهجومي، سواء على الخط الجانبي من الملعب كجناح حر فيما يعرف تكتيكياً بالـ “الأوفرلاب” بالتبادل مع الجناح المتقدم، أو حتى من خلاله توغله من الطرف إلى العمق للتسديد والتسجيل، كما حدث في ديربي مدينة مانشستر ببطولة البريمرليج هذا الموسم.
رقمياً، في 25 مباراة هذا الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز، نجح شاو في تسجيل 5 أهداف بالإضافة إلى صناعة 7 أسيست بنفس الفترة، مع تميزه في لعب العرضيات والتمريرات البينية، بالإضافة إلى القيام بالدور الدفاعي في نصف ملعب فريقه من دون الكرة، ليقدم نفسه كأحد أفضل اللاعبين في البريمرليج هذا الموسم، وليس فقط مع اليونايتد.
مع لوك شاو، يتواجد ماجواير خلفه في التغطية على اليسار، وفي الجهة الأخرى من الدفاع يتمركز كل من لينديلوف وفان بيساكا، مما يجعل دفاع اليونايتد أفضل من المواسم السابقة، رغم استمرار تواجد بعض الأخطاء الفردية من حين لآخر على مستوى الخط الخلفي، لكن كل شيء بات أقوى خاصة مع اللعب بثنائية فريد ومكتوميناي في منطقة الارتكاز.
قوة وسط اليونايتد حاليا سواء في الافتكاك والتغطية القوية من مكتوميناي، السرعة والركض والاندفاع البدني من فريد، واللمسة الحاسمة في الربط بين الوسط والهجوم بين أقدام برونو وبوجبا. كل هذا أعطى الهجوم ميزة التنوع والأريحية بالثلث الهجومي الأخير.
أولي جونار سولشاير – مانشستر يونايتد – الدوري الإنجليزي
تحدث الجميع عن راشفورد كثيراً هذا الموسم، سواء مع نقاط قوته أو إهداره بعض الفرص السهلة، لكنه يمتاز رفقة زميله مارسيال بالقدرة على أداء التحولات والمرتدات في المباريات الكبيرة، بسبب سرعته وخفته وقدرته على القطع المفاجيء من الطرف إلى العمق مباشرة.
لكن في المباريات الأخرى التي يواجه فيها اليونايتد فرق تلعب بطريقة دفاعية، تقل أهمية التحولات بسبب عدم وجود مساحات من الأساس. هنا يظهر قيمة الثنائي جرينوود وإدينسون كافاني بالأخص، كما حدث ضد توتنهام مورينيو في قمة الأسبوع الماضي من البريمرليج، والتي فاز بها الشياطين الحمر بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.
شارك جرينوود في الشوط الثاني مكان راشفورد، ولعب في مركز الجناح الأيمن، ليبتعد بعض الشيء عن منطقة العمليات، لكنه في المقابل قدم مباراة كبيرة على مستوى العرضيات والتمريرات القطرية. كذلك كبر سن كافاني ولم يعد مثل السابق على مستوى الضغط والحركة، إلا أنه لا يزال مميزاً في ألعاب الهواء والقدرة على التسجيل أمام الدفاعات المتأخرة، ليسجل برأسه في شباك السبيرز ويؤكد أنه أفضل من يمثل الخطة البديلة رقم 2 لأي فريق كبير.
