غوارديولا نسي الهوية .. والسيتي اموال دون تخطيط

رامي أسد 19:05 11/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بيب جوارديولا

    خسر مانشستر سيتي امام مضيفه حامل اللقب ليستر سيتي باربعة اهداف مقابل هدفين بعد أداء يعد الأسوأ منذ انطلاق مسيرة غوارديولا التدريبية ، ليفتح الباب من جديد لنقد المدرب الإسباني بعد ما تغنى الجميع بالبداية القوية للفريق الثاني لمدينة مانشستر .

    نعم غوارديولا يخسر و ما الغريب في ذلك الجميع معرض للخسارة حتى وان كانت البداية توحي باكتساحه لفرق الدوري الإنكليزي ، و لكن كان علينا قبل أن نتفائل أن نتذكر بأنه يدرب السيتي و ليس برشلونة او بايرن ميونخ.

    لا اقصد هنا ان العملاقين الكتالوني و البافاري هما من اعطا قيمة او شهرة ل غوارديولا بل على العكس كلاهما أعطى للآخر بالشكل المطلوب .

    دعونا من الأحاديث عن الماضي و لنلقي نظرة سريعة للأسباب التي جعلت الفوز على غوارديولا سهلاً او ممكناً بعد ان كان امراً يحتاج لدراسة و تحضير كبير قبل مواجهة الفيلسوف الذي غير نظرة الكثيرين لمفهوم كرة القدم.

    سنبدأ بأول الأسباب و قد يخالفني البعض  و قد نتفق ، السيتي ليس برشلونة و بايرن ميونخ و الاهم من ذلك كله انه ليس بفريق كبير و يفتقد للكثير من المقومات التي تجعل منه كذلك طبعا بعيداً عن النجوم التي تلعب في صفوفه لأن النجوم وحدها لا تصنع فريقاً كبيراً . الفريق الانكليزي يفتقد للتاريخ و ذلك ليس بالعيب الكبير لأن البعض سيتكلم عن تجربة تشيلسي و التشبيه صحيح لكن الفرق واضح لعدة اسباب أولها حسن التخطيط لصناعة تاريخ مع قدرتك على انتداب أسماء كبيرة تخدم هذا الهدف  هذا الشيء يصنع الفارق حيث ان البلوز في البدايات اعتمدو على رانيري و لكن تم انتداب مورينيو ليقوم بهذا الدور و نجح في صنع هوية و هذا يقودنا للحديث عن الأسماء التي قادت  مشروع السيتي منذ شراءه من مجموعة أبو ظبي للاستثمار . مارك هيوز ، مانشيني و بيلغريني كلها أسماء غير قادرة على صنع هوية للفريق و فشلت في ذلك خلال ثمانية اعوام او حتى رسم ملامحها للمدرب الجديد و اقصد هنا غوارديولا و هذا شيء تغاضى عنه المدرب الإسباني و حاول فرض اسلوبه و تناسى صنع هذه الهوية الناقصة و التي كانت احد اسباب نجاحه مع برشلونة و بايرن ميونخ .

    بيب جوارديولا

    بيب جوارديولا

    هذا يقودنا للحديث عن النقطة الثانية وهي الأسماء التي يقودها الفيلسوف و التي كانت موجودة قبل استلامه هذه المهمة هل سمعت بأن احد هذه الأسماء تمنى حمل قميص السيتي أو ان هدفه كان المال فقط ، لماذا لم يترك يايا توريه فريقه رغم معرفته المسبقة برغبة غوارديولا المعلنة برحيله ? الجواب بسيط جداً و هو راتبه المرتفع الذي يتقاضاه من النادي ، لنبتعد عن قضية المال لأن المقارنة ستبدأ بما فعله تشيلسي و لكن الاجابة موجودة في بداية المقال و هي التخطيط .فيما يتعلق باللاعبين بعيداً عن المال كم عدد اللاعبين الذين خرجوا من مدرسة السيتي ويلعبون حالياً مع الفريق الأول خلال ثمانية اعوام ? اذا لم تخني الذاكرة لا يوجد سوى انياتشو النيجيري حتى هارت الذي يعتبر من القدماء إلى جانب كومباني و زاباليتا كان يستحق ان يكون قائداً للفريق و عوضاّ عن ذلك خرج معاراً ، السيتي في غياب هذه النوعية من اللاعبين يفتقد لقائد حقيقي داخل الملعب يقود هذه المواهب داخل الملعب من الناحية الذهنية كما حصل في لقاء تشيلسي و يدافع عن ألوان النادي و ليس فقط عن أمواله .

    لنأتي الآن للحديث من الناحية التكتيكية لا أحد يستطيع إنكار العقلية المتميزة التي يمتلكها غوارديولا و ما قدمه مع برشلونة من متعة غيرت الكثير من مفهوم كرة القدم الحديثة و اصبحت هدفاً للكثير من اندية العالم لكن اختلف مع المدرب الإسباني في نقطة اتفق عليها الجميع و تعد الضعف الوحيد في عقلية بيب التكتيكية و هنا اتحدث عن العناد و عدم التحلي بواقعية مع انها هي الحل المناسب ، في كل مرة يخرج فيها غوارديولا ل مواجهة خصمه فان القاصي و الداني يعلم أن مسألة الاستحواذ لا يفكر فيها الخصم و إن الطريقة الأفضل لمواجهته هي اغلاق منطقة الوسط و جعل هذا الاستحواذ سلبياً بالاضافة إلى إلاعتماد على الهجمات المرتدة و للاسف في معظم الهزائم التي تعرض لها المدرب الاسباني كانت بنفس الطريقة دون استثناء و رغم ذلك استمر في رغبته بفرض اسلوبه مهما كانت النتائج قد يبدو ذلك جنونياً و لكن هذا هو غوارديولا و هذا ما يميزه و يجعله سيئاً في نفس الوقت و عندما نتحدث عن البريميرليغ لا تستطيع ان تكون عنيداً و تبتعد عن الواقعية و خاصة مع اقتراب البوكسينغ داي لأن ذلك قد يودي به نحو الهاوية و خاصة انه في بداية مشروعه مع السيتي لذلك قد تتحول هذه التجربة إلى درس يغير من رؤية بيب التكتيكية في الحالات التي يكون من غير الممكن فرض اسلوبك على الخصم .

    في إحدى المقابلات سأل غوارديولا عن فلسفته و كان الجواب ” أخبرني عن ما املك من اللاعبين و سأخبرك عن فلسفتي ” و في السيتي من اختار اللاعبين هو بيب اي انه هو المسؤول الوحيد عن نتائج هذه الفلسفة ، لذلك من وضع غوارديولا في قفص الاتهام كان على حق و لكن دون ان ينسف ما قام به المدرب الإسباني خلال مسيرته التدريبية و هذا لا ينفي حقيقة انه احد افضل المدربين في العالم.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك