وقفة 360: زيدان يستعيد سلاحه الفتاك.. ولماذا لا يتألق يوفيتش؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ريال مدريد

    موقع سبورت 360 – عاد ريال مدريد من بلجيكا بانتصار مستحق على كلوب بروج بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وذلك ضمن الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، ليستعد من خلاله للأسبوع الناري المقبل الذي سيواجه فيه فالنسيا وبرشلونة.

    يهمك أيضاً:

    الفرق المتأهلة إلى دور 16 من دوري أبطال أوروبا 2019 – 2020

    وكما كان متوقعاً، أجرى المدير الفني زين الدين زيدان العديد من التغييرات على تشكيلة ريال مدريد المعتادة رغم إصابة العديد من اللاعبين المهمين، حيث قرر إراحة كل من كريم بنزيما، داني كارفاخال، توني كروس، سيرجيو راموس، ودفع بمجموعة من اللاعبين الشباب على رأسهم فينيسيوس جونيور.

    وسجل هدف ريال مدريد الأول البرازيلي الشاب رودريجو بحلول الدقيقة 52، ثم عزز مواطنه فينيسيوس جونيور التقدم بتسجيل الهدف الثاني عند الدقيقة 64، قبل أن يختتم النجم الكرواتي المميز لوكا مودريتش مهرجان الأهداف في الوقت بدل الضائع.

    زيدان استعاد سلاحه الفتاك مع ريال مدريد

    عندما نرى ريال مدريد يحقق فوزاً مستحقاً كهذا، وفي ملعب ليس بالسهل على الإطلاق رغم إمكانيات الخصم المتوسطة، وبتشكيلة شبه احتياطية، نستنتج أن الفريق استعاد الشخصية التي كان عليها في ولاية زين الدين زيدان الأولى، وهو بمثابة رسالة علنية أن الأمور تسير بالطريق الصحيح.

    المسألة باختصار، عندما يمر ريال مدريد بفترة جيدة، ويملك ثقة بالنفس، ولا يوجد توتر في غرفة خلع الملابس، يحقق الفريق نتائج طيبة ويقدم أداء من جيد إلى ممتاز بغض النظر عن الاسماء المتواجدة في الملعب، وهذه أحد أهم أسرار نجاح زيزو في السنوات الماضية.

    وطالما أن زيدان جرّب العديد من التشكيلات والخطط في المباريات الأخيرة، وكانت دائماً النتيجة إما الفوز أو تقديم مباراة ممتازة على جميع الأصعدة كما حدث أمام باريس سان جيرمان، فهذا يعني أن الريال الذي نعرفه عاد فعلاً.

    المشكلة التي كانت تواجه زيدان في أول شهرين ونصف من الموسم هي انخفاض مستوى العديد من اللاعبين، ولم يكن هناك سوى 5 أو 6 لاعبين يقدمون أداء جيد، الأمر الذي كان يجعله يعتمد عليهم بشكل دائم، وعندما يغيب أحدهم يصبح هناك خلل في المنظومة ككل.

    لكن الآن الأمور تحسنت كثيراً، وجميع اللاعبين تقريباً استعادوا مستواهم المعهود، وبالتالي أصبح الفريق يلعب ككتلة واحدة، ومهما كان اللاعب الذي يغيب عن الفريق لا نشعر أنه مؤثر كثيراً، يكفي أن قائمة إصابات الفريق يتجاوز سعرها النصف مليار يورو بحسب تقرير نشرتها صحيفة آس الإسبانية، ورغم ذلك نرى نتائج ممتازة.

    ريال مدريد

    ريال مدريد

    كيف تحسن ريال مدريد في الشوط الثاني؟

    لا شك أن ريال مدريد عانى في الشوط الأول، بالأخص في عملية إيجاد الحلول الهجومية وخلق الفرص، ورغم أنه كاد أن يسجل في لقطتين عن طريق لوكا يوفيتش وإيسكو، إلا أن الفريق لم يلعب بالكثافة المطلوبة، ولم نشعر أنه يملك أفضلية على خصمه.

