بيب جوارديولا خلال مباراة مانشستر سيتي ضد ريال مدريد في البرنابيو

سبورت 360 – لم يصل بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا منذ سنة 2011، ليس هذا فقط لم يكن الرجل قد فاز بمباراة كبرى خارج دياره قبل مواجهة ريال مدريد الأخيرة منذ سنة 2011 أيضاً، فما الذي تغير وكيف أعاد جوارديولا تعريف نفسه في دوري الأبطال؟

إذا ما ابعتدنا عن استثنائية الفرنسي زيدان الذي فاز بدوري الابطال 3 مرات في 4 مناسبات درب خلالها في المسابقة، سنأخذ عينة من أكثر المدربين تدريباً في المسابقة لمناقشتها (فيرجسون، فينجر، مورينيو، أنشيلوتي، فان جال) أكثر من درب مواسم بين هؤلاء هو فينجر 20 موسمًا، وفيرغسون 19 موسمًا، ومورينيو 16، وأعلى نسبة انتصارات يملكها جوارديولا الذي درب 10 مواسم حتى الآن (61%) والأقرب إليه هو فان جال 60%، أما البقية فتترواح نسبتهم بين 55 و47%.

من بين كل هؤلاء المدربين وحده أنشيلوتي فاز بالبطولة ثلاث مرات، فينجر لم ينجح في تحقيق اللقب، فيرجسون حققه مرتين، ومورينيو مرتين، وكلوب وفان جال مرة واحدة. بالمقابل فإن جوارديولا ثاني أكثر من وصل إلى نصف النهائي (7) وثالث أكثر من وصل إلى ربع النهائي 9.

هذه المقدمة تهدف للقول أن جوارديولا ليس سيئاً بالقدر الذي يتم تصويره في دوري الأبطال، لكنه كان يخسر دائماً في أوقات مهمة لا يُمكن التغاضي عنها: ريال مدريد 2014، برشلونة 2015، موناكو 2017، ليفربول 2018، توتنهام 2019. كان العامل المشترك هو تلقي فرق جوارديولا لأهداف كثيرة وسهلة خاصة خارج ملعبه، فما الذي تغير ضد ريال مدريد؟

دي بروين يتوسط لوكا مودريتش وفينيسيوس جونيور

دي بروين يتوسط لوكا مودريتش وفينيسيوس جونيور

يقول جوناثان ويلسون في مقالة في الغارديان أن جوارديولا لجأ لكتابه المقدس بعد خسارته مع بايرن ضد فولفسبورغ في 2015 (4-1)، مباراة قد تبدو هامشية للبعض لكن جوارديولا كتب بعدها نقاط مهمة:
– اثنان مقابلة 4 في الهجوم
– لاعب إضافي في الوسط
– لاعب إضافي في الدفاع

في مباراة ريال مدريد قرر جوارديولا أن يلعب 4-4-2، وضع جيسوس كجناح يعود للدفاع وبقي جوندوجان ورودري في دوريّ الدفاع، فحصل على لاعب إضافي في الدفاع، أشرك بيرناردو سيلفا ودي بروين في دور رقم 9 وهمي فكان يحصل على 4 في الهجوم ولاعب إضافي في الوسط.

فكرة جهنمية على بساطتها، جعلت جوارديولا يتخلى عن الاستحواذ لشوط كامل، يتنازل عن الكرويفية لأجل البراغماتية، يوازن بين حاجة الفوز واللعب الجميل، لم يتنازل جوارديولا عن مبادئه، لكنه بدل في شكله، هزائمه المتتالية ألزمته على ذلك.

هل جوارديولا فاشل في الأبطال؟ يُمكن القول أنه ما زال يحاول أن يجد المشترك بينه وبين ظروف هذه المسابقة، ربما السنوات العشر القادمة تجيب على هذا السؤال.