سبورت 360 – في الوقت الذي بدأ فيه ريال مدريد يفقد الأمل في إمكانية التخلص من جاريث بيل هذا الصيف، ظهر توتنهام هوتسبير بشكل مفاجئ ليجدد اهتمامه باستعادة اللاعب بعد 7 سنوات من رحيله عن النادي.
جوزيه مورينيو كان واضحاً وصريحاً في المؤتمر الصحفي عقب الهزيمة من إيفرتون عندما أكد حاجته للتعاقد مع مهاجم جديد، وبعد ساعات قليلة، انطلقت تقارير اهتمام توتنهام بالتوقيع مع جاريث بيل لتغزو الصحف العالمية والقنوات الرياضية.
ريال مدريد وصل إلى طريق مسدود مع النجم الويلزي في الموسمين الأخيرين، البعض يعتقد أن المشكلة الرئيسية تكمن في خلافه مع المدرب زين الدين زيدان، لكن في الواقع هي ليست كذلك، لأن بيل خارج الخدمة منذ بداية موسم 2017-2018 أي قبل عودة زيدان بشهور، ولا يوجد أي سبب يجعل النادي يحافظ عليه لموسم آخر، خصوصاً بعد السلوكيات المثيرة للجدل التي قام بها اللاعب في الجولات الأخيرة من الليجا، عدا عن أنه يحصل على أعلى راتب في الفريق بدون تقديم أي إضافة تذكر.
خطة ريال مدريد كانت تتضمن بيع جاريث بيل مقابل مبلغ مالي ضعيف، أي 10 إلى 20 مليون يورو، لكن الأمور سارت بشكل سيء، ولم يُظهر أي نادٍ اهتمام بالتوقيع مع النجم الويلزي رغم أن الريال أصبح مستعداً لبيعه بشكل مجاني، حيث انسحب كل من باريس سان جيرمان وإنتر ميلان وآرسنال ومانشستر يونايتد من الصفقة سريعاً، قبل أن تنتشر أنباء مؤخراً عن عودة الشياطين الحمر بالتفكير باللاعب بعد فشل صفقة جادون سانشو، لكن يبدو أن توتنهام هو الأكثر جدية بحسم الصفقة، لكنه يتفاوض مع النادي الملكي الآن من أجل مشاركته في دفع راتب بيل.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم للغاية، ما الشيء الذي يراه جوزيه مورينيو بجاريث بيل ولا يراه أي مدرب آخر في العالم؟ ولماذا توتنهام متحمس لاستعادته في الوقت الذي تجاهلت فيه جميع الأندية الاخرى الدخول في صفقة خاسرة كهذه؟ فنحن نتحدث عن لاعب يبلغ 31 عاماً، ويمضي أكثر من نصف الموسم مصاباً، وقدراته الذهنية سيئة للغاية، والأهم من هذا كله أن مستواه منخفض ورغبته باللعب أصبحت شبه معدومة.
في الواقع الإجابة على هذا السؤال متشعبة، وهناك العديد من المبررات التي تجعل اهتمام مورينيو وتوتنهام بعودة بيل منطقية، لكن هذا لا يعني أن الصفقة ستنجح، لأن ذلك مرهون بما سيقدمه اللاعب، وفي هذا التقرير سوف نحاول تلخيص الدوافع وراء سعي السبيشل ون للتوقيع مع لاعب انتهى على جميع الأصعدة بحسب وجهة نظر الكثيرين.
لا يعقل أن مدرب بحجم مورينيو يريد التعاقد مع لاعب لا يملك ما يقدمه، فهو بالتأكيد يرى شيئاً ما لا يراه معظمنا، ومما لا شك فيه أنه يراهن على استعادة مستواه سريعاً لكي يخدم أفكاره الهجومية، سواء نجح في تحقيق ذلك أم لم ينجح فهذا ليس مهماً الآن، لكن ما هو مؤكد أنه لديه تصور وخطة لكيفية استغلاله.
