كيف لعب فالنسيا “مضطرًا” مع ريال مدريد على أنه برشلونة؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فالنسيا ضد ريال مدريد

    موقع سبورت 360 – ليس ضروريًا أن تكون مقصودًا بهذا العنوان وأنت تقرأ هذا المقال، لكنه الطريقة المثالية لتوضيح كيف كانت المباراة بين فالنسيا و ريال مدريد، فعدد لا يستهان من متابعي الدوري الإسباني ” الليجا ” لا يشاهد إلا مباريات برشلونة وريال مدريد فقط، ومن ثم لتوضّح له أي شيء يتعلق بفريق آخر حول مباراته مع أحد الكبيرين، لا يكون بإمكانك ضرب مثال إلا بالمباراة التي أمام الكبير الآخر!

    إذًا كيف يلعب فالنسيا أمام برشلونة عادة في ملعب الميستايا؟

    يتعامل الخفافيش مع مبارياتهم مع البلاوجرانا في ملعب ميستايا على أنها مباراة ذات أطوار مختلفة .. يبدأون المباراة بتحفظ متطلع إلى الهجمات المرتدة متى سنحت الفرصة، بينما يخرجون من مناطقهم مع مرور الوقت وأيًا كانت النتيجة، بينما أمام ريال مدريد كان فالنسيا دائمًا ما يسعى على أرضه إلى أن يكون الفريق صاحب الفعل وليس رد الفعل، ربما لقناعة داخل مسيري الفريق على أنه يمكنك أن تتفوق في الاستحواذ على الريال ولكن ليس على البرسا، أو لأسباب أخرى لا يمكن تحديدها.

    لكن قبل مواجهة الريال كان فالنسيا يمر بأسبوع صعب بدأه بقلب تأخره في ديربي المدينة على أرض ليفانتي من 2/0 إلى 4/2 ثم الخروج بنتيجة رائعة من أمستردام بالفوز على أياكس والتأهل لثمن نهائي دوري الأبطال في مباراة بذل فيها لاعبو الفريق مجهودًا يكفي مباراتين ليدخل لمباراة ريال مدريد –المرتاح أمام كلوب بروج- وهو متأثر بدنيًا بلا شك.

    AAA

    لذلك اختار ألبرت سيلاديس أن يتخذ الفريق أسلوبًا أقل بذلًا للجهد في الشوط الأول وأن يحول اللقاء إلى 45 دقيقة فقط هي زمن الشوط الثاني، بينما كان يحاول الخروج من الشوط الأول لبر الأمان وهو أمر ربما كاد يفشل في بعض اللقطات كرأسيتي بنزيما والصغير رودريجو، وربما كاد ينجح وأكثر في حالة ما إذا سجل فيرّان توريس هدفًا من فرصته التي مر فيها من فاران وسدد في يد كورتوا، لكن بقت دفاعات فالنسيا صعبة على الاختراق رغم قضاء ريال مدريد لقرابة نصف ساعة تقريبًا في وسط ملعب الخفافيش قبل فك الضغط في ربع الساعة الأخير من الشوط.

    أما ريال مدريد فلربما كان ليتفوق على مستوى الاستحواذ في كل الأحوال حتى لو لم يختار فالنسيا هذا النهج، فالميرينجي أفضل من فالنسيا في مسألة التمرير والاحتفاظ بالكرة لكن ما ميز أبناء زيدان حقًا في الشوط الأول ليس الحفاظ على الكرة، فأغلب هذا الحفاظ كان بعيدًا عن مناطق تمركز مدافعي ووسط فالنسيا، وإنما ما ميزه حقًا هو كيفية استعادة الكرة بسرعة بعد أن مارس ضغطًا منظمًا جدًا نادر الأخطاء قوض كثيرًا من عملية بناء الهجمة لدى أصحاب الأرض وجعل مسألة إخراج الكرة من مناطقهم صعبة، وفقط بعض الكرات القليلة هي التي مرت إلى النصف الآخر من الملعب في أول نصف ساعة.

    الأمور تتغير في النصف الثاني من المباراة أمام ريال مدريد

    في الشوط الثاني كان سيلاديس يقرر حل معضلة المهاجم الثاني بشكل آخر .. ولتعرف لماذا هي معضلة عليك أن تتابع ما فعله مدرب فالنسيا في تبديله الأول .. ببساطة فالنسيا لم يكن يمتلك مهاجمًا آخر موثوق فيه في تشكيلته بجانب رودريجو مورينو، فمانو باييخو يلعب أدوارًا ثانوية جدًا بينما هي مسألة وقت ليغادر روبين سوبرينو فالنسيا بعدما وضح بما لا يدع للشك أنه لا يصلح للعب إلا في مباريات الكأس الأولية ولتأدية بعض الأدوار الدفاعية في أواخر المباريات ليضطر سيلاديس للدفع بفيرّان توريس كمهاجم.

    هذا الأمر كان مزعجًا لفالنسيا ككل، فبغياب فيرّان عن الجبهة اليمنى أفقدت الأخيرة خطورتها لذلك اتخذ سيلاديس قرارًا بالتضحية بدور المهاجم الثاني إلى حدٍ ما لعيون إحياء الجبهة اليمنى فأخرج خاومي كوستا الأعسر الذي لعب كظهير أيسر ويشرك مانو باييخو ليعيد فاس إلى الظهير الأيمن وفيران توريس إلى الجناح الأيمن متأملًا أن يقدم باييخو ما هو غير متوقع.

    فيران-توريس-فالنسيا-ريال-مدريد

    لم يقدم باييخو الكثير، لكن الأداء تحسن جدًا بهذا التبديل لسببين .. أولًا فيرّان توريس بات يلعب ووجهه للمرمى وهو لاعب خطير قادر على تشكيلة ثنائي جيد مع فاس ما أحيا الجبهة اليمنى، وثانيهما هو أن إحياء الجبهة اليمنى منح الجبهة اليسرى نفسًا جديدًا فشاهدنا انطلاقات واختراقات ممتازة من خوسيه جايا بمساعدة خوان سولير ورودريجو مورينو.

    أما ريال مدريد فبعد أن تلقى اللعب لم يظهر وأنه قادر على إعادة الإجادة التي قدمها في الشوط الأول وبدا الفريق دون شكل واضح في الهجوم خاصة مع مستوى سيء جدًا من إيسكو ومتلعثم من رودريجو ليصير خروجهما أمرًا طبيعيًا فيقرر زيدان إشراك جاريث بيل وفينسيوس جونيور بدلًا منهما لكن الحال لم يختلف كثيرًا.

    من إحدى هجمات فالنسيا استطاع سولير تسجيل هدف التقدم، قبل أن يتمكن الريال من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 95 من ركلة ركنية خرج لها المتقدم تيبو كورتوا دون مضايقة وهو خطأ كبير من دفاع فالنسيا الذي أشرك سيلاديس دياخابي لتعزيزه لكن المدافع الفرنسي المفترض رقابته لأطول اللاعبين كان مشغولًا بمحاربة طواحين الهواء الفالفيردية عند القائم البعيد ليضع كريم بنزيما لمسته ويسجل أحد أهم أهدافه هذا الموسم ليحافظ الريال على سجله كأقل فرق الليجا تلقيًا للهزائم ويدخل الكلاسيكو متعادلًا مع برشلونة في النقاط بينما سيبحث فالنسيا عن التقاط الأنفاس واستعادة المصابين شيئًا فشيئًا لتطوير نتائجه في القادم مستفيدًا من الانتعاشة التي يعيشها في الفترة الحالية مع سيلاديس.