“هناك لاعبون لا يمكن استبدالهم، ودي بروين أحدهم” بغصة وألمٍ مريرين عبر جوارديولا مدرب مانشستر سيتي عن حالته بعد تعرض نجمه البلجيكي كيفين دي بروين للإصابة مرة أخرى والتي ستبعده عن الملاعب لفترة طويلة مطلع موسم 2023 – 2024، ليؤكد مرة أخرى بشكلٍ ضمني أن عالم كرة القدم لا ينجب كل يومٍ لاعب مثل نجمه البلجيكي.
لا يوجد شك بأن دي بروين يمثل إحدى أجمل القصص في عالم كرة القدم بشكلٍ عام، والدوري الإنجليزي بشكلٍ خاص، كيف لا وهو صاحب أسرع 100 أسيست في البريمرليج والتي حققها خلال 237 مباراة فقط، كما أنه أفضل صانع أهداف لثلاث مواسم حتى الآن.
الأرقام تنصف دي بروين، نعم، لكنها لا تعكس حقيقة الجمال الذي يقدمه في أرض الملعب، ولا يمكن أن تعبِّر الألقاب الخمس له في الدوري الإنجليزي عن ذلك، فالجمال يصف نفسه، تعرفه حين تراه، وهذا ما يحدث لعاشق كرة القدم حينما يرى الكرة بين أقدام كيفين.
لكن مسيرة كيفين دي بروين في ملاعب كرة القدم لم تكن وردية دائمًا، لا أقصد هنا عدم منحه الفرصة الكافية لإثبات نفسه مع تشيلسي، أو معاناته مع منتخب بلجيكا الذي يملك النجوم لكنه يفتقر للشخصية والطموح، بل أقصد السحر الأسود، لعنة الإصابات.
يكفي القول بأن الإصابة التي تعرض لها دي بروين مطلع موسم 23 – 24 هي الإصابة رقم 21 له منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي حتى نعرف حجم المعاناة، والتي تنوعت بين المرض الفيروسي، والإصابات العضلية الخفيفة، والإصابات الخطيرة والثقيلة.
ويمكن القول إن موسم 2018 – 2019 هو الأسوأ في مسيرة دي بروين على الإطلاق، حيث غاب عن 36 مباراة مع مانشستر سيتي ومنتخب بلاده بلجيكا بسبب تعرضه لخمس إصابات مختلفة، يأتي خلفه الموسم الكئيب الذي أعقب جائحة كورونا 2020 – 2021 والذي غاب خلاله عن 19 مباراة لخمسة إصابات مختلفة أيضًا.
إصابات دي بروين حرمته من مسيرة أعظم من التي حققها بكثير رغم روعة ما قدمه حتى الآن، كيف لا وهي منعته من اللعب لمدة 100 مباراة حتى نهاية موسم 2022 – 2023 حسب إحصاءات موقع ترانسفير ماركت، وهذا الرقم سيزداد بشكلٍ كبير خلال موسم 2023 – 2024.
رغم ذلك لم ينتهِ دي بروين من لعبة كرة القدم بعد، فالجماهير تنتظره مرة أخرى حتى يعود لينثر الورود في رقعة المستطيل الأخضر في قادم المواعيد.
