قبل بضعة أسابيع كان يبدو أن انتقال التشيلي أليكسيس سانشيز إلى فريق مانشستر سيتي مسألة وقت ليس إلا، فقد عبر لاعب أرسنال السابق أكثر من مرة عن رغبته في الاشتغال مجددا مع مدربه السابق بيب غوارديولا، الذي يقود الآن بنجاح كبير دفة فريق مانشستر سيتي. كما أن غوارديولا نفسه اعترف في وقت سابق بأنه لم يمنح سانشيز الفرصة الكاملة حين كان يدربه في فريق برشلونة الإسباني، مضيفا بأنه يأمل في العمل مرة أخرى مع سانشيز.

بيد أن تطورات الأيام الأخيرة في سوق الانتقالات الشتوية غيرت كليا من وجهة سانشيز، الذي اختار في النهاية اللعب بقميص فريق مانشستر يونايتد وتحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. وهو ما شكل مفاجئة بالنسبة للكثيرين، حتى أن أسطورة مانشستر يونايتد، ريو فرديناند، أكد في تصريحات صحفية سابقة أن فرصة سانشيز للفوز بالألقاب، مع مانشستر سيتي أكبر من تلك التي مع مانشستر يونايتد.

فمانشستر سيتي يحتل صدارة الدوري الإنجليزي بفارق 12 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، كما أن الفريق يقدم كرة هجومية تعتمد على احتكار الكرة وتدويرها بشكل جيد قبل اختراق دفاعات الخصوم، التي تضطر إلى اللعب بشكل دفاعي أمام السيتي.

مورينيو يسجل هدفا في شباك غوارديولا

ويبدو أن مورينيو لا يريد أن ينضاف سلاح جديد إلى ترسانة غوارديولا الهجومية، حيث يدرك الداهية البرتغالي أن انتقال سانشيز إلى السيتي كان سيمنح بالتأكيد السيتي إضافة كبيرة، إذ يتميز اللاعب التشيلي بسرعته وقوته البدنية الكبيرة. بالإضافة إلى أنه يتمتع بحس تهديفي كبير وبقدرة على خلق الفرص، ومساعدة زملائه كذلك في أداء بعض الواجبات الدفاعية.

سانشيز يحتفل بتسجيل هدف مع منتخب الشيلي.

سانشيز يحتفل بتسجيل هدف مع منتخب الشيلي.

كما أن مورينيو يريد ربما من خلال تعاقده مع سانشيز”الطفل المعجزة” بعث رسالة إلى غوارديولا مفادها أن فريقه لم يستسلم بعد، وسيظل ينافس على لقب الدوري حتى آخر رمق، خصوصا وأن السيتي لازالت تنتظره مباريات صعبة أمام تشيلسي وتوتنهام وأرسنال، بالإضافة إلى ديربي مانشستر أمام الجار العنيد يونايتد، حيث يأمل مورينيو أن يفقد غوارديولا النقاط، التي تصل الآن إلى 12 نفطة بين الفريقين.

مورينيو صائد الألقاب!

ومن الواضح أن مهمة المدرب الإسباني غوارديولا مع مانشستر سيتي أسهل نوعا بالمقارنة مع مورينيو، الذي يحمل على عاتقه مهمة إعادة الأمجاد إلى نادي الشياطين الحمر، بعد أن فقد الفريق الإنجليزي الكثير من بريقه، بعد رحيل المدرب الأسطوري سير أليكس فيرغسون.

ورغم فوز مورينيو بالدوري الأوربي مع مانشستر يونايتد في السنة الماضية، غير أنه يدرك تماما أن فريق الشياطين الحمر ينافس بالأساس على البطولات الكبرى. والتتويج بلقب الدوري الإنجليزي هو أولى خطوات كتابة التاريخ مع مانشستر يونايتد. وبالتأكيد يحتاج مورينيو إلى لاعبين من طينة سانشيز للتتويج بالبطولات الكبرى، بالإضافة إلى إدراك الثعلب البرتغالي أكثر من غيره أن جماهير مانشستر يونايتد، لن تصبر كثيرا على هيمنة كتيبة غوارديولا على الدوري الإنجليزي الممتاز.