رياض محرز.. الساحر في خدمة جوارديولا عندما تغلق الطرق أمام تكتيكه

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رياض محرز - مانشستر سيتي - الدوري الإنجليزي الممتاز

    حقق مانشستر سيتي فوزاً عريضاً على وولفرهامبتون بأربعة أهداف مقابل هدف، ونجح في توسيع الفارق مع أقرب منافسيه إلى 14 نقطة، ليضع يده على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم رغم البداية السيئة، ويقترب بيب جوارديولا من الحصول على ثالث بريمرليج له مع السيتي في آخر 5 سنوات بالبطولة.

    أسباب عديدة وراء تحسن مانشستر سيتي هذا الموسم، جزء رئيسي منها خاص بتألق عدد كبير من اللاعبين، أمثال فيل فودين، إلكاي جوندوجان، برناردو سيلفا، جواو كانسيلو، كيفين دي بروين، وحتى رحيم ستيرلينج وجابرييل جيسوس، لكن دائماً كان السيتي مميزاً في الهجوم حتى عندما لم يفز بالدوري، إلا أن هذا الموسم هناك أمور أخرى أكثر تميزاً في كتيبة الفريق.

    الدفاع القوي

    تحدثنا من قبل هنا عن قوة دفاع مانشستر سيتي هذا الموسم، لدرجة أن شباكه استقبلت فقط 17 هدفاً حتى الآن. روبين دياز أحد الأسباب الرئيسية في تحسن دفاع السيتي هذا الموسم، البرتغالي الشاب أضاف الكثير إلى زملائه، بسبب شخصيته القيادية وثبات أدائه الدفاعي أمام مرماه. لاعب شاب وقوي بدنياً وذهنياً، ويجيد بشدة التغطية خلف زملائه أو حتى الصعود والمقابلة في موقف 1 ضد 1.

    ساهم دياز بالأخص في رفع مستوى الدفاع بالكامل، لأنه مميز في الافتكاك، العرقلة، قطع الكرات، ولديه قوة بدنية وطول فارع يساعداه على التعامل مع الكرات الرأسية، نقطة ضعف مانشستر سيتي دفاعياً في أغلب المباريات السابقة، لذلك أصبح الفريق أفضل كثيراً في الشق الدفاعي.

    يشبه تأثير روبين دياز مع السيتي ما فعله فيرجيل فان دايك عند قدومه إلى ليفربول، مع فارق الخبرات والاستمرارية بالتأكيد للهولندي، لكن المدافع البرتغالي قدم نفسه كقائد حقيقي بالخلف، يعتمد عليه جوارديولا باستمرار، ويضع بجواره لاعباً آخر، سواء كان جون ستونز أو إيمريك لابورت أو حتى ناثان أكي، مما جعل دفاعات السيتي أكثر صلابة وشراسة من دون الكرة، وقلت الأهداف في شباك إيدرسون وبديله.

    رياض محرز

    قوة الدفاع وقيادة روبين دياز، ربما شيء الكل متفق عليه والجميع تحدث عنه من قبل، لكن الجديد حقاً هو عنصر الارتجالية والابتكار في عدد من مباريات مانشستر سيتي هذا الموسم، وهنا يجب الإشارة إلى رياض محرز، الجزائري ابن الصحراء الذي يقدم مستويات مميزة في آخر 4 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريقه.

    إحدى نقاط ضعف جوارديولا دائماً وأبداً هو التفكير المبالغ فيه، والتعقيد الشديد في بعض الأمور التكتيكية، لدرجة تشعرك وكأن لاعبيه مجرد آلات داخل الملعب. بيب المولع بالتكتيك والخطط، يجعل لاعبيه دائما تحت طائلة المسؤولية، لا مجال للأخطاء، ولا حيز للفردية أو الارتجال، لذلك قد تتأثر شخصيتهم بالسلب، إذا لم تسر الأمور بمثالية، شيء قريب من ظاهرة “الأوفر ثينكينج” أو كثرة التفكير وإعادته واستمراره لفترات طويلة من أجل حل المشاكل.

    هذا الموسم الأمر مختلف، لأن لاعب مثل رياض محرز يوفر له ما يحتاجه أي مدرب وفريق، حيث القدرة على الارتجال واتخاذ القرارات الصعبة، عندما يتوقف النظام التكتيكي ويحاصر بعدد كبير من المدافعين، كما حدث في آخر ربع ساعة من مباراة وولفرهامبتون، عندما قرر فريق نونو سانتو الدفاع بقوة من أجل الظفر بنقطة التعادل.

    نجم مانشستر سيتي

    يدافع وولفرهامبتون بـ 10 لاعبين + حارس مرمى، هنا تظهر قيمة اللاعب “الحريف” ذو المهارة الخالصة والرؤية الذكية، هذا ما فعله ساحر الصحراء ابن الجزائر في مباراة السيتي وولفرهامبتون. مباراة صعبة، تعادل إيجابي، دقائق على النهاية، وبدون لا أسيست ولا جول، محرز هو الأساس في الهدف الثاني، لأنه قام بعمل تمريرة كاسرة للخطوط، ضربت حوالي 4-5 لاعبين دفعة واحدة، وجعلت كايل ووكر في موضع قريب من المرمى، ثم خيسوس في الشباك.

    رياض هو القادر على القيام بهذا الدور في تشكيلة مانشستر سيتي ضد وولفرهامبتون، لأنه من أعلى اللاعبين مهارة، وقدرة تقنية، بالإضافة إلى تمكنه من هزيمة الدفاعات المتكتلة بفضل مراوغاته، وتحسنه أيضاً في نقطة اتخاذ القرار أخيراً. جوارديولا نفسه كافأ محرز بـ مشاركته أساسياً في آخر 4 مباريات بالدوري ضد إيفرتون، أرسنال، وست هام يونايتد، وولفرهامبتون، ومحرز رد على مدربه بفاصل من الأسيستات والأهداف وصناعة الفارق، هكذا يكون التعاون بين الفريق الجماعي، لأن الكل يريد الفوز في النهاية.

    رقمياً، سجل محرز هدفًا رائعًا في شباك إيفرتون، ساهم في جلب 3 نقاط للسيتي، صنع هدف الفوز الوحيد أمام أرسنال بعد ذلك، ثم صنع الهدف الأول في شباك وست هام يونايتد، وأخيراً وليس آخراً سجل في شباك وولفرهامبتون، وكان له النصيب الأكبر في صناعة الهدف الثاني الذي سجله خيسوس بعد تمريرة ووكر، هكذا يكون صناعة الفارق من الجزائري.