ليونيل ميسي

سبورت 360 – لا صوت يعلو فوق أنباء رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة في الساعات الماضية، جميع الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن هذه الصفقة المتوقعة التي ستعلن رسمياً نهاية حقبة الجيل الذهبي الكاتالوني.

ومن الواضح أن ميسي يريد الرحيل عن البرسا هذا الصيف، الأمر لم يعد مجرد إشاعة أو تكهنات صحفية، بل أصبح أمراً محسوماً، لكن هذا لا يعني أن رحيله مؤكد لغاية الآن، فهناك أمور معقدة مثل عدم رغبة النادي في بيعه، حيث أن اللاعب ما زال لديه عام كامل في عقده، ولديه شرط جزائي خيالي يبلغ 700 مليون يورو، وهو مبلغ لا يمكن لأي نادي دفعه مقابل الحصول على لاعب يبلغ 33 عاماً حتى لو كان ميسي، خصوصاً في ظل جائحة فيروس كورونا التي أثرت على الجميع من الناحية الاقتصادية.

ميسي يحاول الرحيل مجاناً عن برشلونة، أو التوصل لاتفاق مع النادي يسمح برحيله بمبلغ معقول لا يتجاوز حاجز 100 مليون، وتدعي بعض المصادر أن النجم الأرجنتيني ربما يتجه للقانون لتحقيق مبتغاه، بحكم أنه كان لديه بند في عقده يسمح برحيله مجاناً لكنه انتهى في شهر يوليو الماضي، ويرى البرغوث أن هذا البند يجب تفعيله مجدداً بحكم أن الموسم تم تمديده لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب التوقف الطويل، ولم يكن بإمكانه الرحيل في ذلك الوقت

بالطبع برشلونة لن يسمح لميسي بالرحيل بسهولة، وسيحارب من أجل منع حدوث هذه الكارثة التي ستدخل النادي في نفق مظلم، الأمر لا يتعلق بالجانب الرياضي وحسب، بل بقيمة النادي التجارية أيضاً، وحجم الإيرادات المتوقعة في السنوات المقبلة.

صحيح أن برشلونة سوف يتخلص من راتب ميسي الضخم جداً، لكن في الوقت ذاته سوف يقل عدد مبيعات قمصان الفريق، وسيخسر عقود رعاية متوقعة مستقبلاً، وربما تنخفض إيرادات تذاكر المباريات بعد عودة الجماهير، وآثار سلبية أخرى عديدة سوف يخلفها رحيل النجم الأرجنتيني تحتاج لتقرير مفصل لاستعراضها.

ولكن .. برشلونة ليس المتضرر الوحيد من رحيل ميسي

في الحقيقة، مغادرة ميسي لن تضر ببرشلونة فقط، بل ستؤثر بالسلب على بطولة الدوري الإسباني بشكل عام، فحتى الآن ما زال عشاق الليجا يتفاخرون بامتلاكهم أفضل لاعب في العالم، وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم إن لم يكن الأفضل على الإطلاق.

الدوري الإسباني وصل في مرحلة من المراحل إلى مستوى بعيد جداً عن باقي الدوريات، هيمنة أوروبية لا تصدق، والأهم امتلاكه نجوم من طراز رفيع جداً، نتحدث هنا عن لاعبين امتلكوا شعبية جارفة مثل ليونيل ميسي، نيمار، كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، سيرجيو راموس، لوكا مودريتش، أندريس إنييستا، جاريث بيل وحتى أنتوان جريزمان مع اتلتيكو مدريد، لاعبون لا يوجد نظراء لهم في دوريات أخرى.

وشكل رحيل نيمار عن برشلونة ضربة قوية لبطولة الليجا آنذاك، بعدها جاء رحيل أندريس إنييستا وتراجع مستوى جاريث بيل ليتحول مع الزمن إلى لاعب مكروه، لكن كانت الضربة الأقوى هي رحيل كريستيانو رونالدو، فمنذ تلك اللحظة، فقد الكلاسيكو جزء كبير من بريقه، وتحول إلى مجرد مباراة قوية بين ناديين يكنان لبعضهما الكثير من العداوة.

الليجا عاشت في الموسمين الأخيرين على نجومية ليونيل ميسي فقط، خصوصاً مع تراجع ريال مدريد وبرشلونة على الصعيد الفني، وتدهور مستوى العديد من اللاعبين الكبار، ولولا النجم الأرجنتيني، لكانت الأمور أسوأ بكثير مما شاهدناه في آخر عامين.

بعد رحيل ميسي عن الليجا، وإمكانية رحيل سواريز أيضاً، ودخول نجوم الصف الاول في ريال مدريد بنهاية مسيرتهم وجلوس الكثير منهم على دكة البدلاء، لم يعد هناك أي شيء جذاب في هذه البطولة على الإطلاق.

الدوري الإسباني هو الأكثر تغطية إعلامية في العالم حتى وإن كان الدوري الإنجليزي يقدم محتوى ترويجي أفضل، لكن الأمور لن تبقى على حالها إن قرر ميسي الرحيل هذا الصيف، وهذا سيضر بجميع الأندية الإسبانية بما فيها ريال مدريد أيضاً.

عندما يقل الحضور الجماهيري في المدرجات، وتنخفض نسبة المشاهدة على شاشات التلفاز، وتتدهور العلامة التجارية للبطولة بشكل عام، سيؤثر هذا بالسلب على الأندية من الناحية الاقتصادية والتنافسية، فمنذ عام 2000 عندما وصل الجيلاكتيكوس إلى ريال مدريد، ثم قدوم رونالدينيو إلى برشلونة بعدها، كان هناك شيء مميز في هذه البطولة عن باقي البطولات الأخرى، وبطبيعة الحال بدأت تختفي هذه الميزة في آخر عامين، واليوم يبدو أنها ستختفي إلى إشعار آخر.