أخطر ما قاله مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان عن برشلونة وميسي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • زين الدين زيدان (Getty Images)

    تصريحات  ما قبل كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد  هي جزء من المعركة داخل الملعب سواء أكانت دبلوماسية أم نارية . وجميعهاً تكون بهدف ولا يوجد في أغلب الأحيان تصريح بريء فيها . فهي إما أن تكون لتهدئة الأوضاع و خلق الارتخاء الذهني لدى المنافس أو لإشعالها وخلق الحماسة والضغط على المنافسين. وهو ما اعتدنا عليه في السنوات الماضية .

    لكننا اليوم أمام تصريح من نوع مختلف ، تصريح مليء بالخبث والمكر رغم أنه يدخل في خانة التحدي لا أكثر. الهدف منه زعزعة وضعية الفريق الخصم  والحط  من قيمة أفراده رغم كل التهذيب والتواضع فيه . والأخطر أنه يعكس حالة واقعية ربما تؤدي مستقبلاً لكارثة كبيرة .

    التصريح الذي نتحدث عنه هو تصريح  زين الدين زيدان في المؤتمر الصحفي الذي قال : ” “لديهم ميسي، ونحن لدينا أسلحتنا، أنا لست قلقاً بشأن المباراة، أنا سعيد لأنني أستطيع أن أكون فيها طرفاً، أتذكر عندما كنت لاعباً، كنت أعيش لمثل هذه المواجهات”.  والجواب جاء رداً على امتلاك برشلونة لليونيل ميسي وكيف سيتعاملون مع الموضوع . وبنظرة أولية يبدو جواباً بقدر السؤال ومليء  بالدبلوماسية واللطف كما    لكن الحقيقة غير ذلك تماماً.

    زيدان ببساطة اختصر كامل أسلحة برشلونة بليونيل ميسي حيث لم يشر أبداً لأي لاعب آخر ولم يجب كالمعتاد بأن برشلونة ليس ميسي لوحده. هو باختصار ألغى جريزمان وسواريز وراكيتيتش ودي يونج والشاب فاتي وغيرهم مؤكداً بأن الأهم هو ميسي وكأنه يلعب في الفريق لوحده كما هو موضح في الفيديو المرفق

    الهدف من هذه الفكرة السامة  المبطنة،هي الحط من قيمة أعضاء الفريق الباقين وإشعارهم بالضغط بضرورة إبراز أنفسهم بجانب ميسي مما يدفعهم  لعدم تسليم الكرة له بالقدر المطلوب لإظهار أنفسهم في ظله.وعدم تسليم الكرة لليو سيحقق ثلاثة أهداف هامة :

    الأول يحرم ميسي من تقديم أفضل ما عنده . فالنجم الأرجنتيني وبحسب نظرية المدرب التاريخي للأرجنتين لويس سيزار مينوتي  بحاجة أن يمتلك الكرة بأكبر قدر ممكن إن أراد برشلونة أن يحقق أكبر استفادة منه وهي نظرية صحيحة مئة بالمئة.

    الثاني خلق اختلال كبير في بنية بناء اللعب والتي يكون محورها عادة ميسي  عبر دفع لاعبي برشلونة  للاحتفاظ بالكرة أكثر من المعتاد فستقل التمريرات مما يدمر أسلوب اللعب برمته كما أسلفنا .

    الثالث هو  العزل التلقائي لليونيل ميسي بما يسهل عزل الباقين الأقل موهبة منه والذي يعتمد الكثير منهم في خطورته على أداء النجم الأرجنتيني مما يجعل الأمور أسهل بكثير على زيدان ورجاله. أي أن التدمير سيكون ذاتياً ومن داخل الفريق.

    ليونيل ميسي (Getty Images)

    ليونيل ميسي (Getty Images)

    كون ميسي هو  اللاعب الأفضل في العالم حالياً والأفضل مع رونالدو في العقد الأخير فمن الطبيعي أن تسلط الأضواء عليه خصوصاً أنه حالة رياضية وإعلامية  متكاملة وليس مجرد لاعب كرة قدم . ميسي أعاد تعريف الرياضي برمته وهو مع رونالدو وليبرون جيمس أظهر كيف  يمكن للالتزام والاستمرارية ان تخلّد اللاعب في تاريخ كرة القدم. لكن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على زملائه حتى لو بشكل لا واعي . والمشكلة أن ما يحاول زيدان إدخاله في رؤوس لاعبي برشلونة تقوم وسائل الإعلام والجمهور بترسيخه عن قصد أو من دون قصد  . فالحديث فقط عن ميسي وما يقوم به وإيمان معظم  الجمهور الكتالوني بأنه لولا ميسي لكان فالفيردي قد غادر منذ زمن وما كان برشلونة ليحصد نصف ما يحصده هو أمر مؤذ جداً للفريق وبنيته . الجوائز الفردية والتركيز الكبير على النجم الأرضي يساعد أيضاً على خلق هذه الحالة التي تقول بأن  برشلونة هو ميسي ولا أحد آخر وهو ما أكده فهمه زيدان وتلقفه بذكائه المعهود وحمّل ميسي نفسه عبئاً كبيراً.

    على مدرب برشلونة أن يعي أن اختصار برشلونة بميسي ليس في مصلحة الفريق إطلاقاً . وعلى الإدارة أن تدرك ضرورة إيجاد حل يساعد في التمهيد ليوم رحيل النجم الأرجنتيني الآتي لا محالة . والأهم أن على اللاعبين أن يعوا أن هذه الهالة حول ميسي بقدر ما تخلق نوعاً من الطمأنينة في غرفة الملابس وترهب الخصوم بقدر ما تخلق عبئاً عليهم . بهذا فقط يستطيعون تجاوزها.