    في الشوط الثاني ارتفع رتم أداء ريال مدريد بشكل واضح، وتم تسجيل 3 أهداف، وكان يمكن إضافة أهداف أخرى أيضاً، وذلك يعود إلى التعليمات الواضحة التي أعطاها زيزو للاعبيه، والتي أهمها نقل الكرة بسرعة أكبر واستغلال اندفاع كلوب بروج في الضغط.

    كذلك شاهدنا في الشوط الثاني تقدم أكثر لألفارو أودريوزولا الذي لم نراه يهاجم طوال الشوط الأول تقريباً، وهذا سمح لرودريجو أن يدخل أكثر في العمق ويقترب من منطقة الجزاء بدلاً من التواجد على خط الملعب، لأن خطورة النجم البرازيلي الشاب تكمن بالقرب من المرمى وليس على الأطراف، ومن هذه العملية جاء الهدف الأول الذي فتح المباراة وجعل كل شيء سهل جداً.

    لماذا لا يتألق يوفيتش .. وهل يلام زيدان؟

    محزن حقاً المستوى الذي يظهر عليه لوكا يوفيتش الذي كان حديث العالم في الموسم الماضي بفضل المستوى المميز الذي قدمه مع فرانكفورت، وهناك أسباب عديدة لتراجع مستواه، أهمها بلا شك عدم حصوله على الثقة التي يحتاجها من زين الدين زيدان.

    زيدان قرر اليوم تبديل يوفيتش بحلول الدقيقة 75 والدفع بكريم بنزيما المنهك من ضغط المباريات، تبديل كان غريباً للجميع، فحتى لو أراد الدفع ببنزيما، كان يمكن سحب لاعب آخر وإتاحة الفرصة للمهاجم الصربي كي يستكمل المباراة، ويشعر أن المدرب يثق به حتى النهاية، وما حدث اليوم يعكس لنا كيف يقضي يوفيتش أيامه منذ الوصول.

    يوفيتش جاء لريال مدريد لكي ينافس كريم بنزيما، وأن يتناوب معه، وليس ليلعب المباريات الغير هامة، ويتم استبداله بها أيضاً، فعندما تنتقل لنادٍ كبير، وتشعر أن الثقة معدومة بك، من المدرب، وزملائك، وحتى الصحافة التي لا تكتب شيئاً عن تجاهلك، وكذلك الجماهير السعيدة بمستوى كريم بنزيما، فمن الطبيعي أن يتأثر مستواك إلى هذا الحد.

    ولا يمكن إلقاء اللوم فقط على زيزو بالمستوى الباهت التي قدمه يوفيتش، فاللاعب أيضاً لا يساعد نفسه، شعرنا اليوم كأنه مستسلم ولا يحاول مثلاً العودة للخلف وطلب الكرة، أو القتال من أجل استخلاصها، وإذا لم يغيّر يوفيتش عقليته ويلعب بروح أعلى، فلن يتحول إلى مهاجم فتاك في النادي الملكي أبداً.

    كما كشفت العديد من المصادر أن اللاعب يتمتع بشخصية انطوائية داخل غرفة خلع الملابس، ويتعامل مع فشله بإتقان اللغة الإسبانية كحاجز يمنع من تقوية علاقته بزملائه والجهاز الفني، ولا يوجد سوى لوكا مودريتش الذي يتحدث معه كونهما يتشاركان بنفس اللغة.

    الشخصية السلبية التي لا تبادر لكي تتكيف وتنسجم هي مرض قاتل لأي لاعب في العصر الحديث من كرة القدم وربما تدمر مسيرته بالكامل، شاهدنا أمثلة كثيرة في السنوات الأخيرة كهذه مثل جاريث بيل وفيليب كوتينيو، فعندما غيرا الأجواء وذهبان لغرفة ملابس تضم كوكبة من النجوم، شاهدناهما يعانيان كثيراً على جميع الأصعدة، حتى لو كان لهما بعض لحظات التألق.