سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

تعادل برشلونة بدون أهداف مع ضيفه وغريمه التقليدي ريال مدريد، مساء أمس الأربعاء، في المباراة المؤجلة بينهما من المرحلة العاشرة لبطولة الدوري الإسباني.

ويُعد هذا التعادل السلبي دون أهداف، هو الأول بين الفريقين في مواجهات الكلاسيكو بمختلف المسابقات منذ نوفمبر عام 2002، مع العلم أن هذا هو التعادل رقم 35 خلال 179 مباراة جرت بين الفريقين ببطولة الليجا، فيما حقق كل فريق 72 انتصاراً على حساب الآخر.

وقبل بداية الكلاسيكو بدقائق قليلة، أحرز كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس، هدفاً رائعاً في مرمى سامبدوريا بعدما استغل عرضية زميله أليكس ساندرو من ناحية اليسار ليرتقي صاروخ ماديرا عالياً ويُسكن الكرة في الشباك برأسية بارعة.

ويرى قطاع عريض من نشطاء السوشيال ميديا، أن رأسية كريستيانو رونالدو، قد خطفت الأنظار من كلاسيكو الأرض، خاصةً وأن ذلك الهدف لم يكن عادياً، فقد مارس الدون البرتغالي إحدى هواياته المعتادة بتحدي الجاذبية والتحليق عالياً على ارتفاع 2.5 متراً تقريباً، ليضع الكرة في الشباك برأسية متقنة، مع مراعاة الهبوط سليماً، وهذه جزئية تستحق الإشادة أيضاً.

وترى نفس الفئة، أن هدف كريستيانو رونالدو سحب البساط من كلاسيكو الأرض، مشيرةً إلى أن مباراة الغريمين فقدت بريقها وانخفض شغف الجماهير تجاهها، سيما وأن الفترة التي بلغ فيها الكلاسيكو ذروته، كانت الفترة التي تصدر فيها الفريقان المشهد تكتيكياً عبر جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا.

تأثير سلبي:

بالطبع، يبدو الحديث غير منطقي بل مفرطاً بالمبالغة، حيث لا يمكن للقطة مهما كانت روعتها أن تسحب البساط من المباراة الأهم بأجندة المتابعين، ولا شك أن الظروف المحيطة بموقعة الكلاسيكو هذا الموسم، كان لها أثر سلبي على المواجهة بين الغريمين.

ronaldo

فهذا الكلاسيكو مثلاً كان من المفترض إقامته في 26 أكتوبر الماضي، لكن تم تأجيله لدواعٍ أمنية بسبب المظاهرات بمقاطعة كتالونيا، وذلك بعدما تمت الدعوة لتلك المظاهرات بواسطة حركة “تسونامي الديمقراطية”.

وقد دعت المجموعة المذكورة للمظاهرات مرة أخرى في موعد المباراة الجديد في عدة أماكن حول ملعب الكامب نو، وقبل بداية اللقاء بـ 4 ساعات، لكن هذه المرة، تم تعزيز الاستعدادات الأمنية حرصاً على إقامة اللقاء، وبالطبع، هذه الأجواء المشحونة ألقت بظلالها على المواجهة، فالكلاسيكو الإسباني لا يمثل منافسة كروية فقط، بل يُمثل صراعاً بين هوية كلا الطرفين.

ولا يُخفى على أحد أن مواجهة الكلاسيكو تكتسي أهمية كبيرة، خاصةً في العقد الأخير، فالحديث عن هذا اللقاء يبدأ قبل أسبوعين أو 3 من موعد إقامته، علاوة على أن المشاهدين الذي يُتابعون هذه المباراة يُقدرون بالمليارات.

مكانة لا تُمس:

رغم أن الأندية التي تتميز بالضغط والعدوانية، قادرة على خطف الأنظار، إلا أن مباراة برشلونة وريال مدريد لها مكانة لا تُمس، ولا تزال المشاحنات بين الأصدقاء في المقاهي تدور بأكملها حول الكلاسيكو، رغم أن كلا الفريقين يمتلكان أرقاماً متراجعة فيما يخص الضغط.

GettyImages-1189433942 (1)

وبمقارنة معدلات الضغط التي يقوم بها لاعبو وسط وهجوم ليفربول ومانشستر سيتي مثلاً، بنظيرها للاعبي ريال مدريد وبرشلونة، فإننا سنجد أن الأرقام متشابة في خط الوسط (تتراوح بين 15 و19 محاولة ضغط).

أما بالنسبة للاعبي الخط الأمامي، فإن مهاجمي مانشستر سيتي يقومون بـ18 محاولة ضغط للمباراة الواحدة، ليفربول (20)، ريال مدريد (9)، برشلونة (11)، وبناءً عليه يتبين أن خط الضغط لقطبي إسبانيا متراجع.

ورغم هذا التراجع الفني، إلا أن مباراة الكلاسيكو لا تزال تحظى بأهمية كبيرة أكثر من أي مباراة أخرى في العالم، حتى لو تعلق الأمر بمواجهة ليفربول ومانشستر سيتي.