سيناريوهات استكمال الموسم وشكل الموسم الجديد بعد أزمة كورونا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • من مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي (Getty Images)

     رغم حالة الإغلاق التام التي تعم الكرة الأرضية  بسبب وباء كورونا المستجد أو جائحة ” covid-19  ” . إلا أن الدوريات والمسابقات الكروية والرياضية  حول العالم تبدو عازمة على العودة باستثناء الدوري البلجيكي الذي تم انهاؤه وأعلن جنك بطلاً له في مبادرة لقيت ردود فعل مستنكرة حول العالم الكروي بما يؤكد العزم على العودة لدى الجميع رغم كل شيء .

    أسباب العودة كثيرة وتتراوح من المالية للإنسانية وما بينهما . فبداية هناك مصالح  بملايين الدولارات واليوروهات والجنيهات تضغط بقوة لإنهاء المواسم الرياضية. كما أن الأندية والهيئات الرياضية الكبرى حول العالم  التي تضررت كثيراً من هذا التوقف تسعى لأن تقلل من خسائرها قدر الإمكان. أما المسألة الثانية فهي إنسانية بحتة ، حيث أن عودة الدوريات تعطي دلالة واضحة أن الحياة أقوى من كل شيء ولن تتوقف. وهي إشارة نصر مهمة على عدو للإنسانية استطاع إيقاف كامل نشاطها لفترة طويلة.

    لكن هذه العودة مربوطة بتحسن الاوضاع الصحية الحالية للبلدان الأوروبية ، وهي أيضاً مرهونة بالقرارات الحكومية التي تسمح بعودة هذا النشاط في ظل إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي الصارمة. ورغم محاولات بعض الأندية الألمانية وجوزيه مورينيو للعودة للتدريبات بغية الحفاظ على قدرات اللاعبين وفرض بعض الضغوط على الروابط والاتحادات ، إلا أن الأمور ستبقى معلقة لأجل غير مسمى .

    لكن لابد للحياة ان تستمر ولابد أن توضع خطط عودة ومواعيد مقترحة لعودة النشاط ، ويبدو أن معظم الدوريات الكبرى تأمل في العودة ما بين  نهاية آيار مايو أو بداية يونيو مع توقع استمرارها لغاية نهاية يوليو. حيث يتوقع أن تقام المراحل النهائية  لبدوري الأبطال والدوري الأوروبي. ومع بقاء العديد من المراحل لإنهاء الدوريات ( 9  مراحل في إنجلترا 12 في إيطاليا 11 في اسبانيا و 9 في ألمانيا )  عدا عن الكؤوس والمسابقات فإننا سنكون أمام تحد غير مسبوق ليس فقط لإنهاء الموسم الحالي   بل لبدء الموسم الجديد الذي سيكون مزدحماً جداً خصوصاً مع تأجيل اليورو والأولمبياد للعام القادم  والتي أساساً تفرض ضغطاً على مسابقات الأندية . فلكم أن تتخيلوا كيف سيكون الوضع مع بدء متأخر نتيجة إنتهاء الموسم الماضي متأخراً ووجود تصفيات كأس العالم لكرة القدم .

    هذه الأجندة المزدحمة ستفرض طرقاً مبتكرة  وغير مسبوقة لإنهاء الموسم وترتيب الموسم القادم ، وبالتأكيد سنرى إجراءات ما كنا لنراها سابقاً ، وإليكم بعض التصورات المحتملة لإنهاء الموسم وأجندة الموسم المقبل مع استبعاد إلغاء الموسم الحالي بكل فئاته.

    إنهاء الموسم الحالي

    هناك كثير من الأفكار لإنهاء الموسم الحالي الذي لا يزال يحوي عدداً كبيراً من المراحل . ففي إيطاليا مثلاً طرحت فكرة الدورات الرباعية لتحديد البطل والهابطين نتيجة سوء الأوضاع الصحية . لكن حتى اللحظة لا يبدو الأمر مرجحاً خصوصاً مع إتاحة الاتحاد الأوروبي الوقت للدوريات لإنهاء الموسم .وغالباً سنرى موسماً مضغوطاً تلعب فيه جولة كل ثلاثة  أيام بما يمنح إمكانية إنهاء المسابقات في شهر أو أكثر بقليل. أما مسابقات الكؤوس فستنتظر حتى نهاية الدوريات وتلعب بنظام المباراة الواحدة وليس الذهاب والإياب.

