رودريجو وفينيسيوس

موقع سبورت 360 – اعتدنا على المقارنات بين اللاعبين في السنوات الأخيرة، والتي غالباً ما تكون بين نجمين يلعبان في فريقين مختلفين، ويشغلان نفس المركز تقريباً، لكن شهدنا مقارنة مختلفة بعض الشيء في الأيام الماضية جمعت بين لاعبين في نفس الفريق هما فينيسيوس جونيور ورودريجو نجما ريال مدريد.

هناك أسباب عديدة جعلت الجماهير والصحافة تعقد مقارنات بين هذين اللاعبين، أولاً أن كلاهما يمثلان مستقبل خط هجوم ريال مدريد، وثانياً أنهما لاعبان برازيليين وفي نفس السن تقريباً، وثالثاً والأهم أنهما يلعبان على الأطراف الهجومية.

فينيسيوس خطف قلوب جماهير ريال مدريد في الموسم الماضي، حيث كان واحد من أفضل اللاعبين في الفريق إن لم يكن الأفضل بعد كريم بنزيما، ورغم كثرة إهداره للفرص السهلة، إلا انه كان شعلة نشاط ونقطة تحول في أداء الفريق مع المدرب سانتياجو سولاري.

لكن مستوى فينيسيوس تراجع كثيراً منذ عودته من الإصابة التي تعرض لها في مباراة أياكس بدوري أبطال أوروبا، كما أن الجماهير باتت تطالبه بأن يكون أكثر حسماً أمام المرمى بعد أن حصل على الوقت الكافي للتألق، فلم تعد تكفي الاختراقات وخلخلة دفاعات الخصم بدون فائدة.

وفي الوقت الذي بدأ يخسر فيه فينيسوس تعاطف الجماهير والصحافة، بزغ نجم رودريجو الذي لم يشارك كثيراً هذا الموسم مع زين الدين زيدان، لكنه كان يقدم الإضافة كلما تم الاستعانة به، وسجل هدف في أول ظهور له مع الفريق.

من الأكثر موهبة .. رودريجو أم فينيسيوس؟

في الحقيقة لا يمكننا الإجابة على هذا السؤال لأننا لم نرى الكثير من رودريجو لغاية الآن، فرغم أنه يبدو لاعب موهوب ومهاري ويملك إمكانيات عالية، لكن فينيسيوس أظهر موهبة فريدة في الموسم الماضي من حيث السرعة والاختراق، ولا يمكن لأحد التشكيك بجودته رغم أنه يحتاج للكثير من العمل لصقل هذه الموهبة، لذلك الحكم من الآن سيكون غير منصف، وإن كان لا بد من ذلك فسيكون اختيار فينيسيوس منطقياً أكثر.

رودريجو أفضل تكتيكياً لزين الدين زيدان

مما لا شك فيه، أن رودريجو يملك قدرات تكتيكية أفضل بمراحل من فينيسيوس رغم أنه يصغره سناً، اللاعب قادر على اللعب في عدة مراكز هجومية، وحتى في خط الوسط أيضاً، كما اعتمد عليه زين الدين زيدان كظهير أيمن بعد طرد أودريوزولا في مباراة مايوركا وقدم مردود لا بأس به.

رودريجو بالأصل يلعب كجناح أيسر أو مهاجم ثاني، لكنه قادر على التألق مع أي مركز يشغله، وشاهدنا الأداء المميز الذي قدمه كجناح أيمن في المباراة الماضية ضد جلطة سراي وهنا تظهر قوته الذهبية ومدى إحترافيته، وهي صفات يفتقدها مواطنه وزميله.

على الجانب الآخر، فينيسيوس لا يجيد اللعب سوى على الرواق الأيسر، وعندما حاول زيدان الدفع به على الجبهة المقابلة، قدم مردود سيء للغاية، كما أن اللاعب لا يقدم المساندة الدفاعية المطلوبة، ولديه أيضاً مشكلة بالتمركز، على العكس تماماً بالنسبة لرودريجو الذي التزم بتعليمات زيدان بشكل دقيق.

من الأفضل لمستقبل ريال مدريد؟

لو أردنا الحكم عل ما شاهدناه حتى الآن، يمكننا القول أن رودريجو سيكون مفيداً أكثر لريال مدريد للأسباب التكتيكية التي ذكرناها في النقطة السابقة، فعندما تجتمع الموهبة والوعي التكتيكي في لاعب واحد، تكون النتائج مذهلة دائماً، ولنا بليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو أكبر مثال.

لكن لا يمكن قياس الأمور بهذه النظرة السطحية، لأن موهبة فينيسيوس لا يستهان بها أبداً، وما يحتاجه اللاعب فقط بعض النصائح والكثير من العمل، وإن اجتهد خلال العامين القادمين وركز على تطوير نقاط الضعف لديه مثل التسديد واتخاذ القرارات الصحيحة عندما تكون الكرة بحوزته، واهتم بالجوانب التكتيكة أيضاً، فاعتقد أنه سيصبح أهم لاعب في ريال مدريد خلال العقد المقبل.

نقطة أخرى يجب الحديث بها وهي الفارق في العقلية بينهما، وهنا يتفوق رودريجو بشكل واضح لأنه أكثر التزاماً وأقوى ذهنياً كما أشرنا، لا مشكلة لديه باللعب مع الكاستيا، أو الجلوس على دكة البدلاء في هذه المرحلة الانتقالية، وهو يدرك تماماً أن حجز مقعد أساسي في ريال مدريد يتطلب الوقت والجهد لحين إقناع المدرب.

بينما نشعر أن فينيسيوس أكثر تهوراً وشخصيته عاطفية لأبعد درجة، وهو يشبه لاعبين من نوعية روبينيو ونيمار، فكان واضحاً عليه الانزعاج من اللعب في الكاستيا ببداية الموسم الماضي، وفقد الثقة بنفسه سريعاً عندما عاد ليصبح لاعباً بديلاً بعد أن كان عنصراً أساسياً في التشكيلة خلال الموسم الماضي، وهذه علامات توضح أنه ما زال لا يتمتع بالصلابة الذهنية.