مورينيو مؤمن أن تدهور مستوى جاريث بيل في ريال مدريد وتصرفه بطريقة غير لائقة في الفترة الأخيرة وراءه أسباب عديدة تتعلق بالمدرب والنادي والجماهير والمدينة واللغة، وبالتالي يعتقد أنه عندما يعود بيل إلى النادي الذي سطع فيه نجمه، وشعر فيه بالسعادة في غرفة تبديل الملابس، ويعود للمدينة التي تكيف بها بأفضل صورة، والتحدث بلغته الأم مع الجميع، سوف يعود إلى صوابه ويبدأ يلعب كرة القدم بالشكل الصحيح كما كان يفعل في الماضي، فكل ما يحتاجه بيل بنظر مورينيو هو استعادة الثقة والشعور بالراحة.
نقطة أخرى يجب أن نأخذها بعين الاعتبار أن جوزيه مورينيو يرى ضرورة للتعاقد مع مهاجم جديد وتنشيط الخط الأمامي قبل إغلاق السوق، وفي نفس الوقت هو مدرك تماماً أن النادي يمر بظروف اقتصادية صعبة، وتفاقمت بشكل كبير بسبب جائحة فيروس كورونا، وجميع الخيارات التي قد تكون متاحة في السوق مكلفة للغاية.
ولذلك لم يجد مورينيو لاعب بجودة عالية ومتاح بالمجان أفضل من جاريث بيل، ويجب الإشارة هنا أننا نتحدث عن مهاجم ثانٍ أو جناح هجومي وليس رأس حربة، لأن الفريق يملك رأس حربة من الطراز العالي وهو هاري كين، وبالتالي لم يفكر المدرب البرتغالي بلاعبين مثل إدينسون كافاني.
جاريث بيل بالنسبة لجماهير توتنهام مثل كريستيانو رونالدو بالنسبة لجماهير مانشستر يونايتد، فرغم امتلاك الفريق لاعب كبير بمواصفات هاري كين، إلا أن النجم الويلزي ما زال يحظى بشعبية كبيرة في لندن، فهو رحل عن النادي وكان في قمة مستواه، وحقق مع ريال مدريد 4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، وبالتالي ستكون عودته عاطفية جداً.
عودة النفاثة إلى السبيرز من شأنها أن تزيد مبيعات قمصان الفريق هذا الموسم، كما أنه ستجذب اهتماماً إعلامياً وجماهيراً أكبر، فالنادي بحاجة لنجم كبير في هذه الفترة التي يحاول فيها مقارعة أندية عملاقة في البطولة تسبقه بمراحل من حيث العلامة التجارية والإيرادات التسويقية.
إن نجح المدرب البرتغالي في استعادة أفضل نسخة من جاريث بيل، أو على الأقل جزء من مستواه، فإن هذا سيخدم أفكاره التكتيكية بشكل كبير، لأنه يحتاج لمهاجم يلعب بالقدم اليسرى، حيث ان هاري كين وديلي آلي ولوكاس مورا وسون هيونج مين جميعهم يلعبون بالقدم اليمنى.
امتلاك جناح سريع يلعب بقدمه اليسرى يمكن استخدامه في فتح الملعب بشكل أكبر، كما أن بيل يمتاز أيضاً بتسديدات قوية من خارج منطقة الجزاء، وهذا تحديداً ما يحتاجه مورينيو في المباريات المغلقة التي يفشل فيها في اختراق حصون الخصم، عدا عن أن النفاثة الويلزية يجيد تماماً تطبيق الهجمات المرتدة التي يعتمد عليها المدرب البرتغالي في معظم المباريات، وقد أثبت ذلك طوال سنوات مسيرته مع توتنهام ثم ريال مدريد.
السبب الأخير الذي يجعل مورينيو يفكر بجاريث بيل في الوقت الذي انسحب الجميع من هذه الصفقة هو أنه معجب كثيراً باللاعب منذ مدة طويلة جداً، القصة بدأت منذ أن كان مدرباً في ريال مدريد وحاول ضمه في صيف 2012، لكن توتنهام رفض بيعه حينها، وبعد سنة واحدة نجح الريال في حسم الصفقة، لكن السبيشل ون كان قد غادر النادي.
وهذه ليست المرة الوحيدة التي حاول فيها مورينيو التعاقد مع بيل، ففي صيف 2017، حاول التوقيع مع النجم الويلزي مرة أخرى وضمه إلى صفوف مانشستر يونايتد، ويقال أنه حاول أيضاً فعل الأمر ذاته في صيف 2018، لكن النادي الملكي رفض لأنه كانت تُعلق آمال كبيرة عليه لخلافة كريستيانو رونالدو في دور البطولة.