    ليفربول في دوري الأبطال (Getty Images)

    ليفربول في دوري الأبطال (Getty Images)

    في ظل الضغط الكبير لا يتوقع ان تلعب البطولات الأوروبية قبل نهاية المسابقات المحلية أو على الأقل عند اقتراب نهايتها. وغالباً سيتم إنهاء دور الستة عشر أولاً ثم يتوقع أن تجرى مباريات الدور ربع نهائي ومابعدها  من مباراة واحدة  وربما في أرض محايدة لكسب الوقت .

    بداية الموسم القادم

    .إن عادت  الحياة لكرة القدم مع نهاية مايو أو بداية يونيو فإننا لن ننتهى في أحسن الأحوال قبل نهاية يوليو أو منتصف أغسطس . وبالتالي لن يكون هناك من الوقت الكثير لإعطاء الراحة للاعبين قبل بداية الموسم   وسنرى ربما  أقصر فترة استراحة وأقصر فترة انتقالات صيفية على اعتبار أن الفيفا قد أكد في توصياته إنهاء عقود اللاعبين وبداية فترة الانتقالات مع نهاية الموسم الكروي الفعلي.  وفي أحسن الأحوال لن يكون هناك أكثر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع ما بين استراحة وإعداد للموسم الجديد وبالتالي سيقتصر على عدد قليل من المباريات الودية وستلغى الجولات العالمية وهو أمر منطقي وسليم .فاللاعبون قد أخذوا استراحة طويلة أساساً والسفر لن يعود كالسابق _في المدى المنظور على الأقل_ في ظل المحاذير الصحية وما نراه حالياً من إغلاق .

    نادي شالكة في التدريبات (Getty Images )

    نادي شالكة في التدريبات (Getty Images )

    بداية الموسم ستكون بحسب التوقعات مابين منتصف سبتمبر حتى بداية أكتوبر. وبالتالي سيتولد لدينا ضغط كبير لإنهاء المسابقات المتأخرة ولاستكمال البطولات المؤجلة كما أسلفنا (اليورو ومسابقة كرة القدم في الأولمبياد ) وأيضاً تصفيات كأس العالم . وبالتالي فمن المتوقع وبقوة أن نرى إجراءات كالتالي :

    على الصعيد المحلي

    تغييرات في  بطولات الكأس : رغم ما تحمله من أهمية تاريخية لكن هذه البطولات تأخذ وقتاً ضمن الأجندة  الرياضية وبالتالي فإما إنهاء الأهم وهو الدوريات وإلغاء الكؤوس وهي الأقل أهمية أو القيام بها ضمن فترة محدودة بقالب مضغوط كبطولة مصغرة ضمن أسبوع أو أسبوعين على الأكثر. أما في إنجلترا صاحبة العدد الأكبر من البطولات فقد نرى تسريعاً لإلغاء بطولة كأس الرابطة وهو طلب جاء بشكل مباشر من رئيس الاتحاد الأوروبي وضغطاً لكأس إنجلترا أو تقليصاً له.

    لازيو بطل كأس إيطاليا (Getty Images)

    لازيو بطل كأس إيطاليا (Getty Images)

    المساحة التي سيتم توفيرها في بطولات الكأس ستعطى لإنهاء الدوريات الأهم وأيضاً ستعطي مساحة للبطولات الأوروبية لتأخذ مكانها ولإنهائها بشكل صحيح . الفوز بالكأس يؤهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي ، وهنا سيتم إيجاد صيغة جديدة أو زيادة مقعد في الدوري للمتأهلين إلى الدوري الأوروبي وبذلك تحل كل المشكلة.

    إلغاء العطلات الشتوية : قد تحذو جميع الدوريات الأوروبية حذو الدوري الإنجليزي الممتاز وتلغي العطلة الشتوية لكسب الوقت كذلك الأمر. أو تعطي أربعة أو خمسة أيام للأعياد لكن دون أي معسكرات خارج القارة الأوروبية حيث سيتم الأخذ في محاذير السفر بالحسبان خصوصاً اننا سنكون في الشتاء والحذر سيكون أعلى بكثير من الصيف. وربما تعطى بعض العطلات كما أعطيت في الدوري الإنجليزي الحالي بشكل أسبوع لكل فريق على حدى دون إيقاف المسابقات.

    على الصعيد الأوروبي

    التصفيات التأهيلية للبطولات الأوروبية : سيكون هناك ضغط للتصفيات التأهيلية للبطولات الاوروبية لتجري بنظام الدوري من مرحلة واحدة وفي بلد معين  بما يضمن البداية قبل دوري المجموعات   .

