تألق أوزيل مرهون بإعادته لشغل مركز صانع الألعاب

جيمس بيرسي 17:45 18/09/2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نتيجة لتتويج ألمانيا بلقب كأس العالم ربما تعتقد أن ذلك جعل مسعود أوزيل متراخي قليلاً في انطلاق الموسم أو تظن أن الصحف الألمانية ستجامله. لكن يجب التذكر أن ألمانيا لم تحصل على مكانتها الفريدة في كأس العالم من خلال العاطفة.

    صحيفة بيلد الألمانية منحت أوزيل أسوء تقييم ممكن أن يناله اللاعب من أصل ست درجات، مبررتاً ذلك بأنه لم يعيد الأموال المدفوعة فيه من قبل آرسنال.

    بينما قيمت صحيفة دي ويلت مسعود أوزيل بشكل أفضل "على الأقل يبقى أوزيل قادر على صناعة الأهداف، لكن هذا لم يحصل حتى الآن على أرض الملعب إنما على دكة البدلاء".

    ويمكن القول أن مسعود أوزيل قدم أسوء أداء له ضد بوروسيا دورتموند ليلة الثلاثاء الماضي خلال 44 مباراة خاضها مع الجانرز. مسعود أصبح تقديمه مستوى مخيب هو القاعدة وليس الاستثناء، ربما تأثر النجم الألماني بالاسباني فرناندو توريس وتجربته مع تشلسي.

    خلال 62 دقيقة قضاها أوزيل على أرض الملعب قام بلمس الكرة 33 مرة فقط ومررها 23 مرة. زميله البديل تشامبرلين لعب بدوره 28 دقيقة ولمس الكرة 23 مرة ومررها 15 مرة بنجاح!

    مواجهة فريق قوي مثل بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا هي من الأسباب الرئيسية لتعاقد فينجر مع أوزيل، المدرب يريد أن يكون لاعبه في قمة مستواه بمباريات كهذه. لكن التألق الذي ظهر به أوزيل في بداية الموسم الماضي أصبح بعداد الأموات، بينما الأداء المخيب الذي لاحقه منذ فبراير الماضي عاد إلى الظهور مرة أخرى.

    واتضح من مواجهة دورتموند جانبين من مستقبل أوزيل: اللاعب لم يكن قادر على الظهور بصورة البطل التي ينتظرها العشاق، كما أنه غير قادر على التألق وسط المجموعة، بينما فينجر غير قادر على استخراج أفضل ما لدى اللاعب.

    كما يجب القول أن أوزيل فشل بالتعامل مع كونه أفضل لاعب في الفرق لأول مرة في مسيرته الاحترافية.

    في شالكه ثم فيردر بريمن تواجد العديد من اللاعبين الشبان المميزين بالإضافة إلى المنتدبين، وعندما بزغ نجم اللاعب في كأس العالم انتقل إلى الفور نحو ريال مدريد.

    هذا لا يعني أن أوزيل لم يتحمل المسؤولية في ريال مدريد، إنما كان محمي بشكل أكبر من المهاجمين الذين وقع عليهم الضغط وأهمهم كريستيانو رونالدو وجونزالو هيجواين وكريم بنزيما، بقائمة النجوم هذه أتى أوزيل خلفهم.

    صحيح أنه لا يوجد أي نادٍ في العالم يوضع لاعبيه تحت التدقيق مثلما يحصل في ريال مدريد، لكن قيمة أوزيل بالمعنى الرمزي في غرف خلع ملابس آرسنال مختلفة كلياً عما كان عليه في الريال.

    وبغض النظر عن أجره المرتفع، أو طموح فينجر بتألق اللاعب، فإن مشاركته في كل مباراة للفريق كنجمه الأول بدأت تأتي بنتائج عكسية.

    خلال 44 مباراة لعبها مع آرسنال، واحدة بدأها من دكة البدلاء. عندما كان أوزيل جاهزاً لخوض المباريات بدأها دوماً كلاعب أساسي.

    وفي الوقت ذاته يجب الحديث عن أنه خلال أربع مباريات لعبها في الموسم الحالي، ثلاث منهم شارك فيها بمركز الجناح الأيسر وواحدة في مركز الجناح الأيمن، ولم يلعب أي مباراة في المركز الذي يفضله كصانع للألعاب خلف المهاجمين.

    مشاركة أوزيل في هذا المركز جعله بعيداً عن المشاركة بالعمل الجماعي كما أضر بفريقه بسبب ضعف مستواه الدفاعي، وحتى نقرب الصورة للأذهان دعونا نتصور ما الذي سيحصل لمواطنه بير ميرتيساكر عندما يشغل مركز خط الوسط الدفاعي؟!

    أوزيل ببساطة لا يصلح للدور الذي يشغله بتشكيلة فينجر، إنه أفضل صانع ألعاب في العالم والذي يخلق المساحات ويصنع الفرص لزملائه. حتى يفعل ذلك فإنه بحاجة لقدرات فنية مميزة من اللاعبين الذين حوله يفتقدها حالياً مع آرسنال، وهذا ما يضع علامات استفهام على رفض فينجر التعاقد مع لاعب خط وسط دفاعي.

    المشكلة أن فينجر يلجأ لاستخدام خطة 4-1-4-1 للجمع بين جميع لاعبي خط الوسط في المباراة ومنحهم أدوار مختلفة مما يضر بدور أوزيل مع الفريق. المنطق نفسه ينطبق على الوافد الجديد أليكسيس سانشيز.

    في النهاية يجب القول أن قيمة تعاقد آرسنال مع اوزيل كأغلى صفقة بتاريخ النادي تجعله دائماً محط انتقاد وسائل الاعلام، لكن تحميله مسألة اخفاق الفريق بشكل مستمر يعد أمر غير منطقي ولا يمكن تقبله.