    أمم أوروبا : لابد من تعيين الفرق الأربعة المتبقية والتي كان يجب أن تتحدد في الشهور الماضية . تعقيد أسلوب التأهل عبر طرق  A , B ,C , D والتي نتجت من دوري الأمم الأوروبية والتصفيات الأوروبية المؤهلة وغيرها تفرض على الاتحاد الأوروبي الاستعجال بحسم هوية الفرق الأربعة المتبقية بأبسط طريقة ممكنة حيث لا يملك أحد رفاهية الوقت وهنا سيكون البلاي أوف ممتازاً لكنه يجب أن يكون مضغوطاً وسريعاً ودون إطالة.

    يورو 2020 (Getty Images)

    يورو 2020 (Getty Images)

    على الصعيد الدولي

    تصفيات كأس العالم ستفرض تعقيداً جديداً على المشهد . ففي آسيا المرحلة الأولى للتصفيات لم تنتهي بعد وهناك مرحلة الحسم ، بالتالي ربما تقام  المرحلة الثانية الحاسمة  بنظام التجمع والدوري من مرحلة واحدة  في أرض محايدة أو سنشهد ضغطاً كبيراً للمباريات  في فترات محددة وقصيرة .

    في أميركا الجنوبية هناك كأس أميركا الجنوبية التي ستجري في الأرجنتين والتي تم تأجيلها للعام القادم. وهناك تصفيات كأس العالم التي تجري بنظام الدوري ذهاباً وإياباً بين جميع بلدان القارة . هنا ربما نعود إلى النظام القديم بمجموعتين ومتأهلين اثنين من كل مجموعة مع ملحق لآسيا. وهذا الخيار سيتيح الوقت للعب كأس أميركا الجنوبية التي لن يسمح اتحاد الكومنبول بإلغائها لحاجته الشديدة إلى الأموال .

    ميسي مع الأرجنتين (Getty Images)

    ميسي مع الأرجنتين (Getty Images)

    وفي أوروبا هناك ضرورة لحسم المتأهلين لبطولة أمم أوروبا مع تصفيات كأس العالم وبالتالي فإن بطولات من نوع دوري الأمم الأوروبية والمباريات الودية لن يكون لها مكان وستعطى الأولوية لإنهاء المتأهلين لأوروبا وتصفيات  كأس العالم. وربما نرى أيضاً نظام التجمع في دولة واحدة للمرة الأولى منذ زمن طويل في ظل ازدحام الأجندة .

    أمور أخرى لم نتمكن من ذكرها

    هذا مجرد سرد بسيط لبعض السيناريوهات المحتملة للتعامل مع فترة مابعد الإغلاق ، لكن هناك أموراً معقدة كثيرة مرتبطة بالرعاة وعقودهم والنقل التلفزيوني والسفر والتنقلات ورواتب اللاعبين ، وأيضاً حالات الطقس في دول العالم مابين حار جداً في بعض الدول وبارد في أخرى وهو ما يفرض تحدياً كبيراً على إنهاء الموسم مع الحفاظ على صحة اللاعبين . وإن كان الاتحاد الدولي قد حلّ جزءاً من المشكلة بعد أن أقر نهاية عقود اللاعبين هي مع نهاية الموسم الفعلية وبدايتها من بدايته وأيضاً بدء الانتقالات بعد انتهاء الموسم الحالي مباشرة ، إلا أن هناك أموراً كثيرة لا تزال معلقة لوجيستية وتنظيمية في عالم كرة القدم وعلاقته مع عالم الرياضات الأخرى التي تحتاج إلى مساحتها كذلك الأمر.

    وبالمحصلة

    بقدر ما يحتاج العالم لتضافر الجهود لإيقاف فيروس كورونا ، يحتاج العالم الكروي للتنسيق ما بين هيئاته لإنهاء الموسم والبدء بالموسم الجديد بشكل سلس وهادئ . ويحتاج العالم الرياضي عموماً  إلى إعادة هيكلة مبارياته ومسابقاته للتآلف مع الأحوال الجديدة والمستجدة ربما لمواجهة اية مشاكل مستقبلية من هذا النوع . والأهم على الجميع أن يقبل الخسارات التي تقبلها في الفترة الماضية ويسعى للحياة من خلالها وعبرها والأهم هو قبول فكرة أن العالم بعد كورونا  بات مختلفاً عما قبلها سواء من حيث الوضعيات (كالسفر والحركة والعلاقات الاجتماعية والعادات وغيرها) أو الأولويات حيث تعلو صحة الإنسان وحياته قبل كل شيء . وما كان غير ممكن مسبقاً بات ممكناً حالياً والمرونة هي الأساس في حل جميع المشكلات التي نتعرض لها…